عندما أنهى ثوار طرابلس مهمتهم في تدمير ليبيا وتشريد شعبها، وبعد أن حسموا معركة الناتو في طرابلس، والتي لم يكونوا فيها أكثر من أدوات للأجنبي على الأرض. 

شكل (المهدي الحاراتي)، ما أسماه حينها، لواء الأمة، من إرهابيين ليبيين ومن دول المغرب العربي ومصر وجنسيات أخرى، ثم جهزه بالمعدات والأسلحة التى استولوا عليها من مخازن الشعب المسلح، والتي آلت إليهم بحكم الأمر الواقع. 

ونقل الحاراتي إرهابييه إلى تركيا، بمباركة ودعم حكومة طرابلس الفبرايرية، ومن تركيا دخل مرتزقة لواء الأمة إلى داخل الأراضي السورية. 

وانخرطوا في تدمير سوريا وتقتيل شعبها في المدن والقرى والأرياف السورية ضمن تحالف فصائل تنظيم القاعدة الإرهابي المعروف باسم جبهة النصرة. 

يومها كانت ليبيا قد خضعت لإرهابيي الناتو الذين شرعوا في تدمير الدولة وتفكيك مؤسساتها وطرد كوادرها وتهجير شعبها وسرقة مقدراتها تحت إشراف ورعاية مهندسي الربيع الإرهابي الأتراك والقطريين وحلفائهم ومشغليهم، حتى أبان الإرهاب عن وجهه الحقيقي، وبدأ الإرهابيون في تصفية رفاقهم السابقين وغيرهم من الضباط والنشطاء والإعلاميين والمثقفين، بل وشيوخ الدين الذين لا يتفقون معهم. 

يومها فقط بدأت قطاع من الشعب يستفيق، وبدأ وصع اللبنات الأولى للمواجهة، فتشكلت نواة الجيش الليبي في بنغازي وأطلقت الهجوم المضاد الذي يبلغ اليوك مرحلته الأخيرة على أسوار طرابلس. 

بعد هذه السنوات تغيرت المعطيات وانقلب الواقع السياسي والميداني رأساً على عقب، فالجيش السوري وحلفاؤه من حزب الله اللبناني وإيران وروسيا وفصائل عراقية، استطاعوا دحر الفصائل الإرهابية واسترداد أكثر من 80 بالمائة من جغرافية سوريا من أيدي الإرهابيين الذين حصروا في قطاع ضيق في الشمال السوري تحت تهديد ضربات الجيش السوري والغارات الجوية الروسية. 

ولذلك فقد شارف مشروع الإرهاب لتدمير واحتلال سوريا على الانتهاء بالهزيمة الساحقة، في هذه الأثناء ضيق الجيش الليبي الخناق على بقايا ثوار الناتو وحلفائهم في طرابلس، وكادت الدائرة أن تدور عليهم وينتهي مشروعهم إلى غير رجعة. 


هنا أصر أردوغان على أن يرمي آخر أوراقه، وأى يرمي بكل ثقله وراء مليشيات طرابلس كي لا تسقط ويفقد بالتالي كل الدوات العاملة في مشروعه، بعد أن فقد الأمل من الانتصار في سوريا وإلحاق دمشق بالباب العاليمن جديد. أدار أردوغان البوصلة وأعاد بضاعتنا إلينا، لكنه لم يكتف برد رأس المال، بل أعاد هوغه المكاسب والأرباح وفوقهما (حبة مسك كما يقول المثل المصري). واليوم يعود ويتوافد الإرهابيون على طرابلس وقد بلغ عدد القادمين في اليومين السابقين ألف مقاتل مرتزق. 

فهل سيكون حالهم في ليبيا أحسن من حالهم في سوريا؟ أم أن طرابلس الليبية ستثأر لإدلب السورية؟ هذا ما سيجيب عليه الجيش العربي الليبي في الأيام القادمة. لكن الشيء الذي لا بد من التنويه عنه أنالحاراتي الذي بعث المقاتلين إلى سوريا لم يكن في استقبال عودتهم إلى ليبيا لسبب بسيط. لأنه أنهى مهمته واستلم اتعابه وعاد إلى عاصمة بلاده الأصلية دبلن. فهل يتعظ الجاهلون؟ وقود حروب غيرهم وأدوات تحقيق مصالح غيرهم..