اعلن جيش جنوب السودان انه استعاد السبت السيطرة على مدينة بور الاستراتيجية التي كان استولى عليها المتمردون بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار.وقال المتحدث باسم الجيش فيليب اغير امام الصحافيين "اليوم 18 كانون الثاني/يناير 2014، دخلت قوات الجيش بور" عاصمة ولاية جونقلي (شرق) التي تبعد حوالى مئتي كلم شمال العاصمة جوبا.

واضاف ان "قوات جيش جنوب السودان هزمت اكثر من 15 الفا من رجال رياك مشار (...) واحبطت خططه للسير الى جوبا ومهاجمة جوبا".ويحاول الجيش الحكومي منذ نحو ثلاثة اسابيع استعادة السيطرة على بور.وبذلك، تكون السيطرة على عاصمة ولاية جونغلي الاستراتيجية قد انتقلت من طرف الى اخر للمرة الرابعة منذ بدء النزاع في منتصف كانون الاول/ديسمبر.والمعارك للسيطرة على هذه المدينة دفعت عشرات الالاف من سكانها الى الفرار.وتقول الامم المتحدة ان النزاع الذي يشهده جنوب السودان منذ اكثر من شهر بين قوات الرئيس سلفا كير والمتمردين المناصرين لمشار اجبر اكثر من 400 الف شخص على النزوح.

من جهة أخرى، اعلنت رئاسة جنوب السودان السبت انها واثقة بالتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار مع حركة التمرد، في تفاؤل يتناقض مع تشاؤم الاتحاد الافريقي المحبط لتباطؤ مفاوضات السلام بين الطرفين.وصرح اتيني ويك اتيني الناطق باسم الرئيس سلفا كير، للصحافيين بان "كبير المفاوضين ما زال هنا (في جوبا) وسيتوجه الى اديس ابابا للتوقيع على انهاء الاعمال العدائية" مؤكدا ان "الحكومة مستعدة للتوقيع على وقف الاعمال العدائية (...) غدا (الاحد) او الاثنين".وقبل ذلك اعلن مابيور غرانغ احد مفاوضي حركة التمرد في العاصمة الاثيوبية ان وفده مستعد للتوقيع على مشروع اتفاق لوقف اطلاق النار اقترحته دول شرق افريقيا التي ترعى المفاوضات. وقال "اطلعنا على مشروع اتفاق لوقف الاعمال العدائية قد نوقع عليه لكننا في انتظار ان يوافق عليه الطرف الاخر".لكن اي تفاصيل لم ترشح حول فحوى مشروع ذلك الاتفاق ومن الصعب التكهن بما اذا كان الطرفان مستعدين للتوافق على وثيقة واحدة.

ومنذ اسابيع يعرب الطرفان عن استعدادهما للتوقيع على وقف لاطلاق النار ولكن بدون التوصل الى تفاهم حول الشروط التي يجب توافرها.والطرفان حتى الان يختلفان خصوصا حول مسالة الافراج عن اسرى مقربين من رياك مشار اعتقلوا اثناء بداية المعارك في منتصف كانون الاول/ديسمبر، اذ ان المتمردين يطالبون بالافراج عنهم قبل التوقيع على اتفاق لوقف اطلاق النار في حين ترفض الحكومة ذلك معتبرة انه يجب محاكمتهم كما جرت العادة.واعرب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، الهيئة التنفيذية الافريقية، السبت عن احباطه لعدم تحقيق تقدم في اديس ابابا حتى الان.

وقال ارستوس مونتشا ان "شروط اتفاق وقف اطلاق النار تزداد بطئا" و"لا يمكن القول اننا حققنا تقدما" داعيا الطرفين الى تقديم تنازلات ومشككا في التوصل قريبا الى اتفاق.وقد اسفرت المعارك الدائرة منذ 15 كانون الاول/ديسمبر في جنوب السودان، الدولة التي استقلت حديثا في تموز/يوليو 2011، عن نزوح 450 الف شخص بحسب الامم المتحدة بينما تحدثت بعض المصادر عن سقوط ما بين الف وعشرة الاف قتيل.