تعرضت تونس الأربعاء لهجوم إرهابي استهدف السياح الأجانب، حيث سلطت الصحف الأمريكية الضوء على هذا الحادث، وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن أشخاصا يرتدون الزي العسكري، قتلوا نحو 22 شخصا في الهجوم على متحف باردو في تونس بالأمس، بينهم 17 سائحا، واثنان من التونسيين واثنان من المسلحين، خمسة من الضحايا كانوا من اليابان، وأربعة من إيطاليا، واثنان من كولومبيا، واثنان من اسبانيا، وواحد من استراليا، وواحد من بولندا، وواحد من فرنسا، والآخرون لم يتم التعرف على جنسياتهم حتى الآن، حسب صحيفة البديل المصرية.

وتشير الصحيفة إلى إصابة 44 شخصا بينهم 13 إيطاليا، وسبعة فرنسيين وأربعة يابانيين، اثنان من جنوب افريقيا وواحد من بولندا، وواحد من روسيا وستة تونسيين.

وترى الصحيفة أن ذلك الهجوم يعد ضربة لصناعة السياحة التي تعتبر أحد مصادر الدخل الحيوي لتونس التي تكافح لترسيخ الديمقراطية، فهي البلد العربي الوحيد الذي استطاع العبور إلى الديمقراطية بعد ثورات الربيع العربي.

وتلفت الصحيفة الأمريكية إلى أن تونس هي الدولة الديمقراطية الأكثر نجاحا في العالم العربي، وقد انجزت مؤخرا الانتخابات الرئاسية على وتيرة التناوب السلمي للسلطة السياسية، ولكن قوات الأمن التونسية تكافح في محاولة لقمع هجمات الحركات الإرهابية بين الحين والآخر، خاصة وأنها أصبحت مؤخرا واحدة من أكبر مصدري الأشخاص الراغبين للانضمام لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق.

وتوضح “نيويورك تايمز” أن الديمقراطية والحرية الجديدة في تونس أعطت فرصة للشباب المفتون للعودة إلى العدالة، لكنه مازال يكافح تحت وطأة المعاناة الاقتصادية الذي خلقه النظام الاستبدادي القديم.

وتلفت الصحيفة إلى عدم وجود أدلة تحدد منفذي الهجوم الإرهابي، ولكن أنصار داعش على مواقع التواصل الاجتماعي يؤكدون مسؤولية التنظيم عن الهجوم الإرهابي.

من جانبه، قال بوبكر الحكيم، ناشط تونسي معروف بتأييده لداعش، إن التنظيم هو المسؤول عن الهجوم، كما أنه شخصيا المسؤول عن اغتيال الزعيمين التونسيين البارزين اليساريين، “شكري بلعيد” و”البراهمي” متوعدا بتنفيذ المزيد من الاغتيالات في المستقبل، حيث أضاف:” لن تعيشوا في أمان، طالما لا يحكم تونس الإسلاميين”، على حد قوله.

وتضيف الصحيفة أن متحف باردو يضم مجموعة كبيرة من الآثار، بما في ذلك العديد من الفسيفساء الهامة التي يعود تاريخها إلى العصر الروماني والقرطاجي، وكذلك السيراميك الفينيقية والبيزنطية والتماثيل والمجوهرات.

وتقول الصحيفة إنه في أفغانستان والعراق وأماكن أخرى، دمر المتشددين القطع الأثرية الثقافية القديمة التي اعتبروها غير إسلامية، لكن منظمة اليونسكو، الوكالة الثقافية التابعة للأمم المتحدة، قالت في بيان مساء الأربعاء إنه لم يكن هناك أي علامة على ضرر قد لحق بالمتحف أو مجموعته الآثرية.

وتوضح “نيويورك تايمز” أن الهجوم هو الأعنف في تونس منذ عام 2002، حين تم تفجير شاحنة خارج كنيس يهودي في جزيرة جربة، مما أسفر عن مقتل 21 شخصا من بينهم بعض السياح الأوروبيين.

وتشير الصحيفة إلى أنه منذ قيام الثورة التونسية في عام 2011، ناضلت السلطات للقضاء على الإرهابيين في المناطق البعيدة عن الساحل، ولكن هجوم الأربعاء أضر بشكل كبير بصناعة السياحة التونسية والتي تعد أحد أهم مصادر العملية الأجنبية للبلد الشمال إفريقي.