حذر خبراء أمنيون من تحول ليبيا إلى قبلة للإرهاب، ومركز لاستقطاب المقاتلين الأجانب، نظرا إلى حالة الفوضى التي تتخبط فيها البلاد منذ سقوط نظام القذافي سنة 2011.

وفي تونس اعتقل مواطنان فرنسيان منتصف نوفمبر الماضي، بعد الاشتباه في أنهما أرادا الانضمام لمعسكر تدريب يتبع تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا قبل التوجه لسوريا.

وكانت هذه أول قضية يعلن عنها بخصوص سفر من يشتبه أنهم مجندون لصالح تنظيم داعش في ليبيا، بدلا من سوريا التي انضم فيها بالفعل مئات الفرنسيين لصفوف هذا التنظيم المتشدد.

ويرى مراقبون أن هذا المعطى يبين أن تضييق الخناق على داعش في سوريا، جعل التنظيم يلجأ إلى استقطاب مقاتليه الأجانب إلى ليبيا.

وسبق أن حذر وزير الخارجية الليبي محمد الدايري من تحول ليبيا إلى مركز استقطاب رقم واحد لـ "داعش" عقب محاصرتها بالضربات الجوية في سوريا.

وفي تصريح للدايري أكد أن قرابة 5 آلاف متطرف أجنبي يقاتلون ضمن صفوف داعش في ليبيا، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على أمن دول الجوار.

ويتدفق بشكل يومي مقاتلون متشددون من أكثر من 10 دول عربية وإفريقية وغربية إلى ليبيا قادمين من تونس وموريتانيا ومالي والنيجر.

ورصدت تقارير أمنية ثلاثة طرق رئيسية يستغلها المتطرفون للتسلل إلى ليبيا، بغية الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية هناك وعلى رأسها تنظيم داعش الذي أعلن عن نفسه بتبني العديد من الهجمات الإرهابية النوعية، وأول هذه الطرق الحدود بين مصر وليبيا.

وثاني الطرق الحدود بين تونس وليبيا وتستغل في تسلل العديد من العناصر الإرهابية وقادة الكتائب الموالية، إما لأنصار الشريعة أو مؤخرا لداعش.

 وثالثها الحدود النيجرية الليبية حيث يعبر الملاحقون قضائيا وكبار شخصيات الجماعات الجهادية الصحراء الفاصلة بين النيجر وليبيا، للانضمام إلى جبهات القتال في سرت ودرنة وغيرها من المدن.

ويؤكد مراقبون أن ارتفاع عدد المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيمات الإرهابية في ليبيا، يعود أساسا إلى التضييق الشديد المفروض على تدفق المتطرفين في المنافذ التي تربط العراق وسوريا بباقي الدول، وهو ما حول الشريط الحدودي الفاصل بين ليبيا ودول شمال إفريقيا ملاذا آمنا لهؤلاء المقاتلين ومكانا أقل خطورة خلال عمليات التسلل.

ويوجد حاليا في ليبيا أكثر من 80 قيادة إرهابية تابعة لتنظيم داعش والقاعدة، ويتصدر هذه القائمة السائق الخاص ببن لادن الذي أصبح قائد كتيبة أنصار الشريعة في مدينة درنة وهو الرجل الأول للتنظيم هناك.

ويأتي من بعده المدعو سالك البراني دربي وهو أحد أفراد تنظيم القاعدة كان ملاحقا من قبل نظام القذافي بعد رجوعه من أفغانستان، وبقي متخفيا في جبال بنغازي منذ سنة 1996، وأصبح الآن أميرا لكتيبة الشهداء في بنغازي.

أما الرجل الثالث لداعش فهو عبد الباسط عزوز يعد من أشرس أعضاء القاعدة باعتباره المستشار الأول لأيمن الظواهري والقائد الميداني للقاعدة في درنة والمسؤول عن تسهيل إدخال مجموعات مقاتلة إلى درنة، وكان من بينهم العناصر الإرهابية التي ظهرت في فيديو ذبح المصريين.

أما القيادي الرابع فهو عبد الحكيم الحصاد خرج من ليبيا سنة 1995 خوفا من القذافي، وقد استقر في أفغانستان بعد أن التحق بالقاعدة، حاليا هو القائد لكتيبة "شهداء أبو سليم" التي تعد أكبر الكتائب الإرهابية في درنة.

ويتواصل هؤلاء المقاتلون، الذين استغلوا الفوضى والانفلات الأمني لاختراق حدود ليبيا، مع قيادات تنظيم داعش في مختلف أنحاء ليبيا.

من ناحية أخرى، أكدت مصادر أمنية ليبية استمرار المواجهات بين تنظيم "داعش" وحرس المنشآت النفطية حول مرفأ السدرة الذي تسيطر عليه الحكومة المعترف بها دوليا.

وقال الناطق الرسمي باسم حرس المنشآت النفطية إن المعارك تواصلت بين حرس المنشآت المسنود بالطيران الحربي وعناصر تنظيم "داعش". وأضاف أن الاشتباكات تركزت في جنوب غرب منطقة السدرة على مسافة 20 كم، مؤكدا سقوط 7 قتلى من القوات الأمنية الليبية.