نطلقت فرقة مكافحة الارهاب بتونس في تحقيقاتها وتحرياتها بخصوص الاشتباه في وجود مخطط ارهابي يستهدف السجن المدني المرناقية الذي يضم أكثر من 500 عنصر ارهابي متورطين في قضايا اغتيالات سياسية وذبح اعوان المؤسستين الأمنية والعسكرية.
وقد أكدت مصادر مطلعة ل»الشروق» ان المصالح الامنية على علم مسبق بوجود مخطط ارهابي يستهدف السجن وبناء على ذلك تم اخضاع بعض المشبوه فيهم من أعوان سجون و بعض الإرهابيين تحت المراقبة والتنصت على هواتفهم وذلك تحسبا إلى أي عملية إرهابية نوعية. وهذه التحركات مكنت الوحدات من إماطة اللثام عن هذه الحادثة.
ثلاثة أعوان مورطين
وقد باشرت فرقة مكافحة الارهاب التحقيق مع مجموعة من أعوان سجن المرناقية والمشرفين عليه لمعرفة ملابسات وتفاصيل الحادثة والتمكن من معرفة جميع حيثيات المخطط. وقد تم الاحتفاظ مبدئيا بثلاثة أعوان يشتبه في تورطهم في توفير هواتف جوالة لفائدة بعض العناصر الارهابية الخطيرة.
وحسب النتائج الاولية للتحقيق فان أعوان السجون اقتصر دورهم على توفير هواتف جوالة لفائدة بعض العناصر الارهابية والذين أعلموهم بانه سيقع استعمالها للإطمئنان على عائلاتهم. في حين ان معطيات اخرى تفيد ان هذه العناصر استعملت الهاتف للتواصل مع بعض الخلايا الارهابية المتمركزة في جبل الشعانبي قصد معرفة إذ ما كان هناك توجه لتهريبهم من السجن حتى يتمكنوا من مواصلة النشاط معهم.
كما كشفـــت تقاريــــر أمنية سابقة ان مخطـــط اقتحام سجن المرناقية تتمثل خطواته الاولى في تهريــــب بعض القيادات أثناء مغادرتهم السجن باتجاه المحكمة باعتبار ان هذه العملية اقل خطورة ويمكن تنفيذها بعد محاصرة الدورية المكلفة بنقل المساجين إلى مقر المحكمة بقصر العدالة.
مخطط قديم جديد
وكانت فرقة مقاومة الارهاب سجلت بتاريخ سابق اعترافات لعدد من الجناة الضالعين في قضايا الاغتيالات السياسية على غرار مجموعة حي النسيم التي تضم الارهابي الصومالي المتهم في المشاركة في اغتيال السياسي محمد الابراهمي ذكروا في تصريحاتهم واقوالهم انهم تلقوا تدريبات قتالية على أسلحة نارية ومتفجرات استعدادا لمهاجمة السجن المدني بالمرناقية وهو من أولويات هذه الخلايا اضافة إلى توفير كميات هامة من الاسلحة والمتفجرات لتنفيذ العملية ، اضافة إلى استهداف فضاءات تجارية وبعض المقرات الامنية والثكنات العسكرية.
تهريب قيادات التنظيم
ورجحت بعض المصادر ان المخطط كان يهدف إلى تهريب بعض قيادات الجهاز العسكري والسري لتنظيم انصار الشريعة وهم من اخطر المتهمين والذين عمدوا في مناسبات سابقة إلى تنفيذ عمليات ارهابية في كل من قبلاط والشعانبي وهم المتهمون محمد العكاري وعزالدين عبد اللاوي وكريم الكلاعي ومحمد الخياري شهر «أوس» ومحمد العوادي شهر «الطويل» وعادل السعيدي وبعض العناصر الاخرى.
وكانت الشروق بتاريخ 12 فيفري 2014 كشفت عن طريق الكاتب العام لنقابة السجون الحبيب الراشدي عن وجود مخطط يستهدف السجن المدني بالمرناقية قصد تهريب الارهابي المتورط في اغتيال الجنود والشهيد شكري بالعيد والمتهم عزالدين عبد اللاوي وقد تم في الاثناء اتخاذ الاحتياطات والاجراءات الامنية اللازمة.
وبخصوص تورط أعوان السجون في هذا المخطط أفادنا حبيب الراشدي أن عملية التحري والبحث انطلقت منذ فترة وقد تم التفطن إلى وجود مخطط يستهدف السجن فتم اعلام الفرقة المختصة للادارة العامة للسجون والاصلاح التي أجرت التنسيق مع الهياكل المختصة للامن الوطني وقد تم جمع معطيات ومعلومات تفيد التخطيط لتهريب الإرهابيين من السجن.
ودعا الراشدي إلى التعامل مع الحادثة بجدية والكشف عن ملابساتها ومحاكمة كل من تورط في الواقعة متهما سلطة الاشراف بالتراخي. وكان افاد في تصريحات سابقة عن دخول دعاة متطرفين إلى سجن المرناقية ودخول بعضهم لبث خطب دينية ساهمت في اندلاع حالة من الفوضى داخل السجن.
تعزيزات امنية على الخط
كما أشارت بعض المصادر الاخرى إلى وجود مخطط لاستقطاب اعوان السجون ومساجين الحق العام وإدماجهم ضمن الخلايا الارهابية.
وقد شهد الطريق المؤدية إلى سجن المرناقية ومحيطه تمركزا أمنيا هاما حيث سجل انتشار واستنفار امني هام بالقرب من السجن تحسبا لأي عملية ارهابية وقد تم تركيز دبابتين وبعض السيارات الامنية الأخرى بالقرب من السجن هذا اضافة إلى وجود حملات مراقبة داخل السجن قصد توفير أكثر معلومات ممكنة.
كما ذكرت بعض المصادر أن إدارة السجن بدورها أذنت بفتح بحث إداري في الغرض للكشف عن ملابسات الحادثة.

 

*نقلا عن الشروق التونسية