دعت وزارة الصحة في الجزائر العديد من سفارات الدول الإفريقية لاستلام جثث مواطنيهم المتوفين بمستشفيات مدن الجنوب الجزائري منذ حوالي ثمانية أشهر كاملة ونقلهم الى بلدانهم من أجل دفنهم بعد استحالة دفنهم في الجزائر لأسباب عقائدية.

تحول موضوع تخزين جثث مهاجرين سريين ماتوا في مستشفيات جزائرية بالجنوب، إلى عبء على المستشفيات، بسبب تأخر سفارات دول إفريقية في إنهاء إجراءات دفن رعايا دولها، دون وجود سبب واقعي. وكشفت مصادر من مستشفيات في 4 ولايات بالجنوب أن 22 جثة تنتظر الدفن، بعضها قضى في الثلاجات أكثر من 8 أشهر.

وحسب التقرير الذي افردته جريدة الخبر في عددها اليوم الخميس فان وزارة الداخلية الجزائرية قدمت عدة اقتراحات للتعامل مع جثث مهاجرين سريين أجانب من جنسيات إفريقية ماتوا في الجزائر، ونجد من بين المقترحات تخصيص مقبرة للمسيحيين الأجانب الأفارقة في تمنراست أو في مكان آخر بالجنوب، بسبب زيادة عدد الأفارقة المسيحيين الذين يتوفون في الجزائر وتتأخر عملية التكفل بهم بسبب عدم قدرة بعض سفارات الدول الإفريقية على تحمل مصاريف نقل الجثث، كما أن الدول التي ينتمي لها أغلب هؤلاء لا ترتبط مع الجزائر بأي ترتيب لنقل جثث الموتى.

وتنتظر وزارة الصحة، حسب مصدر عليم، بتّ الوزير الأول في موضوع جثث مجهولة الهوية لمهاجرين سريين من دول إفريقية قدموا إلى الجزائر متسللين عبر الحدود الجنوبية، ثم ماتوا في مستشفيات بالجنوب الجزائري بفعل إصابتهم بأمراض مختلفة أو حوادث عرضية. وقالت مصادر من مستشفيات ولايات غرداية وأدرار وتمنراست وورڤلة إن 22 جثة لمهاجرين سريين من 6 دول إفريقية، بعض الجثث لرعايا مسيحيين والبعض الآخر لمسلمين و3 لأشخاص بلا هوية، حيث لم يعثر بحوزتهم على أي إثبات للهوية بعد وفاتهم، كل هذه الجثث موجودة في مصالح حفظ الجثث في مستشفيات الولايات الأربعة.

وتضم مستشفيات غرداية وتمنراست أكبر عدد، حيث تنتظر 8 جثث الدفن في مستشفيات ولاية غرداية منذ عدة أشهر، وفي مستشفى أدرار تحتفظ مصلحة حفظ الجثث بجثامين 4 مهاجرين سريين منذ 8 أشهر دون أن تتلقى المصالح الصحية بولاية أدرار أي رد من الجهات الوصية للتعامل معها.