رصد الجيش النيجيري لأول مرة أكثر من 250 فتاة اختطفهن أعضاء  تنظيم بوكو حرام الإسلامي ، وفق ما ذكره مسؤولون كبار.

وأوضح هؤلاء المسؤولون أن القوات الخاصة التابعة للجيش السابع اقتفت آثارعناصر التنظيم في ثلاثة مخيمات شمال كوكاوا قرب بحيرة تشاد ، على بعد مئتي مايل من حيث تمت عملية الاختطاف . غير أن هذه المصادر ذكرت أنها قد تحتاج لأسبوع آخر للإفراج عن الفتيات اللائي جرى اختطافهن قبل اربعين يوما في تشيبوك البلدة الواقعة شمال شرق نيجيريا.

"لقد كان الاختراق الأكثر صعوبة ، ولكن بطوليا" يقول مسؤول عسكري كبير لصحيفة بريميوم تايمز النيجيرية، فيما يوضح مسؤول عسكري آخر : "فريقنا رمق لأول مرة الفتيات في السادس والعشرين أبريل ونحن نتابع تحركاتهم مع الإرهابية منذ ذلك الحين".

في شريط فيديو بث الأسبوع الماضي على الانترنت ظهرت تلميذات يرتدين الحجاب وتتلون القرآن ، ادعى بوكو حرام أنهن اعتنقين الإسلام طوعا. غير أن نصف الفتيات لم تظهرن في الشريط ، فيما تناهت تقارير تناهت إلى آبائهن تزعم أنهن وصلن الكاميرون وعبرن بحيرة تشاد حيث تم بيعهن كزوجات بمبلغ لا يتعدى 12 جنيها استرليني.

وتعرضت حكومة نيجيريا لنقد شديد من شعبها لفشلها في إنقاذ الفتيات رغم تعبئة نصف الوحدات العسكرية وقبول المساعدات الدولية. الرئيس غودلاك جوناتان رد على المتظاهرين بالقول إن الكثير ينبغي فعله للعثور على الفتيات وأن عليهم (أي المتظاهرين) أن يلوموا بوكو حرام وليس الحكومة. وقال الرئيس عبر ناطق باسمه: "الاحتجاجات يجب أن توجه للإرهابيين الذين اختطفوا الفتيات البريئات وحرمنهن من مكان في منبع الحرية  في بلادنا.".

"يجب أن نحذرمن تسييس الحملة ضد الإرهاب. عندما تنفجر قنبلة في كابل ، يلوم الشعب الأفغاني الإرهابيين ولا يلومون الحكومة."

ومع ذلك يرى مسؤولون عسكريون أن الضغط على الرئيس سيتلاشى قريبا" . إذ يقول أحد المصادر : "الحكومة تبذل ما في وسعها للإفراج عن الفتيات في أقل من أسبوع ، ربما قبل نهاية الأسبوع الجاري" ، غير أنه ليس واضحا بعد الأسلوب الذي ستستخدمه الحكومة للإفراج عن المختطفات ، فزعيم بوكو حرام أبوبكرشيكو قال إنه يريد الإفراج عن رفاقه المعتقلين قبل أن يقوم بالأمر عينه بالنسبة للمختطفات. وقد صدرت تصريحات متناقضة عن المسؤولين الحكوميين: رئيس مجلس الشيوخ قال إن "الحكومة لن تتفاوض مع الإرهابيين تحت أي ظرف" فيما قال وزيرفي الحكومة "إن نافذة المفاوضات ما زال مفتوحا".

بوكو حرام تواصل ترهيب شمال نيجيريا بما في ذلك ولاية بورنو التي ينحدر منها الفتيات المختطفات.

وبعد قتلهم 300 شخصا في هجوم على بلدة "غامبورو نغالا" قبل أسبوعين انتظروا انتشار الجنود النظاميين قبل المغادرة وقد عادوا هذا الأسبوع وقتلوا 29 آخرين.

وقد أعلن مجلس الأمن رسميا بوكو حرام تنظيما إرهابيا على علاقة بالقاعدة يوم الخميس ، وفرض عقوبات عليه تشمل حظرالأسلحة وتجميد الأموال وحظر السفر. ورغم أن هذا القرار يأتي بعد عقد على تشكل هذا التنظيم ، فقد رحب قادة العالم بالخطوة.

وقالت سامنتا باور السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة : "مجلس الأمن اتخذ خطوة هامة لتعزيز جهود حكومة نيجيريا في دحر بوكو حرام ومعاقبة قادته عن الفظاعات التي ارتكبوها" .