تستعد تونس لإستقبال آلاف الحجاج اليهود القادمين من تونس و خارجها للإحتفال بموسم حج الغريبة السنوي في جزيرة جربة جنوب شرقي البلاد و الذي تنطلق فعالياته يوم 13 مايو الجاري و يتواصل حتّى الــ18 من نفس الشّهر كما أعلنت عن ذلك وزير السياحة الونسية آمال كربول في منتصف شهر مارس/آذار الماضي .

و كانت الوزيرة قد صرّحت الجمعة 25 إبريل/نيسان 2014 خلال ندوة صحفية أن حج الغريبة مهم جدا للسياحة التونسية وهو يعتبر المؤشر الأول لنجاح الموسم السياحي في تونس لأنه يبرز عامل الأمن في بلادنا وصورة تونس في الخارج.

وقالت أمال كربول نريد :"أن يزور المسلمون والمسيحيون واليهود في تونس وفي كل بقاع العالم معبد الغريبة في موسم الحج لان في ذلك دلالة على التسامح "على حد تعبيرها ،مضيفة "نريد ان ننجح موسم الحج في الغريبة لأنه مهم لتونس".

وأشارت في ذات السياق الى أن أن التنسيق جار مع وزارات الداخلية ووزارة الشؤون الدينية ووزارة الثقافة لتأمين موسم الحج للغربية وضمان إنجاحه خاصة انه يتزامن مع انطلاق الموسم السياحي بجزيرة كما دعت اليهود في كافة أصقاع العالم الى المشاركة بكثافة في هذا الإحتفال الموسمي الذي يجتمع فيه اليهود كل عام لأداء طقوسهم الدّينية في أحد أقدم المعابد اليهوديّة في العالم و الموجود في جزيرة جربة السياحية جنوب البلاد.

و يأتي موسم هذا العام وسط جدل واسع في البلاد حو مسألة التطبيع مع "إسرائيل" حيث تقدّم أكثر من 80 نائبًا في المجاس الوطني التأسيسي بعريضة من أجل طلب مسائلة وزيرة السياحة و كاتب الدّولة المكلف بالأمن رضا صفر إثر تدوال أخبار عن دخول 61 إسرائيليا الى تونس و بجوازات إسرائيلية و من ميناء حلق الوادي بالعاصمة تونس خلافا لما هو معمول به حيث لا يسمح للإسرائيليين الدّخول من أجل الحج إلاّ من مطار جربة و يعودون منه مباشرة دون الدّخول أو السياحة في البلاد .

و من جهتها قالت الهيئة الوطنيّة للمحامين التونسيين في بيان لها ، إن القرار الوزاري المتعلق بالسماح للسياح من ذوي الجنسية الإسرائيلية بالدخول إلى تونس "يعبر عن قرار صريح بالتّطبيع مع الكيان الصّهيوني". على حدّ نص البيان

وطالبت هيئة المحامين بضرورة تصحيح الوضع بما يعبّر عن سيادة الدّولة التّونسيّة ورفض التّطبيع ومقاومته ودعم القضيّة الفلسطينيّة دون شروط على حدّ تعبيرها .

و كانت السّلطات التّونسيّة قد منعت خلال شهر مارس/آذار الماضي 14 إسرائيليًا من النّزول في ميناء حلق الوادي بالعاصمة بسبب عدم حملهم لتأشيرة الدخول الى الأراضي التونسي الشيء الذي دفع شركة الأسفار الأمريكية التي برمجت السفرة الى إلغاء السفرات السياحية الى تونس وفقا بيان أصدرته وقتها .

واكّدت وزيرة السّياحة أمال كربول آنذاك أن الإسرائيليين الذين يستوفون الإجراءات القانونية مرحّب بهم في تونس، قائلة: "قلت للسياح اليهود مرحبًا بكم في موسم الحج بالغريبة" على حدّ تعبيرها .

و من جهته، قال رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة في تصريحات إعلامية في وقت سابق إنه يجب إنجاح هذا الموسم من حج الغريبة حتى لا يفشل الموسم السياحي على حدّ قوله مشددًا على ضرورة التوافق وتجنب التجاذبات السياسيّة، معتبرًا أن المضطلعين بالمجال السياحي قد أوضحوا أن قدوم السيّاح اليهود إلى جربة من أجل موسم الحج سيدعم تنشيط القطاع السياحي في الجهة.

و تعليقا عن عريضة المسائلة لوزيرة السياحة أمال كربول و كاتب الدّولة المكلف بالأمن رضا صفر: "إذا اردتم إفشال الموسم السياحي فنحن قابلون بهذا القرار السيادي" على حدّ تعبيره .