تتجه تونس الأحد إلى إعلان قطيعة تامة مع الأحزاب والشخصيات التي حكمت البلاد خلال السنوات الماضية ورهنتها لأجندات خارجية، وبالتوازي ينتظر أن ينتصر ملايين الناخبين لصورة تونس المستقلة والمستقرة والتي ليست لها عداوات في محيطها الإقليمي.
وتتجه استطلاعات الرأي وتوقعات المراقبين المتخصصين بالشأن التونسي إلى وضع رئيس حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي كمرشح أبرز للفوز بالانتخابات الرئاسية.

وطيلة حملته الانتخابية استند السياسي المخضرم السبسي (87 عاما) إلى إرث بورقيبة في بناء دولة علمانية حديثة وعصرية. وحتى نظارته الشمسية التي وضعها في الاجتماعات الشعبية كانت شبيهة بنظارات وضعها بورقيبة قبل عقود.

لكن الأهم في رأي غالبية التونسيين هو أن السبسي لديه قدرة كبيرة على إدارة شؤون الدولة، وهو ما بان بالكاشف خلال الفترة الانتقالية التي ترأس فيها الحكومة في 2011، وهي الحكومة التي أشرفت على الانتخابات التي فازت فيها حركة النهضة بالأغلبية في المجلس التأسيسي.

ومطلب استعادة هيبة الدولة كثيرا ما كرره السبسي باعتباره مطلبا ملحا خاصة في ظل انتشار ظاهرة الإرهاب وكثرة الإضرابات التي أضرت بالاقتصاد ودفعت المستثمرين الأجانب إلى مغادرة تونس.

وأشار المراقبون إلى أن زعيم “نداء تونس” سيستفيد في انتخابات اليوم من أخطاء خصومه، وخاصة الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي الذي ركز خطاباته في الأيام الأخيرة على اتهام السبسي والأحزاب الدستورية والليبرالية الداعمة له دون أن يقدم أفكارا ذات قيمة تقنع الناخبين.

وقد اعتبر محللون لنتائج الانتخابات الأخيرة أن المرزوقي وحركة النهضة وحزب التكتل أو ما كان يعرف بـ”الترويكا” عاقبها الناخبون عقابا كبيرا بسبب فشلها في الحفاظ على صورة تونس كبلد مستقر ومنفتح على محيطه الإقليمي وحيادي في علاقاته الدبلوماسية، وهي عناصر عملت حكومة الترويكا على محوها.

وتوقعوا أن يواصل الناخب التونسي عقابه للترويكا في شخص مرشحها الأبرز المرزوقي الذي أسالت مواقفه الكثير من الانتقادات خاصة في ما تعلق بإساءاته لدول صديقة لتونس مثل مصر وسوريا.

ويتهم سياسيون وإعلاميون المرزوقي بكونه رجل قطر في تونس، لافتين إلى ظهوره المستمر على قناة الجزيرة، وكتابته مقالات في موقعها الإلكتروني، فضلا عن اشتراكه مع حركة النهضة في خدمة مصالح الدوحة خلال ثلاث سنوات من الحكم.

ولا يتوقع المراقبون أن يحصل المرزوقي على نتائج جيدة، ومنهم من يستبعد مروره إلى الدور الثاني بسبب رهانه على المجموعات المتشددة وتشريكها في حملته الانتخابية، وهو ما سيكون دليل إدانة له لدى الناخب الذي سيكون مقياسه الأبرز في الاختيار هو الاستقرار ومحاربة الإرهاب.

عن « العرب » الدولية