يدرك المستثمرون التونسيون إنهم تأخروا في السباق الدولي نحو السوق الإفريقية واللحاق بدول في حجم بلادهم سارعت في دخول هذه القارة الواعدة التي سيكون ناتج الداخلي الخام نصف ناتج الاتحاد الأوروبي بعد عقدين من الزمن .

ويعرف التونسيون معطلات دخولهم الى إفريقيا ، التي من المفترض أن تكون سوقهم الإستراتيجية ، نتيجة للقرب الجغرافي ولتوفير منتجات قابلة للترويج هناك وبأسعار تنافسية ، فالدولة قصرت في عديد الآليات التي تمثل مفاتيح دخول القارة ومنها ضعف الربط الجوي البحري بأغلب البلدان الإفريقية ، وهو ما يعيق تنقل الأشخاص و البضائع ،ويجبر المستثمرين التوجه أولا الى أوروبا ومنها الى البلدان الإفريقية وهو ما يمثل عائقا ماليا وزمنيا ، إضافة الى ضعف التواجد الديبلوماسي وغياب الإسناد المالي لفقدان بنوك تونسية منتصبة في القارة السمراء.

مهدي جمعة رئيس الحكومة الجديد يبدو على وعي كبير بأهمية السوق الإفريقية لتونس ، إذ دعا ومنذ أن كان وزيرا للصناعة في ديسمبر الماضي الى ضرورة وضع إستراتيجية متناسقة لدخول و اقتحام القارة .أولى الخطوات التي سيتم قطعها فتح 20 خطا جويا في اتجاه إفريقيا خلال السنوات الثلاث القادمة ( 2014_2016) سيكون في اتجاه واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو في أبريل المقبل .

العاصمة واغادوغو ستكون وجهة عشرات من المستثمرين وأصحاب المؤسسات التونسية خلال الأيام القادمة للمشاركة في الملتقى الثالث لغرب إفريقيا لتنمية المؤسسات " افريكاليا " الذي ستحتضنه بوركينافاسو نهاية شهر فبراير الحالي ، والذي يغطي بلدان الاتحاد الاقتصادي و النقدي لغرب إفريقيا ، والذي يعد سوقا لتسعين مليون نسمة ، أغلبها بلدان صاعدة وتحقق نسب نمو لا تقل عن 5بالمائة وتمثل فيها بوركينا فاسو قوة واعدة اذ أنها تعد 17 مليون ساكن وبلغ نموها 8 بالمائة خلال العام الماضي .

ومن المنتظر أن تشارك  في هذا الملتقى المؤسسات التونسية العاملة في الأشغال العامة و البناء و التجهيز والطاقة والصناعة و التكنولوجيا  والصناعات الغذائية وعديد القطاعات التصديرية الأخرى .ويذكر أن صادرات تونس الى إفريقيا مازالت هزيلة ولم تتعد قيمتها خلال السنة الأخيرة 530 مليون دينار تونسي .