أكدت رئيسة الحكومة التونسية، نجلاء بودن، على أهمية تلازم المسارات السياسية والعسكرية والأمنية في ليبيا بما يقتضيه ذلك من تنفيذ برامج تفكيك ونزع الأسلحة وحلّ الميليشيات، وسحب المقاتلين الأجانب والمرتزقة، باعتبارها ضمانة لإرساء دعائم الأمن في ليبيا والمنطقة ولا سيما دول الجوار.
ودعت بودن خلال خلال مشاركتها في أشغال "المؤتمر الدولي حول ليبيا" الذي إنتظم بباريس المجموعة الدولية إلى مواصلة دعم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وذلك بما يضمن لها أوفر شروط النجاح كما أكّدت على ضرورة مراعاة الاعتبارات الموضوعية المُتّصلة بخصوصيات المشهد الليبي وتفاعله في إطار سياقه الإقليمي والدولي وتطوراته.
وبينت أن تنظيم هذا المؤتمر يشكل محطة جديدة في سياق الجهود الدولية المبذولة لاستكمال مسار العملية السياسية والأمنية، التي انطلقت لبناتها الأولى من منتدى الحوار السياسي الليبي- الليبي الذي احتضنته تونس في نوفمبر 2020 .
وأشادت بودنّ بالمؤتمر الأخير الذي إلتأم في طرابلس لدعم إستقرار ليبيا والذي عزّز مقاربة الليبيين في إدارة المرحلة المقبلة ودعم مقوّمات التصّرف في مسار التسوية للعملية السياسية ضمن الشراكة الكاملة مع المجتمع الدولي، داعية إلى دعم مخرجاته واعتبارها إحدى المرجعيات الأساسية في المسار الليبي.
وأبرزت رئيسة الحكومة حرص بلادها على أن يمهّد هذا المسار السياسي إلى مصالحة شاملة بين جميع الفرقاء السياسيين بعيدا عن أي تأثيرات خارجية، مشددة على مواصلة تونس مساندتها لليبيين في كل ما يرتؤونه من خيارات تعيد لليبيا عافيتها وتحفظ أمنها واستقرارها في كنف الوحدة الترابية والسيادة الوطنية.
واعتبرت بودن أن أمن واستقرار ليبيا مسؤولية جماعية ومشتركة يجب الاضطلاع بها من خلال تقديم جميع أوجه الدعم لليبيين في مسارهم السياسي بما يستجِيبُ لِتطلُّعَاتِ الشعب الليبي في نظام ديمقراطي يكفل أمنه واستقراره، وبما يمكّن الليبيين من التفرغ لإعادة إعمار بلدهم والنهوض باقتصادهم حتى تستعيد ليبيا مكانتها الإقليمية كقطب اقتصادي ومالي من شأنه أن يساعد على الاندماج الاقتصادي لجميع دول المنطقة على أساس المصالح المشتركة والمنافع الاقتصادية المتبادلة.