قارب صيد يحمل جثث 30 رجلا على الاقل، يعتقد أنهم لقوا حتفهم اختناقا أثناء رحلة إلى أوروبا انطلاقا من الساحل الليبي، تم سحبه إلى صقلية يوم الثلاثاء الماضي، حيث ذكر ناجون أنهم شاهدوا مهاجرين "مكدسين مثل الحيوانات" في مقصورة صغيرة على متن القارب.

وقال ستيفانو فريمونتو، قائد الفرقاطة البحرية الايطالية كريكال التي أنقذ طاقمها 592 ناجيا كانوا على متن القارب، أن الطاقم الطبي الذين عاين القارب من الداخل شاهد "أكواما من الجثث" ، مرجحا أن يرتفع عدد القتلى بعد إخلاء القارب بالكامل.

إنها أحدث مأساة وقعت في عرض البحر الأبيض المتوسط. ففي أكتوبر الماضي، بعد وفاة نحو 400 شخص غرقا في حادثتين متتاليتين، أطلقت الحكومة الإيطالية عملية بحرنا التي تهدف لاستخدام السفن الحربية وخفر السواحل لاعتراض قوارب الهجرة في الوقت المناسب. لكن بالرغم من أن هذه الخطوة أسفرت عن إنقاذ عدد كبير من الأرواح، إلا أنها ليست كافية لتجنب الكوارث التي تقع في عرض البحر.

وأضاف فريمونتو أن ضحايا حادث يوم الأحد كانوا ذكورا، من بينهم شبان ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء.

ينتظر المدعي العام براغوزا، جنوب شرق صقلية، نتائج تشريح الجثث قبل اتخاذ قرار بشأن التحقيق مع متهمين يشتبه في كونها مهربين.

وفي الوقت الذي بدأت في الشرطة، يوم الثلاثاء، عملية استجواب الناجين للإدلاء بشهادتهم، ظهرت روايات مؤلمة لرجال كانوا يأملون ركوب رحلة نحو مستقبل أفضل بواسطة قارب صيد.

وكانت السفينة، التي يبلغ طولها 20 مترا، على بعد 158 ميلا شمال غرب طرابلس عندما رصدها رجال الانقاذ وكان على متنها أكثر من 600 شخص، معظمهم من سوريا والسنغال وغامبيا ومالي. "كان القارب ممتلئا بشكل لا يمكن تصديقه. لم أر  في حياتي قاربا مكتظا إلى هذا الحد. كان الناس مكدسين في كل مكان" يقول فريمونتو.

وجاء في شهادة أحد الناجين، وهو سوري الجنسية لم يكشف عن اسمه، نقلا عن صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية، أن المشاكل بدأت عندما تسرب الذعر للمهاجرين بسبب الحرارة وتقلب حركة القارب.

"كانوا يصرخون ويطلبون المساعدة، كانوا يتوسلون من أجل الخروج من هناك ليتنفسوا بعض الهواء النقي"، يقول المهاجر الناجي. وأضاف "لقد حاولوا التسلق فوق بعضهم البعض للخروج من الحفرة التي كانوا مكدسين داخلها مثل الحيوانات. لكن القارب بدأ يتحرك بقوة، فيما خيم الخوف على الآخرين في أعلى القارب".

يقول أحد الناجين من غامبيا، يدعى إبريما سينغيتيدي ويبلغ 20 عاما: "كنا نسمع صراخهم لساعات، لكننا كنا عاجزين عن فعل أي شيء، لقد كنا خائفين ومذعورين من أن يُلقى بنا في البحر. لم يمض وقت طويل بعد ذلك عندما لاح قارب صيد آخر ووصلت السفن الحربية الإيطالية، حتى توقف الصراخ. أدركت حينها أنهم ماتوا. لقد كان من بينهم ابن عمي وبعض الأصدقاء من قريتي".

قال خبراء طبيون لأنسا، وكالة الأنباء الإيطالية، لا يزال من السابق لأوانه تحديد سبب الوفاة، لكن فريمونتو صرح أن العناصر الأولية تشير إلى أن المهاجرين قضوا اختناقا. كما أشارت تقارير أخرى أن الضحايا استنشقوا الدخان المنبعث من محرك القارب.

وفقا للأرقام التي حصلت عليها الغارديان، يوم الاثنين الماضي، فقد وصل 61 585 مهاجرا ولاجئا إلى سواحل إيطاليا هذا العام. لكن هذا الرقم لا يشمل الآلاف الذين وصلوا في نهاية الأسبوع.

ويبلغ مجموع الناجين لهذه السنة حوالي 592 مهاجرا بفضل فرق الإنقاذ. من بينهم 73 قاصرا، معظمهم تحت سن العاشرة، يقول فريمونتو، مضيفا أن من بينهم أيضا طفل رضيع في الشهر الثاني من عمره.