بين حين وآخر يعود اسم القائد الليبي خليفة حفتر إلى الواجهة، ودائماً ما يرتبط ذلك بسعيه الجاد لإنقاذ بلاده من براثن الإرهاب، حيث تم تنصيبه رسمياً قائداً للجيش الليبي، ما يعطي له زخماً قوياً في إزالة مصطلح الميليشيات كلياً من ليبيا بقوة القانون.
فهو يعد الآن رجل المرحلة وهو قادر بحكم خبرته العسكرية على كشف كل الأطراف الداخلية والخارجية التي تسعى إلى تحويل البلاد إلى أرضية خصبة للجماعات المتطرفة.
بعد اندلاع ثورة 17 فبراير 2011 عاد إلى ليبيا، وتحديداً إلى بنغازي لينضم إلى جيش التحرير الوطني للمشاركة في الجهود العسكرية والسياسية الهادفة إلى إسقاط النظام.
وفي منتصف فبراير2014 أطل القائد السابق للقوات البرية في ليبيا اللواء خليفة حفتر (71 عاماً) إعلانه انتهاء شرعية «المؤتمر الوطني» الذي تسيطر عليه جماعة الإخوان ومجموعات إسلامية، وإسقاط الإعلان الدستوري القائم، والدعوة إلى خريطة طريق للمستقبل السياسي الليبي، في بيان مقتضب أثار سخرية الحكومة الليبية حينها.
لكنها سريعاً ما تراجعت وأيدته كلياً في عملية الكرامة لطرد الميليشيات من ليبيا في ظل اقتناعها أن الرجل الذي صنع تاريخ ليبيا من دعمه للزعيم السابق معمر القذافي إلى محاربته وتحرير ليبيا من قبضته قادر على صنع الحدث وكسر كل المحاولات إلى جعل ليبيا فريسة سهلة في أيدي المتشددين، حسب البيان الإماراتية.
الشارع الليبي الذي كان منقسماً تجاه نظرته للجنرال بدا اليوم أقرب إليه من أي سياسيين آخرين، بعدما فشلت الحكومة في تشكيل جيش وقوات شرطة موحدة من عشرات الميليشيات المسلحة جيداً التي انبثقت عن الثورة، كما أنها فشلت أيضاً في وقف أعمال القتل وعمليات الاختطاف التي عصفت بتلك البلاد الغنية بالنفط، ما أسفر عن تدهور الأوضاع.
هذه الظروف والمعطيات هيأت لقائد الجيش الليبي الجديد أن يكون الرجل الأنسب لهذه المرحلة في ليبيا، فبخلاف خطابه المعتدل الهادئ، يحظى حفتر بدعم دولي وتراهن كل الأطراف المعنية بالشأن الليبي عليه كفرصة أخيرة لليبيا موحدة، فسيناريو الفوضى في ليبيا من الواضح أنه لن يكون في صالح أي من هذه الأطراف.