بعد أن كان تاريخ 14 فبراير 2015 هو موعد اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في نيجيريا، أعلنت اللجنة المستقلة المنظمة للانتخابات أن الموعد الجديد سيكون بتاريخ 28 مارس 2015 وهو ما أثار مخاوف العديد من الأطراف في نيجيريا.

وكان مستشار الأمن القومي في نيجيريا، صانبو داسوكي قد طلب يوم امس السبت من اللجنة المستلقة للانتخابات تأجيل عملية التصويت 6 أسابيع، موضحا طلبه بأن جيش نيجيريا لا يستطيع في هذا الظرف تأمين مراكز الاقتراع. وهو الطلب الذي وافقت عليه لجنة الانتخابات في مؤتمر صحفي نظمته في نفس اليوم.

وقال رئيس اللجنة، اتاهيرو جيغا في العاصمة أبوجا "أن الظرف الأمني يعد شرطا أساسيا لتنظيم انتخابات". ومن جهته ذكر صانبو داسوكي أن الجيش النيجيري منشغل اليوم في عمليات عسكرية معقدة في شمال شرق البلاد ولا يمكن اعادة انتشاره في ظرف اسبوع.

ويعتقد معارضون في البرلمان أن تطويل فترة الحملة الانتخابية لا يمكن الا أن يكون في صالح حزب الرئيس جوناتان "الحزب الديمقراطي الشعبي" الحاكم منذ 16 سنة في نيجيريا. خاصة مع وجود مؤشرات لصعود نجم المرشح محمدو بوهاري خاصة في مدن الشمال ذات الأغلبية المسلمة.

ورغم أن كلا المرشحين لا زال لم يقدم موقفه الرسمي من الموضوع، الا أن ردود الفعل اتسمت عموما بالتريث. فالحزب الحاكم الآن في نيجيريا، الحزب الديمقراطي الشعبي لم يقدم أي موقف رسمي، في حين أن معظم الأحزاب المعارضة في البرلمان النيجري عبرت عن عدم موافقتها على تأجيل الانتخابات.

وقد أعلنت حوالي 20 منظمة من منظمات المجتمع المدني أن الجيش في نيجيريا يتخلى عن القيام بدور أوكله له الدستور وهو حماية الانتخابات، وأشار عدد من النشطاء إلى أن هذه الخطوة تستهدف مباشرة المشروع الديمقراطي في نيجيريا.

في نفس السياق يقول المحلل السياسي النيجري جبرين ابراهيم عن مركز الديمقراطية والتنمية في ابوجا ان "بوكو حرام حجة واهية لتأجيل الانتخابات. فالتنظيم يتقدم منذ 6 سنوات ولا يمكن لـ 6 أسابيع أن توقفه، وما نخشاه هو تواصل التأجيل إلى أن يتم تدمير التجربة الديمقراطية في نيجيريا".

وتعد هذه الانتخابات من أصعبها للتكهن، خاصة بين المرشحين الرئيسيين، الرئيس الحالي غودلوك جوناتان والجنرال السابق محمدو بوهاري الذي يرشحه حزب المؤتمر التقدمي. علاوة على 12 مترشح آخر.

ومن المتوقع أن تمثل الأحداث الارهابية الأخيرة عاملا مهما في تحديد قرارات الناخبين، فحكومة جوناتان لم تستطع رد هجومات بوكو حرام منذ 6 سنوات، وهي نقطة يركز عليها محمدو بوهاري خاصة وأنه كان أحد أبرز قياديي الجيش سنوات 1983 إلى 1985 والتي سيطر فيها الجيش على السلطة.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت أنها متأسفة لتأجيل الانتخابات في نيجريا وهي التي أعلنت صراحة خلال زيارة وزير خارجيتها جون كيري الشهر المضي لنيجيريا بأنها مع إجراء الانتخابات في موعدها الأصلي.

للتذكير، فإن نيجريا شهدت خلال آخر انتخابات سنة 2011 عمليات عنف دموية ذهب ضحيتها 1000 قتيل.

*موقع أفريكا تايم – ترجمة شوقي بن حسن