فرض الفيروس التاجي المستجد كوفيد 19 المتسبب في مرض كورونا سباقا عالميا جديدا وحَد العالم في هدف يخدم الإنسانية!.فاكتشاف لقاح لهذه الجائحة التي أغلقت المنافذ  و قطعت سبل التواصل و التنقل بين أنحاء العالم و حتى داخل الدولة الواحدة بات هدف الباحثين و العلماء في كافة أنحاء العالم.


 جائحة تحصد الأرواح و تجوب العالم بحرَية متأقلمة مع كل المناخات، فرضت حجرا صحيا عالميا شل الحركة الإقتصادية و يتجه نحو أزمة حادة تعصف بأقوى الدول قبل أضعفها، ما جعلها تتسابق  لتطوير لقاح يوقف زحف الوباء ويقضي عليه.


خلَف الفيروس التاجي ، الذي ظهر أواخر كانون الأول الماضي في مدينة ووهان الصينية، و الذي لم يكتشق له علاج حتى الآن، مقتل ما يفوق 120 ألف شخص، وإصابة 1,939,463 آخرين. استغرق تطوير لقاحات لحماية الناس من الفيروسات و الأمراض سنوات، لكن البحث عن لقاح يوقف تفشي فيروس كورونا بدأ في غضون ساعات من تحديد طبيعة الفيروس،نظرا لسرعة تفشيه و طبيعته كفيروس "شديد الذكاء و مخادع".


دخلت دول مختلفة في سباق صنع اللقاح،فيما توصلت بعض شركات العقاقير إلى تراكيب دوائية أثبتت فاعلية محدودة على الفيروس خلال تجارب علمية، تضمنت استخدام أدوية قديمة على غرار  عقار كلوروكين والذي يستخدم لعلاج الملاريا مع مضاد حيوي، والذي أثبت نجاعته البرفسور الفرنسي ديدييه راؤول، وأبدت شركة نوفارتيس استعدادها لإنتاج 130 مليون جرعة بنهاية شهر مايو في حال الموافقة عليه. 


كما وجد علماء صينيون استنادا على تجارب سريرية، أن الكلوروكين ، أثبت نتائج إيجابية مع المصابين بكورونا. واقترح العلماء إدراج العقار ضمن قائمة الأدوية التي يجري دراستها للقضاء على الفيروس، وإخضاعه لمزيد من البحوث بأسرع وقت ممكن.و استخدم أطباء في شنغهاي الصينية،أيضا، بلازما مستخلصة من دماء بعض الأشخاص الذين تعافوا من كورونا لعلاج آخرين لا يزالون يصارعون العدوى،وكانت النتائج الأولية مشجعة.


أعلنت اليابان أنها  تهدف للبدء قريبا في اختبار عقار خاص بفيروس “إتش.آي.في” المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، لعلاج فيروس كورونا الجديد. و أكدت شركة “فوجي فيلم” القابضة، الأبوع الماضي،أنها ستبدأ المرحلة الثانية من التجارب السريرية على دوائها الجديد في الولايات المتحدة،الذي تطلق عليه اسم "أفيجان"،وتسعى الشركة اليابانية من وراء هذه التجارب، إلى قياس فعالية وسلامة علاجها  علما أنه كان يستخدم ضد الإنفلونزا.

أما الولايات المتحدة الامريكية، فتعمل شركة "غيلياد ساينسز" الأميركية الطبية مع السلطات الصينية لمعرفة ما إذا كان أحد عقاقيرها يمكن أن يحارب أعراض كورونا منذ بداية ظهور الحالات الأولى في أمريكا ، وأطلقت الشركة الأميركية على العقار اسم “ريمسيفير”، مشيرة إلى أنه أظهر نجاحا في مواجهة النسخة السابقة من فيروس كورونا المعروفة بمتلازمة الشرق الأوسط، وفيروس سارس..


و أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن مختبراتها جاهزة لتطبيق تجارب سريرية على البشر للقاح تجريبي ضد الفيروس اعتبارا من نهاية يونيو، في حين أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى وجود 10 عقاقير قيد الاختبار لمكافحة الوباء.

وفي أستراليا، يهدف معهد تابع لجامعة كوينزلاند هو الآخر للحصول على اللقاح المضاد، ويقول إنه يتوقع أن يكون جاهزا لتجريبه على الأشخاص في غضون 16 أسبوعا. اما  ألمانيا، فقد أعلنت أ نها تتوقع تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا في "غضون شهور".


و أكد مسؤول في مؤسسة معهد باستور، بفرنسا، أن المعهد يتطلع إلى تطوير لقاح لعلاج كورونا في غضون 20 شهرا.و يسعى مختبر VirPath  بمدينة ليون الفرنسية، لإيجاد عقار يعالج الفيروس. لكن المختبر لا يبحث عن إصدار عقار بمكوّنات جديدة، بقدر ما يقوم بإعادة استعمال أدوية موجودة في السوق ضد الأمراض المعدية، خاصة أن هذه الطريقة سبق لها أن أعطت نتائج في السابق، ما جعل إدارة المختبر تصف الأبحاث الجارية بأنها "طموحة".

كا تسعى شركتا Takis  وEvvivax الخاصتين لتطوير الأدوية والعقارات ،يإيطاليا، بؤرة انتشار الفيروس في أوروبا، على تطوير اللقاح المناسب، وتعمل الشركتان بخطة مشتركة أساسها استخدام تقنيات التلقيح الوراثي القادرة على توليد أجسام مضادة للفيروسات، حسب موقع clinicaltrialsarena المتخصص في متابعة أخبار الأدوية.

و دخلت روسا سباق تصنيع اللقاح حيث أعلن رينات ماكسيوتوف رئيس مركز فيكتور لعلوم الفيروسات والتكنولوجيا الحيوية، أحد أكبر مراكز البحث الحكومية في روسيا، أن مختبره اقترح مرحلة أولى من التجارب السريرية لثلاثة لقاحات على 180 متطوعا بدءا من 29 يونيو.


وكشف ماكسيوتوف عن جاهزية مختبراته لإجراء هذه التجارب خلال لقاء عبر الفيديو تمّ بين بوتن ورؤساء مراكز الأبحاث الروسية الكبرى.


دول كثيرة أخرى دخلت "الحرب على الفيروس التاجي المستجد"، الذي أنهك العالم في شهور و أجبره على غلق الحدود و جزأه إلى دويلات و مقاطعات و شلَ شبكات التوريد و التصدير  و أرغم القوى الإقتصادية العظمى على السبات في حجر صحي شامل كبَل العالم، إلى حين العثور على لقاح فعال تبقى "الوقاية" الحل الوحيد المتوفر للجميع.