عرضت هيئة الدفاع عن شكري بلعيد والبراهمي, خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم الثلاثاء 2 أكتوبر 2018, بالوثائق والأسماء معطيات خطيرة جدا عن التنظيم الأمني السرّي الخاص بحركة النهضة الإسلامية.
وقال عضو الهيئة المحامي رضا الرداوي إن الجهاز الأمني السرّي لحركة النهضة يتكوّن من 6 أشخاص يشرف عليهم رئيس الحركة راشد الغنوشي وخمسة أعضاء اخرين هم نائب الغنوشي للشؤون الأمنية ورئيس مجلس الشورى أو نائبه ومسؤول الإعلام ومسؤول المالية والمشرف المعيّن من قبل رئيس الحركة على العمل الأمني.
وبحسب الوثائق التي عرضتها الهيئة فإن المهام الموكولة إلى هذا التنظيم تتمثّل في التنسيق مع الأجهزة الأمنية الرسمية في البلاد لتأمين قيادات ومقرّات الحركة وتقديم دورات تربوية أمنية لأبناء النهضة والمنخرطين فيها وجمع ومتابعة المعلومات الأمنية الخاصة بالحركة ودعم صناعة القرار السياسي وتحديد الموقف من العناصر الفاعلة سواء داخليا أو خارجيا وتقديم التقارير والدراسات الأمنية عن الأوضاع الأمنية للبلاد والحركة.
وكشف الرداوي أن رئيس التنظيم السرّي لحركة النهضة هو مصطفى خذر, إلى جانب شخص اخر يدعى رضا الباروني.
وأوضح الرداوي أن مصطفى خذر هو من مجموعة برّاكة الساحل (محاولة قيادات من الجيش الإنقلاب على نظام بن علي في عام 1991) تمّ تكريمه من قبل الرئيس المؤقت السابق منصف المرزوقي, وثبت أن لديه علاقات متينة واتصالات متكرّرة مع القيادات العليا لحركة النهضة, وعلى رأسهم الغنوشي والبحيري ورفيق عبد السلام.
وأضاف أن خذر كان يشرف على البريد الخاص للقيادي في حركة النهضة علي العريض عندما كان هذا الأخير وزيرا للداخلية.
كما كشفت هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي أن خذر لديه قائمات اسمية وأرقام هواتف لقيادات من الجيش, إلى جانب قائمات اسمية أخرى وأرقام هواتف لمجموعة من المنحرفين بإقليم تونس الكبرى.
وأشار الرداوي إلى أنه ثبت تجسّس رئيس التنظيم السرّي الخاص لحركة النهضة مصطفى خذر على سفارة الولايات المتحدة وإرتباطاته بتنظيم الإخوان في مصر.
وأوضح أن قيادات من تنظيم الإخوان المسلمين في مصر قدّموا لقيادات تابعة للجهاز الأمني السرّي الخاص بحركة النهضة دورة تكوينية في الإستخبارات تحت مسمّى "دورة في الزراعة".
وذكر أن المخابرات الإيطالية استعانت بمصطفى خذر للتدخّل للإفراج عن أحد الصحفيين المختطفين من قبل جبهة النصرة في سوريا.
وطالبت هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي وزير الداخلية الحالي بالإفراج عن الوثائق الموجودة في "الغرفة السوداء", والمتعلّقة باغتيال بلعيد والبراهمي, للبتّ فيها من طرف القضاء.
وفي هذا الصدد, قال عضو الهيئة عبد الناصر العويني إن نواب الجبهة الشعبية طلبوا مقابلة وزير الداخلية الحالي هشام الفوراتي من أجل الإفراج عن الوثائق المحجوزة في الغرفة السوداء, إلا أن الوزير رفض مقابلتهم.
إلى ذلك, أكدت الهيئة أن جميع الوثائق المذكورة كانت لدى مصطفى خذر.
كما دعت الهيئة إلى اعتماد الوثائق الموجودة في بيت المحجوز بالمحكمة الإبتدائية بالعاصمة لكشف حقيقة الإغتيالات السياسية.
وفي هذا الإطار, قال رضا الرداوي إن حاكم التحقيق المتعهّد بالملف تجاهل الوثائق الموجودة في بيت المحجوز، مشدّدا على أن الدائرة الجنائية لم تنظر أبدا في هذه الوثائق والتي تتنوّع بين تسجيلات وملفات.
يشار إلى أن المؤتمر الصحفي لهيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي انعقد تحت عنوان "التنظيم الخاص لحركة النهضة بعد 14 جانفي وعلاقته بالإغتيالات السياسية: حقائق تكشف لأوّل مرة".