تتقدم قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر باتجاه وسط العاصمة الليبية طرابلس في مواصلة لعملية "طوفان الكرامة" العسكرية التي أطلقتها القيادة العامة منذ الرابع من أبريل/نيسان الماضي والرامية لانهاء نفوذ المليشيات المسلحة والقضاء على العناصر الارهابية المنتشرة فيها.فيما يواصل تيار الاسلام السياسي محاولاته للتحشيد في محاولة لوقف تقدم الجيش الليبي.
وكثفت قيادات تيار الاسلام السياسي من ظهورها الاعلامي مؤخرا في محاولة لتحشيد أنصارها ورفع المعنويات خاصة في ظل التراجع الكبير للمليشيات الموالية لها.وظهر القيادي الاخواني صلاح بادي قائد لواء الصمود مصراته التابع لقوات الوفاق،خلال مقطع مصور له أمام مسجد مولاي محمد بطريق القرة بولي وسط مجموعة من قوات الوفاق،محاولا رفع معنوياتهم ومطالبا بضرورة مواجهة الجيش الليبي.
وقال بادي،المدرج على قائمة لجنة العقوبات بالأمم المتحدة وقائمة عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية، "المقاتلون في المحاور (قوات الوفاق) عند العودة إلى منازلهم بمصراته أو الخمس أو زلتين يتعرض لهم مجرمون وقطاع طرق يعيشون بيننا، أما المجرمين (قوات الجيش)، فسيدفعون الثمن غالي وسيتم القضاء عليهم جميعا"، وفق قوله..
واضاف محاولا رفع معنويات أنصاره: "هناك مجرمون بيننا يقطعون الطريق على المقاتلين في المحاور الذي يقاتلون ويدافعون عن أعراض الناس وعن العاصمة وعن البلاد كلها، فهؤلاء هم الأحرار الذين يستحقون الحياة لا بد أن يحكموا ليبيا".وأردف:"نحن رجال مواجهة وجئنا لصد المجرمين الذين أتوا من المنطقة الشرقية".على حد زعمه.
وتابع موجها حديثه لأهالي المناطق المذكورة ي محاولة لتأليبهم ضد الجيش الليبي:"لم نفعل معكم أي سيئة لكن عليكم أن تتصدوا لهؤلاء المجرمين، فلا يمكن أن نواجه في المحاور ونتصدى لهؤلاء المجرمين في الداخل".فيما قال القيادي في لواء الصمود أحمد بن عمران ، في تصريح لوكالة "نوفا" الإيطالية، إنهم نشروا عربات مسلحة على طول الطريق الساحلي بين منطقة القرة بوللي وطرابلس "لتأمين الطريق من أية خروقات من قبل القوات المعادية"، في إشارة لقوات الجيش الليبي.
وهذا الظهور الثاني لبادي في فترة وجيزة،فمنذ يومين ظهر قائد لواء الصمود في مقطع آخر مصور وهو يحاول تحشيد عناصره وحثهم على القتال،حيث قال إن قوات حكومة الوفاق هم من يدافعون عن العاصمة والوطن والثورة منذ فبراير 2011، بينما يجلس غيرهم في بنغازي في المقاهي والفنادق، وفق قوله.
أضاف، موجها حديثه لعناصر قوات الوفاق،"أنتم من يجب أن يحكم البلاد بدلاً من المنتفعين والمنافقين الذين نراهم اليوم، ومن ينهبون ويسرقون خزينة الدولة، فهؤلاء لن يبنوا الوطن".وطالبهم بادي  بالاستمرار فيما أسماه "الدفاع عن طرابلس"، ووصف داعمي الجيش الليبي بـ "الأوباش" قائلا: "الذين يدعمون الكرامة وهذا المجرم لا يستطيعوا أن يتنفسوا الحرية ودائمًا يبحثون عن صنم يعبدوه وسيد يبجلوه".على حد تعبيره.
ومن جهته،سارع المفتي المعزول الصادق الغرياني وكعادته للظهور من مقر إقامته بتركيا، وعبر قناة التناصح،في أعقاب كل انتكاسة للمليشيات الموالية لتيار الاسلام السياسي محاولا التحشيد وتأليب الرأي العام ضد الجيش الليبي أملا في تعويض الخسائر التي تتالى منذ انطلاق عملية "طوفان الكرامة" في طرابلس
وجاء ظهور الغرياني هذه المرة بعد نجاح الجيش الليبي في تدمير شحنة أسلحة تضم 19 مدرعة تركية، وصلت حديثاً للقوات الموالية لحكومة الوفاق، في سلسة غارات جوية استهدفت مدينة مصراتة على بعد 200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس.وزعم الغرياني أن هذه العملية للجيش بمواقع مخازن الذخيرة والسلاح في مصراته من صنع تحالف استخبارات عالمية وبرعاية الموساد وأمريكا.
وطالب الليبيين بالخروج بالسلاح لدعم جبهات القتال، قائلًا:"إذا أردتم أخذ بعض حقوقكم ودفع الشر،وأن يضع لكم المجتمع الدولي اعتبارا، ويعمل لكم حساب، فعليكم أن تخرجوا إلى مراكز السلطة لا إلى الميادين بعشرات الآلاف، فالمفواضات لا بد لها من قوة على الأرض، وشعب حاضر وإنجاز، واجب الوقت هو مطالبة الحكومة بتوفير جميع ما يحتاجه المدافعون عن طرابلس، ويجلسوا ولا يتحولوا عن موقفهم حتى لو ضُربوا بالرصاص، فهذا يعد جهاد".على حد زعمه.
وأكمل الغرياني في محاولة للتحشيد دعما للمليشيات ضد الجيش الليبي قائلا:"هناك عشرات ألالاف بلا عمل، ومهجرون، فلماذا الجبهات مقتصرة على عدد محدود حتى في أجازة بعيد لا يستطيعون التحصل عليها"، مطالبا من وصفهم "بالمهجرين" الخروج بالسلاح للقتال قائلا "لما المهجرون ما يمسكو السلاح ويقاتلو عدوهم اللي خرجهم من ديارهم".
وتأتي هذه المحاولات لقيادات تيار الاسلام السياسي للتحشيد في وقت تتصاعد فيه مؤشرات انهيار القوات الموالية لحكومة الوفاق وتزايد الخلافات في صفوفها وهو ما عكسته تصريحات آمر الاستخبارات العسكرية في "البنيان المرصوص"محمد قنيدي،والتي هدد فيها بالاشقاق عن حكومة الوفاق.
وأكد قنيدي، خلال تصريحات تلفزيونية،الثلاثاء الماضي، أنه سيعقد اجتماعا خلال اليومين المقبلين مع من أسماهم بـ"قادة الجيش والثوار"، زاعما تشكيل حكومة "حرب" جديدة ضد قوات الجيش الليبي، بسبب الخلافات مع حكومة السراج والخسائر المتلاحقة التي منيت بها القوات الموالية لها.وأضاف أنه "لا يهمني من سيعترف بهذه الحكومة أو من سيرفضها"،في اشارة الى احتمال نشوب صدام بين المليشيات المتحالفة.
وشن قنيدي هجوما على حكومة السراج منتقدا اياها على عدم جلب أسلحة متطورة لمواجهة الجيش الوطني الليبي.واعتبر قنيدي أن هناك "يد سوداء توجد بالرئاسي" متهما إياها بالمراوحة والخذلان مؤكدا أن اتفاق الصخيرات قد انتهى منذ بدء العملية العسكرية للجيش على العاصمة طرابلس.على حد تعبيره.
وتشير تصريحات قنيدي بحسب مراقبين الى وجود انقسامات حادة داخلية بصفوف القوات الموالية لحكومة الوفاق وأنهم يتلقون خسائر فادحة،وهو ما تؤكده الوقائع على الأرض.ويرى هؤلاء أن التحالف الموجود في العاصمة هش كونه يجمع مليشيات مختلفة ايديولوجيا بين القاعدة وداعش والمقاتلة والاخوان وغيرها،وهو تحالف يتجه نحو التفكك في ظل استمرار الخسائر بالرغم من الدعم الكبير من دول داعمة للفوضى على غرار تركيا وقطر وايران.
وتاتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه الجيش الليبي تقدمه الميداني حيث أكد عضو شعبة الإعلام الحربي المنذر الخرطوش، أن القوات المسلحة الليبية تتقدم بخطى ثابتة نحو أهدافها المحددة بالعاصمة طرابلس وضواحيها.وقال الخرطوش، إن قوات اللواء 106 مجحفل وكتيبة العاديات نجحت في التقدم باتجاه منطقة مفترق الرمله وكوبري السواني وغنم مدرعة وآلية وقتل عدد من الأفراد، كما تقدمت كتيبة طارق بن زياد وكتيبة 115 مشاة باتجاه معسكر حمزة.
وأضاف الخرطوش، أن المدفعية نجحت في تدمير تمركزات ونقاط العدو جنوب غرب طرابلس، كما تم استهداف طائرة تابعة للجماعات المسلحة في محور اليرموك، لافتا إلى أن الطائرة تعد الثانية خلال 48 ساعة بعد استهداف طائرة تصوير محيط مدينة ترهونة.
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية،أعلنت الخميس21 تشرين الثاني/ نوفمبر، إسقاط طائرة دون طيار إيطالية في منطقة للعمليات العسكرية غربي البلاد، مطالبة إيطاليا بتقديم شرح رسمي بشأن دخول الطائرة الأجواء الليبية.وقال الناطق الرسمي باسم القائد العام للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، في بيان صحفي،"القيادة العامة للجيش الليبي لا تزال تنتظر من إيطاليا تقديم شرح رسمي لماذا دخلت هذه الطائرة دون طيار المجال الجوي العسكري الليبي".
وسارعت إطاليا للرد على الواقعة،وجاء ذلك عبر تعليق وزارة الدفاع الإيطالية حيث التي قالت في بيان رسمي صادر عنها ونشرته على حسابها الرسمي في موقع "تويتر" أمس الخميس، إن الطائرة المسيرة طراز "بريداتور"، التابعة لسلاح الجو الإيطالي التي أعلن اليوم عن إسقاطها فوق الجبال الشمالية لترهونة، كانت تعمل ضمن مهمة "البحر الآمن"، أو ما يعرف بالإيطالية بمهمة "ماري سيكورو".
وتمكن الجيش الليبي من فرض سيطرته على العديد من المناطق المتقدمة في المحاور،وأظهرت لقطات مصورة بثتها شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني، مساء أول من أمس، تجول قواته داخل محاور القتال بالعاصمة طرابلس، وبسط سيطرتها على عدة مواقع في محوري اليرموك والخلاطات بجنوب المدينة.وطبقا لما أعلنه المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، التابع للجيش الوطني، فقد سيطرت قواته على كامل الخلاطات، ووصلت إلى منطقة الروابش المطلة على ضاحية أبو سليم جنوب العاصمة.
وقبل ذلك نجحت قوات الجيش الليبي في الانتشار في مدينة العجيلات التي تبعد حوالي 79 كيلومترا إلى الغرب من العاصمة الليبية طرابلس. وقال آمر فرع التوجيه المعنوي بالمنطقة الغربية أن وحدات من القوات المسلحة انتشرت بمدينة العجيلات وقامت بتفعيل البوابات. وأضاف أن قوة الجيش دخلت إلى المدينة وسط ابتهاج الأهالي.بحسب ما نقل المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني.
وأمام خسائرها وتراجعها في المعركة تعول حكومة الوفاق على دعم أطراف خارجية تسعى لمد أذرعها في البلاد دعما لمصالحها وخدمة لأجنداتها.وكشفت تقارير إعلامية بصفة متكررة تزويد أطراف خارجية، وتحديدا تركيا وقطر، لحكومة الوفاق بالسلاح والعتاد الحربي، حيث يعمل هذا المحور على حماية نفوذ تيار الإسلام السياسي الموالي له في المنطقة وتحقيق أهدافه.