لا يزال الجزائريون يتذكرون ليبيا في عهد  النظام السابق ويعتبرون  أن رحيل الزعيم معمر القذافي لم يجني منه الليبيون سوى الصراعات والتوترات الأمنية كالتي تحدث الآن، وينظر أغلب الجزائريون أن ما تعيشه ليبيا اليوم يحتاج لقذافي جديد ينقذها مما هي فيه.

وتحمل التطورات الأمنية في ليبيا حساسية وأهمية كبيرة بالنسبة للجزائريين ليس فقط لأن التوتر في الجارة ليبيا يعني تهديدا للجزائر عبر الحدود البرية الموجود بين البلدين، بل ولأن  العلاقات الليبية الجزائرية لطالما كانت علاقات وطيدة في زمن القذافي وحتى بعد رحيل نظامه.

 ولمعرفة رأي الجزائريين فيما يحدث في ليبيا من مواجهات بين المتشددين وقوات التابعة للواء الليبي المتقاعد حفتر الذي يقود ما يعرف بعملية الكرامة خرجنا في جولة للشارع الجزائري أين التقينا بالعديد من المواطنين الذين أبدوا تفاعل كبير مع ملف الأزمة الليبية.

 وفي هذا الموضوع يرى العديد من الجزائريين أن ليبيا كانت بخير  في عهد القذافي وأن ما يعرف بالربيع العربي لم يأتي على هذه الجارة للجزائر سوى بالدمار والخراب، وفي هذا الصدد يقول "علي" وهو أربعيني ردا على سؤال البوابة إن كان يتابع الأوضاع في ليبيا "يا حسراه على ليبيا"  بمعني "وأسفاه على ليبيا" مضيفا "ليبيا ضاعت عندما قتل القذافي فلم نعد نسمع من أخبار هذا البلد الشقيق سوى مواجهات دامية وتشكيل حكومة وإقالة أخرى... الليبيون أشقائنا ونريد لهم الأمان والاستقرار لكنهم اخطئوا عندما انقلبوا على زعيمهم معمر القذافي وها هي النتيجة"، أما العم "مقران" وهو متقاعد في الثمانينات من العمر روى لنا عن السبعة سنوات التي قضاها في لبيا فيقول "عشت في ليبيا حوالي سبعة سنوات وكنت اشتغل حرفي وكانت ليبيا قبلة لكل العرب الذين يبحثون عن العمل والاستقرار" مضيفا " كانت التجارة تدر علينا نحن الجزائريين والمصريون والتونسيين وحتى الأفارقة  ذهبا ونحن لسنا أبناء البلد فما بالك بأبنائها " ويستطرد العم مقران قائلا " لكن اليوم انظروا إلى ما هي عليه ليبيا ... ضن الليبيون أنه برحيل القذافي ستتحسن الأمور لكن الوضع زاد سوء" ويضيف "العم مقران" "لم يكن ينقص الليبيون شيء لكن رياح الربيع العربي اللعينة هي من كانت السبب الآن في مأساة الآلاف من الليبيين الدين لم يعودوا يأمنوا على حياتهم".

من جهته يقول "محمد" وهو طالب جامعي أنه يتابع كثيرا الأوضاع في ليبيا عبر القنوات الفضائية حتى أنه سألنا "صحيح أن حفتر أمريكي الجنسية"  ويقول محمد "كل يحدث في البلدان المجاورة للجزائر سيكون له أثر على الأمن خاصة في ظل التهديد الإرهابي للحدود"  مضيفا "من حق الليبيين أن يدافعوا عن أنفسهم وان يحاربوا الجماعات المتشددة التي تحاول تغطية الإرهاب باسم الإسلام هذا إن ما يفعله الجنرال حفتر  حقا لصالح ليبيا والليبيين وليس في محاولة للوصول للسلطة".

وتقول سمية وهي ماكثة بالبيت أن " ليبيا بحاجة إلى قذافي جديد ينقذها مما هي عليه قد يكون هذا الجنرال حفتر  رغم أن الحرب لا تولد سوى الخراب" تضيف محدثتنا.

مروان أيضا وهو عامل بسيط يقول "نحن نتابع باستمرار ما يحدث في لبيا ليس لان هذا الموضوع له انعكاسات على الجزائر بل لان لنا إخوان في ليبيا والشيء الوحيد الذي يمكن أن نقدمه لهم نحن كمواطنين بعيدا عن الدولة الجزائرية التي تجري مشاورات من أجل الإصلاح بين الأطراف المتنازعة هناك هو الدعم والمساندة وفتح بيوتنا للعائلات الليبية التي تنزح للحدود" متمنيا أن لا تطول الأزمة الليبية"

سليم سائق تاكسي الأجرة هو الاخر تفاعل معنا في موضوع ليبيا حيث يؤكد أنه "على الجزائر تأمين حدودها كون الوضع مقلق والحدود كلها ملّغمة " مضيفا "الشيء الوحيد الذي يمكن أن ننصح به إخواننا الليبيين هو عدم الانجراف وراء العنف وتكرار ما حدث مع الجزائر والعيش عقدا من الزمن في خراب ودمار مس كل البني التحتية ورغم أن وضع الجزائر أنداك وليبيا الآن مختلف كثيرا لكن على اللبيبين حل أزمتهم بالحوار ".