لم يلق أحد من الداخل أو الآخر بالا  لما إدعاه وزير داخلية حكومة فائز السراج من أن الجيش الوطني الليبي إستعمل غاز الأعصاب ضد الميلشيات والمرتزقة في محور صلاح الدين ، أحد أكبر الأحياء بجنوب طرابلس ، ما عدا سفير بريطانيا السابق لدى ليبيا بيتر ميليت المعروف بقربه من جماعة الإخوان والذي طالب بفتح تحقيق فوري في تلك الإدعاءات
وكان فتحي باشاغا ، وهو أحد الساعين لخلافة السراج في طرابلس مدعوما بميلشيات مصراتة ومرتزقة أردوغان ، حاول استهداف القوات المسلحة التي يقودها المشير خليفة حفتر، بجمعه بين تهمتين تثيران غضب الدول الغربية بالأساس، وتتبرران الغزو التركي، وهما اعتماد الجيش على مرتزقة روس وإستخدامه لغازات محركة دوليا ، في استدعاء مباشر للحالة السورية
وردت مصادر مطلعة في العاصمة طرابلس ، ادعاءات باشاغا الى أسباب عدة ، أبرزها محاولة إثناء مرتزقة أدروغان المستقدمين من الشمال السوري  عن تمردهم على أوضاعهم الحالية وإصرارهم على العودة الى بلادهم ، وذلك من خلال العمل على إقناعهم بأن الحرب في ليبيا هي إمتداد للحرب في سوريا ، وأن إنتصارهم في  ليبيا يعني الثأر من موسكو وحلفائها ، والانتقام من دعمها لنظام بشار الأسد.

خداع

وأكدت المصادر أن أغلب المرتزقة باتوا يعلنون صراحة بأنهم تعرضوا للخداع من قبل المخابرات التركية التي أقنعتهم بأنها ستنقلهم الى ليبيا لمقاتلة قوات روسية تدعم المشير خليفة حفتر ، وأنهم سيحصلون مقابل ذلك على رواتب شهرية تقدر بألفي دولار لكل منهم ، لكنهم إكتشفوا أن وجود مرتزقة روس يقاتلون الى جانب الجيش ليس سوى كذبة الهدف منها إثارة التعاطف الداخلي والخارجي مع ميلشيات الوفاق ، خصوصا وأنه لم يحدث أن تم خلال عام كامل من عملية « طوفان الكرامة » أن تم الإعلان عن مقتل أو أسر أحدهم ، فيما غابت الرواتب منذ ثلاثة أشهر ، وتبين أن شركة « صادات » الأمنية المقربة من حزب العدالة والتنمية ونظام أدروغان هي التي تستحوذ بالكامل  على الأموال المخصصة للمسلحين السوريين
ونفى الجيش الليبي بقوة استخدام الغازات السامة في المعارك ضد قوات حكومة الوفاق الوطني جنوب طرابلس، واعتبر  أن اتهامه بذلك ليس سوى ذريعة  لتدخل جوي تركي، داعيا فتح تحقيق دولي في هذا الأمر.وقال المتحدث باسم القيادة العامة اللواء أحمد المسماري، إن “الغزاة الأتراك وعن طريق عملائهم الخونة في حكومة السراج، يبثون إشاعات مفادها استخدام غازات سامة من قبل الجيش الوطني الليبي في محور صلاح الدين ، لكن بعد تحليل أهداف هذه الإشاعات الخبيثة يتضح لنا بحث العصابات الإرهابية عن ذريعة لإقناع الرأي العام بتدخل القوات الجوية التركية بالطائرات المقاتلة وذلك بجانب بحثها عن حجة لاستخدام الغازات السامة لاستهداف مواقع الجيش الوطني”.



وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة خالد المحجوب أن النظام التركي يحاول التغطية على جرائمه ضد المدنيين في ليبيا وعلى التمرد الحاصل في صفوف مرتزقته ، بفبركة مزاعم كالتي إستعملها الجماعات الإرهابية الموالية له في سوريا ، حيثما وكلما تعرضوا الى هزيمة ، زعموا الى الطرف المقابل إستعمل الغازات المحرمة دوليا ضدهم لإستجداء التعاطف الدولي
وأضاف أن العالم لم يعد يأخذ مزاعم المرتزقة والميلشيات بعين الإهتمام ، وهي لا تجد أي صدى لها إلا في ابواق الإخوان والقوى الداعمة لهم ، لافتا الي الحديث عن وجود مرتزقة روس يقاتلون الى جانب الجيش الوطني ، ليس أكثر من فزاعة للتحريض ضد القوات المسلحة ، وضد الأغلبية الساحقة من الشعب الليبي الرافضة لحكم الميلشيات والعزو التركي
وكان رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، كشف عن وجود حالة تمرد غير مسبوقة في صفوف المقاتلين السوريين الذين دفعت بهم أنقرة إلى ليبيا لمواجهة الجيش الليبي في إطار دعمها لحكومة فايز السراج ،مشيرا الى إن التمرد جاء بعد أن شعر المقاتلون السوريون أن أردوغان تخلى عنهم، مضيفاً أن المقاتلين السوريين باتوا يشعرون اليوم بأنه قد تمّ توريطهم من قبل أردوغان في مستنقع الحرب بليبيا التي لا ناقة لهم فيها ولاجمل.
وفي الأثناء، فضحت اعترافات لعشرات من مرتزقة أردوغان الذي اعتقلهم الجيش الوطني  في محاور القتال بجنوب طرابلس وجنوب وشرق مصراتة، أن الأتراك أقنعوهم بأنهم سيذهبون الى ليبيا لإنقاذ شعبها من حرب أبادة ، ينفذها مرتزقة روس ، لمحاربة الإسلام ، لكنهم اكتشفوا أن ذلك لم يكن سواء ادعاءات للدفع بهم إلى محرقة ليبيا، حيث لم يجدوا أمامهم في جبهات القتال إلا قوات مسلحة ليبية