اغتصاب واختطاف وقتل وإحراق بلدات بأكملها تميز ما يوصف بأنه "أسوأ فصول القتال في جنوب السودان" منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل 17 شهراً.

فقد أعلنت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء أن مسلحين في جنوب السودان قاموا باغتصاب فتيات واختطاف صبية لتجنيدهم للقتال وأحرقوا بلدات بأكملها في أسوأ فصول القتال في الدولة حديثة الاستقلال.

وأضافت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام أن أكثر من 300 ألف مدني بحاجة إلى "مساعدة طارئة" في ولاية الوحدة بعد انسحاب وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة بعد تصعيد المعارك.

وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان توبي لارينز في بيان إن "الأعمال العدائية الجارية في ولاية الوحدة أرغمت كل المنظمات غير الحكومية والوكالات التابعة للأمم المتحدة على إجلاء موظفيها".

وأعربت الأمم المتحدة عن "قلقها المتزايد" إزاء تقارير من منطقتي غويت وكوخ في ولاية الوحدة أشارت إلى "إحراق بلدات وقرى وعمليات قتل واختطاف ذكور حتى في سن العاشرة، واغتصاب وخطف فتيات ونساء وإرغام المدنيين على النزوح".

وتعتبر أعمال العنف هي الأسوأ منذ أشهر، بينما تحاول القوات الحكومية شن هجوم انطلاقاً من عاصمة الولاية بنتيو باتجاه معاقل المعارضة حول لير، حيث أهم الحقول النفطية.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سحبت طاقمها من لير، وحذرت من المخاطر التي تسببها المعارك بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير وقوات زعيم التمرد رياك مشار على المدنيين.

وقال المسؤول عن الصليب الأحمر لجنوب السودان فرانز راوشنشتاين في بيان "نذكر جميع الأطراف بواجباتهم المتعلقة بالقوانين الإنسانية الدولية"، مشيراً إلى ضرورة حماية الذين لا يشاركون في المعارك والتمييز بين المدنيين والأهداف العسكرية.

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود السبت سحب طاقمها من العمال الأجانب ووقف كل الخدمات الطبية وسط مخاوف من "هجوم وشيك" للقوات الحكومية.

وتعرضت لير، مسقط رأس مشار، لأعمال تخريب في يناير 2014، إذ قام مسلحون بنهب مستشفى أطباء بلا حدود وإحراق بعض المباني.

وأعادت المنظمة بناء المستشفى وهو المنشأة الوحيدة من نوعها في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين.

من ناحيته، ندد الاتحاد الأوروبي، الاثنين، بالمعارك قائلاً إن "الأزمة في جنوب السودان أسفرت عن إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في السنوات الأخيرة".

وقال مسؤول المساعدات في الاتحاد الأوروبي خريستوس ستيليانيدس إن "الحل العسكري ليس ممكناً لهذا النزاع"، وحمل الزعيمين مسؤولية التوصل إلى اتفاق سلام، موضحاً "إذا فشلا في بذل الجهود الضرورية من أجل السلام فسيتحملان مسؤولية العواقب".