شارك جمال الغيطاني الروائي المصري مساء الثلاثاء في ندوة ثقافية تحت شعار "العلاقات الثقافية المغربية المصرية" التي نظمتها سفارة مصر بالرباط.

وتحدث الغيطاني كثيرا عن العلاقات الثقافية التي تربط المغرب ومصر، مبديا إعجابه بالثقافة المغربية والعديد من المدن والمواقع بالمغرب كفاس وتطوان وشفشاون.

وقال الغيطاني الذي يشغل منصب رئيس تحرير مجلة "أخبار الأدب" بجمهورية مصر العربية، إنه يجب التأسيس لمشروع مشترك بين وزارتي الثقافة في المغرب ومصر، من أجل العمل على طباعة مخطوطات الرحلات المتفرقة والنادرة بين البلدين، مؤكدا أن اقتراحه هذا يأتي بناء على "أنني أعيش الثقافة المغربية وأبشر بها في مصر"، يقول الغيطاني.

من جهة أخرى اعتبر الروائي المصري الشهير، أن مدينة فاس (وسط المغرب) شكلت بالنسبة له مدخلا إلى كونه وعالمه، مقدما تشبيها قويا لمسجد القرويين بالأزهر، قائلا إن المسجدين يتشابهان كثيرا خصوصا في الركن الفاطمي بحسب تعبيره، وهو الذي سبق وأن قام بزيارة إلى العاصمة العلمية للمغرب (فاس) قبل حوالي 35 سنة، وتحديدا سنة 1979 حين شارك في ندوة حول الرواية العربية بدعوة من اتحاد كتاب المغرب آنذاك.

ونوه الغيطاني بقدرة المغرب على الحفاظ على الثقافة والإرث الأندلسي، مجسدا في الموسيقى والتقاليد والغذاء وغيرها من مميزات البعد الأندلسي في المغرب، معتبرا أن المغرب " بلد مفتوح لكل الأطياف، وذاكرة للثقافة العربية، ونموذج للحفاظ على القديم والحديث".

ولم يخف الروائي المصري جمال الغيطاني تعلقه بمدينتين مغربيتين وعشقه لهما، يتعلق الأمر بمدينتي تطوان وشفشاون (شمال المغرب) معتبرا أنهما من أجمل مدن العالم.

وفيما يتعلق بالحضور المغربي في مصر، أقر الغيطاني بالحضور القوي للمغربي في المخيلة المصرية،  قائلا إن : " الحجاج المغاربة كانوا لا يتوقفون ولا يستقرون إلا بمصر التي يصلونها بعد ثلاثة أشهر من سفرهم، فيرافقون كسوة الكعبة المشرفة التي كانت تصنع في مصر إلى غاية 1961، بل إن القاهرة شيدها المغاربة، بالمعنى الواسع للكلمة، والمدينة ما زالت تحتفظ بأسماء قبائل مغربية حلت بها من قبيل الزويلة وكتامة والباطنية والبرقية غيرها" يضيف الغيطاني.

وكشف الغيطاني عن أن شيخ الأزهر الحالي أحمد الطيب هو من أصل مغربي، متحدثا أيضا عن الشيخ صالح الجعفري الذي تحول إلى ولي صالح ودفن في محافظة أسوان المصرية، مضيفا أنه قرأ الكثير من رحلات المغاربة الذين ساندوا مصر في أزمنتها الصعبة، من قبيل حديث المؤرخ الجبرتي عن أفواج المغاربة الذين قدموا إلى مصر للجهاد ضد حملة نابوليون، وكذا حضور الجنود المغاربة في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973 على الجبهتين المصرية والسورية.

ومن بين التصريحات القوية التي أدلى بها الغيطاني خلال الندوة الثقافية التي أشرفت عليها السفارة المصرية في المغرب، قوله : "في المغرب، أسمع الموسيقى من الألوان، وأرى الألوان في الموسيقى، تهمس العمارة بدقائق الحقائق، ويتحدث الفراغ"، معترفا أن الحضور المغربي في جمهورية مصر العربية قوي جدا.

وتجدر الإشارة إلى أن علاقة جمال الغيطاني بالمغرب توطدت بزيارات كثيرة قام بها للمملكة، واصف المغرب بكونه "ركن ركين في تكويني الروحي والثقافي وفي أعمالي الأدبية".

ويتوفر الغيطاني على مشوار طويل في عالم الكتابة، حيث احتفل قبل حوالي خمس سنوات، بتجاوزه نصف قرن من الكتابة، وهو الذي حصل على جوائز عديدة في مشواره، من بينها جائزة الشيخ زايد عام 2009 عن رواية "رن".