أثارت تصريحات الجنرال أحمد شابير مدير المخابرات العسكرية التونسية السابق التي أدلى بها لبرنامج تلفزيوني ليلة الأحد ردود فعل صاخبة في تونس ، وخرجت أصوات تدافع عن الجنرال رشيد عمار رئيس الأركان السابق ، ومنها صوت وزير الدفاع  السابق عبد الكريم الزبيدي الذي قال إنّه عندما تسلّم وزارة الدفاع سنة 2011 اتفق مع رئيس الجمهورية حينها فؤاد المبزع ورئيس الحكومة الباجي قائد السبسي على سن التقاعد بالنسبة للقيادات العسكرية في 60 سنة ، وذلك في رد مباشر على تصريحات شابير الذي ألمح بأن الجنرال عمار كان وراء إقالته من إدارة المخابرات العسكرية .

وأوضح الزبيدي في تدخل مباشر ضمن برنامج إذاعي ظهر الاثنين أنّ أحمد شابير يبلغ من العمر 62 سنة و أن إحالته على التقاعد أمر بديهي كغيره من القيادات العسكرية.
وأضاف أنّ شابير لم يخرج من الباب الصغير، وأنّ رشيد عمار لا علاقة له بتقاعد أحمد شابير باعتبار أنّ شابير كان مديرا عاما للأمن العسكري،ولأن قرار التعيين و الإحالة على التقاعد من مشمولات وزير الدفاع أساسا .
كما أكد الزبيدي أنه لا أحد يستطيع التشكيك في وطنية وولاء الجنرال رشيد عمار الذي منح الكثير للمؤسسة العسكرية، معتبرا أن عرض السيرة الذاتية لرشيد عمار خلال الحصة خير دليل على أنه مستهدف ، وطلب من أعضاء المجلس الأعلى للجيوش الذي انعقد يومي 12 و13 يناير 2011 أن يصرحوا بما قاله رشيد عمار خلال الاجتماع بخصوص المحاولة بزج المؤسسة العسكرية في ردع المتظاهرين.
 

ومن جهته ، قال المتحدث السابق بإسم وزارة الدفاع التونسية العميد مختار بن نصر أن الجنرال رشيد عمار أصدر يوم 10 يناير2011 أمرا مكتوبا يمنع فيه إطلاق النار على المواطنين مهما كانت الظروف و هذا الأمر موثّق حسب قوله لدى وزارة الدفاع الوطني ، مشيرا إلى أنّ رشيد عمار كان له دور محوري أثناء الثورة خاصة عندما أمر بعدم تدخل الجيش الوطني في السياسة. 
و من الناحية الأمنية بيّن العميد مختار بن نصر أنّ هناك بعض المجموعات التي تسعى إلى تعطيل الانتقال الديمقراطي و هي مجموعات تسعى للنهب و السرقة و من الواجب التصدي إليها، محذرا أنّ الفوضى التي تعيشها البلاد قد تجعل الوضع خطير بإعتبارها تسهل و تدعم العمليات الإرهابية من قبل بعض الأشخاص التي لا تريد الخير للبلاد .
و دعا بن نصر في نفس السياق المواطنين إلى ضرورة أن تكون المسيرات منظمة حتى لا تخرج عن إطارها قصد التقليل من الانفلاتات التي قد تهدد الأمن الوطني.

 واعتبر عضو لجنة الدفاع على شهداء الثورة وجرحاها شرف الدين القليل أن ما تقوم به بعض النقابات الأمنية وتصريحات مدير الأمن الرئاسي السابق علي السرياطي و مدير المخابرات العسكرية السابق أحمد شابير مغالطة خطيرة تهدف لتشويه التاريخ وإفلات بعض القيادات الأمنية من العقاب سيتم الرد عليهم خلال جلسات المحاكمة،على حد تعبيره.  
ودعا القليل إلى ضرورة تبني ما وصفها بالمحاسبة الحقيقية لإعطاء جميع جرحى الثورة و عائلات حقوقهم المتخلّدة منذ ثلاث سنوات. 

يذكر أن  المدير العام السابق للاستخبارات العسكرية أحمد شابير قال  خلال حوار تليفزيوني أن الرئيس السابق زين العابدين بن علي  لم يصدر أي أمر بإطلاق النار على المتظاهرين أثناء الثورة التونسية  مؤكدا على أنه وقع اختراق الجهاز الأمني من جهات أجنبية . 
و اضاف الجنرال شابير أن " بن علي لم يأمر الجيش بإطلاق النار على المحتجين وهذه شهادة للتاريخ " وأن " الجنرال رشيد عمار يكن الولاء الأعمى لبن علي ".

وكذّب الجنرال المعلومات التي تقول بأن رشيد عمار قد عصى أوامر بن علي ورفض إطلاق النار على المتظاهرين.