تتفاقم أزمة البوتاجاز بجميع محافظات مصر، في ظل استمرار نقص الكميات المعروضة بالسوق المحلى بعدما تجاوز العجز أكثر من 25% من الاحتياجات الفعلية.

استمر الزحام أمام المستودعات وتضخمت الأزمة خلال مارس الجاري، واعتمد الأهالي على شراء أنابيب البوتاجاز من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، تتراوح بين 60 و80 جنيهًا للأسطوانة الواحدة، مما يشكل عبئا مادياً كبيراً على المواطن محدود الدخل وتحت خط الفقر، وما ترتب على ذلك انتعاش السوق السوداء، وارتفاع متوسط سعر الأنبوبة لـ50 جنيهًا، في كثير من المحافظات.

قال الدكتور حسام عرفات، رئيس شعبة المواد البترولية بالغرفة التجارية، إن الاتفاقات المبرمة مع الدول العربية الخاصة بالغاز الطبيعي، بعيدة تماما عن غاز البوتاجاز، وبالتالي فالإنتاج المحلي لا يغطي حجم الطلب المرتفع، كما أنه لا يسد الاحتياجات الأساسية للمواطنين والمحال التجارية مثل المطاعم والمقاهي.

وأضاف “عرفات” أن آلية العرض والطلب تزيد من أزمة البوتاجاز، ففي حالة التوافر، يحدث توازن، وعند وجود عرض أكبر، تحدث حالة من الركود ووفرة في المنتج، كما أن قلة العرض تحدث أزمة وهو سيناريو طبيعي، مستنكرًا ضعف الرقابة من قبل الحكومة الحالية، وسوء الأحوال الجوية التي تؤثر سلبًا على زمن الشحن والتفريغ والنقل وغلق الموانئ، مما أدى إلى تأخر دخول المراكب المحملة بالبوتاجاز.

وتابع: «لتفادي الأزمة الحالية، يجب ضخ كميات إضافية واردة من الخارج؛ لأن المعروض أقل من الطلب بنسبة 20%، وبالتالي زيادة سعر الأسطوانة بالسوق السوداء، لتصل إلى 80 جنيهًا، فيما يتراوح السعر العادل لها من 6 إلى 10 جنيهات»، مطالبا الجهات الرقابية خاصة وزارة التموين، بإحكام الرقابة على الأسواق والتصدي للسوق السوداء.

وحسب البديل، اتفق معه الدكتور محمد سعد الدين، رئيس جمعية مستثمري الغاز، قائلا إن أزمة أسطوانات البوتاجاز حاليا ترجع إلى عدم توافر مخزون استراتيجي من الغاز، موضحًا أن بعض الموردين تراجعوا عن قراراتهم، ولكنه امتنع عن ذكر اسمائهم.

ولفت “سعد الدين” إلى أن إجمالي المصانع التابعة للجمعية، 30 مصنعاً تقوم بالتوزيع على 3 آلاف مستودع، والكميات الموزعة يوميًا من الأسطوانات في فصل الشتاء 1.2 مليون يوزعها القطاع الخاص، بينما قدر نسبة العجز في أسطوانات البوتاجاز حاليا بنسبة 50%، مشيرا إلى أن الكميات التي يتم ضخها حاليا لا تتجاوز 800 ألف أسطوانة يومياً، أي أن حجم العجز اليومي يبلغ 400 ألف أسطوانة.

تجدر الإشارة إلى مهاجمة أهالي قرية “اتميدة” بمركز ميت غمر بالدقهلية، في 27 فبراير الماضي، لسيارة أسطوانات بوتاجاز، واستولوا على محتوياتها بعد غيابها منذ نحو 10 أيام، أثناء تجمع مئات المواطنين داخل مستودع القرية.

وبمجرد مشاهدة الأهالي للسيارة صعد عشرات المواطنين عليها، واستولوا على ما بها في سباق مع الباعة للحصول على احتياجاتهم، قبل أن يحصل الباعة على الجزء الأكبر منها، وأكد شهود العيان، أن كل من حصل على أسطوانة، سدد ثمنها لصاحب المستودع، وترك له الأسطوانة الفارغة.