برز على سطح الساحة الليبية كمخلص وقائد عسكرى يخاطر بحياته وهو فى السبعين من عمره لإنقاذ وطنه من الفوضي

اللواء خليفة حفتر اصبح حديث الشارع فى ليبيا يراه الليبيون المنقذ ضد خفافيش الظلام الإرهابيين.

حاول أنصار الشريعة اغتياله بعدة أطنان من المواد المتفجرة ونجا بأعجوبة ...كانت الإصابات »الطفيفة« بادية على أصابعه عندما التقيته فى غرفة عمليات »الكرامة« بدا كشاب فى الثلاثين، منتصب القامة، نشيط متفائل، واثق من إتمام ما بدأه بنجاح، لم ترهبه محاولة الاغتيال، أو احتمال تكرارها مرات أخرـ كما يقول فى حديثه مع الأهرام ـ ولن ترهبنى مثل هذه العمليات القذرة ..حتى ولو نجحوا ـ لا قدر الله ـ فحياتى أقل ما أقدمه لوطني، وقد تعرضت لذلك كثيراً، سواء فى حرب تشاد، ولا يحسبن الذين كانوا يريدون قتلى أن هذه المحاولات قد ترهب ضابطا عندما التحق بالجيش كان فى حسبانه أن يموت فى أى لحظة دفاعاً عن وطنه، فكل ضابط وجندى فى الجيش هو مشروع شهيد، وقد صادفت ذلك عشرات المرات سواء بعد تأسيسى للجيش الوطنى الليبي، ومحاولات القذافى قتلي، أو فى حرب تشاد .

لماذا لم يوافق مصطفى عبد الجليل أثتاء رئاسته للمجلس الانتقالى على تعيينك قائداً للجيش بناء على عريضة وقعها أكثر من 70 ضابطاً من قيادات الجيش الليبى ؟

وقتها كنت قائداً للقوات البرية، وبعد أن قتل الإخوان المسلمون »عبد الفتاح يونس« قدم هذا العدد من الضباط العريضة للمجلس الانتقالي، ولكنهم قالوا له إذا نصبنا حفتر قائداً للجيش سينقلب علينا، وواجهونى بهم فى جلسة من جلسات المجلس الانتقالي، وقال:أنت انقلابي، ولديك مطامح سياسية فى السلطة، والثوار خائفون منك، فى حين أن الثوار والعسكريين طالبوا بقيادتى للجيش، ولكن مصطفى عبد الجليل رضخ للمقاتلة والإخوان الذين رفضوا تماماً قيادتى للجيش بعد أن تأكدوا من عدم قبولى التعاون معهم، أو انضمامى لصفوفهم.

كيف كان ذلك؟

كان فوزى بو كتف، وصلاح الصلابى يحاولان التقرب منى بعد ما شاهدوه من التفاف العسكريين والثوار حولي، فحاولوا كثيراً استقطابى تخيلاً أننى قد أقبل التعاون معهم .

ولماذا لم تتعاون والجميع فى ذلك الوقت كانوا صفاً واحداً ؟

أنا أعرفهم جيداً ولى تجربة كبيرة معهم فى »جبهة إنقاذ ليبيا« التى اشتركت فى تأسيسها وقيادة قواتها المسلحة، وكان معنا رمضان العيهورى وخليل الجدك ومفتاح قروم مع شخص مدنى اسمه مصباح الورفلى ممن يمتلكون أقصى درجات الشجاعة، وقبل إعطاء الإذن بالتحرك للقضاء على القذافى بأسبوعين ألقى القبض عليهم وعلى كل أصدقائي، وعدد كبير من أقاربى وكل من لديه صلة بى وحوكمت غيابياً بالإعدام، وقتها تأكدت من انتهازية هذه الجماعة، عندما أعلنوا أن هؤلاء يتبعون للجبهة محاولة لاستثمار هذا العمل الوطنى والاستئثار به للترويج بهم..حاولت منعهم عن ذلك مذكراً بأن نتيجة هذا البيان ـ قبل إعلانه ـ سيكون وبالاً على جميع رجالنا وعائلاتهم ومعارفهم، وإننا لا يجب أن نستثمر ذلك، حتى لا يتعرضوا لأذي، ولكنهم أصروا.. وبالفعل تعرض كل من تعاون معنا للضرر البالغ، ودفعوا الثمن باهظاً، وقتها أعلنت انسحابى ورفض العمل معهم، خصوصاً بعد أن علمت أنهم ينتمون سرياً لتنظيم الإخوان، ومن وقتها أعلنوا الحرب عليَّ، لذلك رفضت بعد قيام ثورة 17 فبراير المجيدة، وانضمامى للثوار بعد دعوتهم لى وقيادتى للقوات البرية أن أتعاون مع الإخوان، أو أى فصيل يتمسح بالدين لإدراكى العميق مدى خطر هؤلاء على الاستقرار، وعلى الإسلام نفسه فى بلادي، ومصطفى عبد الجليل كان يميل إليهم.

كيف؟

هذا الرجل فيه عرق إخواني، وظهر ميله لهم بجلاء، بتسليحهم وتوزيع السلاح الذى كان يرد إلينا لهم، وقد عارضت فى ذلك كثيراً محذراً بحكم رؤيتى العسكرية والاستراتيجية من خطرهم..عندما هاتفنى مؤخراً ليعلن تأييده لمعركة »الكرامة« ذكرته بخطئه، فأقر به وأعلن ندمه على ذلك .

ولماذا لم يعلن انضمامه لكم هو أو أى من الزعماء السياسيين؟

هو يؤيدها، ولكنه غير راغب فى إعلانها مباشرة..يريد تمهيداً..! رغم ثنائه على ما فعلت مؤكداً أن ما حدث لم يستطع إنسان آخر فعله، وغيره من السياسيين، قليل منهم مخلصون، وأغلبهم يعمل من وراء ستار، أو لتنفيذ سياسات دول أخرى لها مطامع فى ليبيا، وهؤلاء لا نريدهم، نريد المخلصين، والمخلص الوحيد هو الشعب، وهو الذى نادانا وفوضنا فخرجنا على أمره وانصعنا لطلبه فى محاربة القتلة والإرهابيين الذين أرعبوا الجميع، وذبحوا الضباط والجنود والقضاة والمحامين، وقتلوا الصحفيين..لم يتركوا أحدا..وذبحوا العشرات، بل ولعبوا برؤوس هؤلاء الشهداء الذين ذبحوهم الكرة.!!

هل هذا من الإسلام؟ هل هذا هو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وللأسف استسلم الجميع، فلم نر بداً من الخروج لتطهير البلاد منهم، ومنع ثرواتها أن تقع فى أيديهم.

وهل ستستمر عمليات الكرامة؟

لن تتوقف ولن نتهاون فى استئصال شأفتهم حفاظاً على أرواح الليبيين، والوصول إلى الأهداف التى قمنا من أجلها، وهى إنهاء حالة الفوضى ومظاهر الإرهاب فى ليبيا، وإعادة بناء القوات المسلحة ومساعدة مؤسسات الدولة المدنية، للقيام بواجباتها لصالح المواطن الليبي، وتأسيس نظام ديمقراطى حقيقى يرتضيه الليبيون .

وهل تستطيعون مواجهة هذه الجماعات التى تتفوق عليكم فى العتاد والذخيرة ؟

طبعا وحتماً سنقضى عليهم رغم ما لديهم من عتاد وذخيرة، وبعد مباشرة عمليات»الكرامة« سُدت أغلب المنافذ فى وجوههم ولن يصمدوا كثيراً، خصوصاً ولدينا معلومات عن خلافات جذرية وكبيرة بين رؤوسهم وقادتهم ، وفصائلهم وتناحر كبير، فضلاً عما ألحقناه بهم من خسائر جمة ولذا بدأوا فى الاستنجاد بتجمعات إنسانية ودينية واجتماعية لوقف الحرب عليهم أو كما طلبوا التهدئة.

مثل مجلس حكماء بنغازى وغيره ممن توافدوا على سيادتكم لذلك؟ وما كان ردكم؟

هذا ليس مجلس حكماء، بل هو مجلس مصالح، ولكن لن يحصل على ما يريد فى كل الأوقات،وإن كان به بعض المخلصين الذين يسعون لإصلاح ذات البين، ونحن لا نكره الإصلاح، ولا نقبل التهديد، ولكن لن نوقف عملياتنا تجاه »أنصار الشر«فلا مصالحة مع القتلة الذين روعوا العباد وألحقوا أعظم الأضرار بالبلاد، وتعقبوا ضباط وجنود الجيش قتلاً وترويعاً لكى تخلو لهم الساحة فلا تكون بالبلاد قوة عسكرية منظمة سواهم، كميليشيات مدعومة بالمال والسلاح من قطر وتركيا، وكل أعداء الأمة الإسلامية للسيطرة على ليبيا وثرواتها من نفط وذهب ويورانيوم، وكل ما تحفل به الأرض الطيبة، فيتحكموا فى عائداتها المالية لهدم مصر أولاً..وتخريب كل البلاد الإسلامية بما استقدموا من شذاذ الآفاق والجهلة بالدين الذين يدعون أنهم يعملون له، ولكننا سنقضى عليهم وسنبعدهم إلى حيث كانوا، بل وسنخرجهم من حدود العالم العربى بأكمله، أو ندفنهم فى أرضنا الطاهرة التى لم تقبل فى يوم من الأيام حمل أمثالهم عليها.

ولكن معمر القذافى بما كان تحت يده من آلة عسكرية وانضباط وخوف الناس لم يستطع القضاء عليهم ؟

معمر القذافى صحيح كان يمتلك الآلة العسكرية والأمنية، ولكنه أيضاً كان يفتقد مساندة الشعب الذى كان يمثل لهؤلاء حاضنة اجتماعية، ويساعدهم فى التخفى من باب أنهم مظلومون، وأنهم يحاربون القذافى الذى كان الشعب يكرهه، وإن كان يخاف منه، فضلاً عن أنَّ مَنْ معه من قوات كانت تقاتل هذه الفئات بشكل رسمى فقط، ولكننا الآن نقاتلهم بعقيدة حقيقية واضحة، والشعب كله معنا ضدهم، ولذلك فإن فرصنا فى النجاح والقضاء عليهم أكثر بمئات المرات مما توافر لمعمر القذافي.

ولكن تسليحهم أفضل، ويتفوقون فى حرب الشوارع أفضل مما يستطيع الجيش الوطنى«النظامي»؟

لحرب الشوارع والمدن أيضاً لدينا عناصرنا المدربة عليها، أما الدعم الذى يرد إليهم فقد توقف، صحيح كان فى السابق، ولكن بعد اليوم لن تكون لديهم فرص لتلقى هذا الدعم، فقد خربنا لهم خطوط التموين والتمويل، وسُدت المنافذ فى وجوههم، مثل أغلب المطارات .

وقد أصدرت قراراً للطيران بضرب أى سفينة فى مياهنا الإقليمية، سواء أثناء دخولها المياه الليبية أو الخروج منها، وقد أغرقنا سفينتين فى مياه بنغازى قبالة سيدى خليفة، وقبالة مياه الكبش.

ولماذا لم تقبل سيادتكم التهدئة إذا كانوا قد جنحوا للسلم؟

هؤلاء لا عهد لهم ولا أمان معهم، ولن يكون بيننا وبين هذه الجماعات اتفاق أو تهدئة، فإما أن يخرجوا من ليبيا أو يدفنوا فيها، وعلى ذلك سيستمر قتالهم، والحوار معهم مرفوض تماماً إلا بعد أن يضعوا السلاح ويسلمونه للجيش الوطنى الليبي، وكذلك معسكراتهم والمزارع التى تؤويهم، وأن يتجهوا إلى أولياء الدم (أهل الشهداء الذين قتلوهم أو قطعوا رؤوسهم لتصفية حساباتهم معهم)، وإذا فعلوا ذلك فقد ـ وأقول قد ـ نقبل وقف إطلاق النار، لأن استمرارهم يعنى فناءهم وانتهاءهم، وفناء من يدعمهم من العناصر الخارجية.

وهل ينطبق ذلك على الدروع؟

باقى الليبيين من غير الاتجاهات التى تختبئ وراء ستارة الإسلام مثل الدروع، والتى زج ببعضها فى قتال لا ناقة لهم فيه ولا جمل، فنحن حريصون على إبعادهم عن هذه المعركة، ولا نضعهم فى نفس السلة، فكثير منهم وطنيون ومعتدلون فى أفكارهم، وإن كانوا قد غُرر بهم فإنهم سريعاً ما يفوقون، وأنا أعرف أن كثيراً منهم غير متطرفين، وغير خائنين.

ولماذا لا تلجأون إلى حلف الناتو بما أن ليبيا ما زالت ـ حسب قرار مجلس الأمن ـ تحت البند السابع، هل ذلك لعدم اقتناعهم بشرعية تحركاتهم؟

بالنسبة للشرعية فإن الجيش الوطنى الليبى صاحب الشرعية الحقيقية الوحيدة فى البلاد، أما الناتو فكيف نلجأ إليه وهو سبب المصائب التى حلت بنا، هو والمجلس الانتقالى الذى خُدِعَ الشعبُ فيه وفى رجاله، وأحضر الناتو إلى عُقر دارنا، وتسربت إلينا، وتحت بصره عناصر الشر من كل مكان، وتدفقت الأسلحة إليهم أيضاً تحت سمعه وبصره ومراقبته، وباستخدام تركيا وقطر.

هل ما زالت (قطر وتركيا) تدسان أنفيهما فى ليبيا؟

طبعاً وهناك شواهد كثيرة على ذلك، ولكن تركيا الآن لديها مشاكل كبيرة، وستزيد حتماً فى المستقبل القريب، وستنعطف إلى طريق آخر، وتبتعد عن مساعدة عناصر الشر من الإخوان وأنصار الشر والقاعدة، أما قطر فهذه الدويلة الصغيرة التى لن يكون لها مستقبل خصوصاً بعد أن تكشفت نياتها الخبيثة ضد العرب والمسلمين ودولهم التى كانت تتسرب إلى دواخلهم من خلال مساعدات مسمومة.

ولكنهم يشيعون أنك طامع فى السلطة ..فهل هذا صحيح؟

لا أفكر فى مسألة السلطة أبداً، فدافعى لما قمت به هو تأمين حياة الليبيين، وإنهاء مظاهر الفوضى والإرهاب الذى كاد يتحكم فى الليبيين لولا أن قامت »الكرامة«، ويتحقق ذلك بمضيها فى أهدافها، وإعادة بناء قواتنا المسلحة، وتأسيس نظام ديمقراطي، وأؤكد مرة أخرى أنه لا طموح لدى فى السلطة، خصوصاً فى هذه الظروف التى تمر بها بلادي، وسبق أن أعلنت ذلك عندما قال لى مصطفى عبد الجليل لأن الإخوان يقولون إننى أريد الكرسى فقلت لهم فى اجتماع للمجلس الانتقالى وبه عدد من الإخوان إننى تحركت من أجل شعب ليبيا ولا أريد منصباً.

كم انضم إليكم من عناصر الجيش الليبي؟

أغلبية عناصر الجيش سواء من الجنود أو الضباط وصف الضباط من منتسبى الجيش الليبى السابقين، هم قوام الجيش الوطنى الليبى لحفظ الأمن وضبط الحدود لمنع تسرب العناصر الغريبة من دول الجوار إلينا، وأيضاً لمنع تصدير الإرهاب من عندنا إلى دول الجوار.

وهل تمت بينكم وبين هذه الدول اتصالات أو حصلتم على مساعدات لأجل ذلك ؟

حتى الآن لم يقدم لنا أحد مساعدات سواء من الغرب أو الشرق، ولم يصل إلينا شيء، ونحن إلى الآن لم نطلب، وعلى هذه الدول أن تقدر ما إذا كان تأمين حدودها معنا يتطلب تقديمها مساعدات أم لا، لأننا لن نطلبهم ليساعدوننا، وليس هناك اتصالات مع قادة هذه الدول .

وذكرنا مراراً أن الإرهاب عدو مشترك لنا جميعاً فى المنطقة العربية وللعالم كله وخطر عليه، وخصوصاً مصر وتونس والجزائر، ومصر بالدرجة الأولى ، لأن الإخوان وهم المكون الرئيسى فى المؤتمر الوطنى العام، يضمرون شراً بمصر ويدعمون التكفيريين الذين أيضاً لهم حلم السيطرة على مصر، فيجمعون العناصر من كل مكان فى إفريقيا وشتات آخرين من بقاع أخرى فى العالم لتثبيت أقدامهم عسكرياً، ثم التحكم فى ليبيا، وبعدها يسخرون كل إمكانيات بلادنا المالية لضرب مصر، وهم يعملون الآن على تدريب عناصرهم وتسليحهم جيداً ضد الجيش المصري.

وما سبب تخلى القذافى عنك بعد أسرك فى تشاد؟

رغبة فى التخلص منى بعد ازدياد شعبيتى فى المنطقة الشرقية وطبرق خصوصاً نتيجة علاقات الود المتبادل مع القبائل والزملاء من أبناء المنطقة، والسبب الثانى اعتقاده بأن إنكاره لوجود قوات ليبية فى تشاد سينجيه من العقوبات الدولية، وانقلاب الموقف الدولى ضده، وكنت مع زملائى من الضباط والجنود من دفع الفاتورة وتحمل الحساب، وهذا ما يؤكد صلابتنا واستعدادنا للتضحية بأرواحنا مرة أخرى فى سبيل«كرامة« ليبيا، والحفاظ على وحدتها واستقرار شعبها.

هناك اتهام بأنك سقت الجنود الليبيين إلى حرب تشاد ليُقتلون ويُؤسرون ويُفقَدون فيها؟

حرب تشاد استمرت لسنوات بدأت من 1973 وحتى 1987 ، ولكن السنوات السبع الأولى كانت عبارة عن مناوشات ومساعدات ودعم بقوات صغيرة لدعم جبهة كوكونى واداي( عُرِف فى مصر باسم جيوكونى عويض)، ولكن عندما تحركت عام 1980 شكلت قوة وتحركت بها، وخلال شهرين استطعنا احتلال تشاد كلها والسيطرة على العاصمة »انجامينا« ونزعنا حسين حبرى ، ونصبنا كوكونى واداى بدلاً منه رئيساً، وكانت قواتنا المسلحة آنذاك أقوى قوة فى المنطقة..بعدها حاول القذافى إعادة الكرة مرة أخرى بعد تغييرات فى موازين القوى وتدخل فرنسا، وإعادة حسين حبري، وبدأت القوات تتجمع من فرنسا وكل إفريقيا جوية وبرية، ووصلت إلى 20 ألف جندى مقابل 4 آلاف ليبى كانوا موجودين، وقتها كنت أعارض القذافى فى العودة إلى تشاد عندما طالبنى بذلك، لأننى لم أكن أرغب فى تعريض جنودنا لما تعرضوا له، لإدراكى بحكم خبرتى العسكرية أن الميزان لم يعد فى صالحنا، ولكن القذافى أصرَّ وألحَّ فى طلبى لقيادة الجيش فيها، وخصوصاً أن كل التقارير كانت تؤكد ضعف موقف قواتنا هناك، مما اضطرنى لقبول قيادة هذه الجبهة ، ولكنه«المقبور« لم يوفر الدعم لقواتنا ورفض منحنا غطاء جوياً، وتركنا فى العراء، مما كانت نتيجته استشهاد العديد من الجنود والضباط، وأسر آخرين، وكنت أنا واحداً من الأسري، عانيت ما عانوه، وبذلك فقد كنت أحد ضحايا هذه الحرب، ويشهد كثير من جنودنا كم تحملت وضحيت معهم لإنقاذ المئات منهم من الموت، عكس هذه الدعاية السخيفة التى يطلقها الإخوان والتكفيريون ضدى .

صرح مفتى ليبيا الصادق الغريانى بأن من يُقتل من أنصار الشريعة وغيرهم فى مواجهة مع جيش حفتر فهو شهيد، وعلى ذلك فأنتم مارقون أو باغون من وجهة نظر المفتي..فما تعليق سيادتكم؟!

أولاً: هذا الرجل من »القاعدة« وقد اتخذ مواقفها دائماً منذ سقوط »المقبور«معمر..ثانياً: هو عميل لـ«قطر«وبشكل علنى وهو القائل (من لا يشكر قطر فهو أخسّ من الكلب) رغم كل ما دبرت قطر لتدمير الدولة الليبية، والسيطرة عليها من خلال التكفيريين وجماعة الإخوان الإرهابية..ثالثاً: هذا الرجل أعور، لايرى الدنيا إلا بعين واحدة، ونحن نريد مفتياً يعرف الله ويعرف العقيدة جيداً، ويرى الدنيا بعينين سليمتين.. ونتيجة عمالته لأطراف داخلية وخارجية، وازدرائه لأبناء شعبنا الليبى المسلم، لايصح أن يكون هذا مفتياً له، ولم يكره الشعب الليبى شخصية مفت على تاريخه مثلما كره هذا الرجل وفتاواه اللادينية، ونحن نحارب التكفيريين لحماية الإسلام والمسلمين فى ليبيا.

 

-الأهرام المصرية