بدأت شركة صينية، الإثنين الماضي، العمل في شق قناة بقيمة 50 مليار دولار، عبر دولة نيكاراجوا، لمنافسة قناة بنما.

ويعود "حلم القناة" في نيكاراغوا إلى 200 عام مضت، وفي 13 يونيو 2013 وافق برلمانها على مخطط إنشاء القناة، وفي 7 يوليو 2014، وافقت لجنة مسؤولة عن القناة على خريطة طريق ومخطط المشروع.

ووفقا لمخطط المشروع، تنبع القناة من نهر بونتاجور على ضفاف الكارييبي، ثم تدخل بحيرة نيكاراجوا، ثم تصب في نهر بريتو على المحيط الهادئ، ويبلغ طولها 280 كلم، وتمثل 3 أضعاف طول قناة بنما.

ومن المقرر أن يشارك 50 ألف شخص في بناء القناة الهائلة، التي تربط المحيط الهادئ بالبحر الكاريبي، ويستغرق المشروع 5 سنوات، وهي نصف المدة التي أنهت فيها الولايات المتحدة قبل مئة عام، بناء قناة بنما، التي تعتبر واحدة من أعظم الإنجازات الهندسية في القرن العشرين، وتمتد على مسافة 80 كيلومترا.

وكانت نيكاراجوا قد سعت إلى بناء القناة الأولى عبر أمريكا الوسطى على أراضيها، بدلا من بنما، لتعود اليوم إلى الظهور كمنافس معاصر.

ومن المقرر أن يتم حفر القناة الجديدة لتستوعب السفن الحديثة الكبيرة، التي تفضّلها شركات الشحن العالمية، وتستطيع حمل ما يصل إلى 25 ألف حاوية، وهو ما يزيد كثيرا على القدرات الحالية لقناة بنما، والتي لا تستطيع استيعاب سوى السفن التي تحمل خمسة آلاف حاوية.

وسيشمل مشروع القناة الجديدة المثير للجدل، بناء مطار دولي، وإقامة منطقة تجارة حرة بمرافق سكنية وسياحية، علما أن نيكاراجوا أبقت على الدراسات الفنية والبيئية والمالية للقناة سرا.

خبير المياه العالمي ورئيس جامعة المنوفية الأسبق، الدكتور مغاوري شحاتة، أكد حسب "دوت مصر" عدم وجود تأثيرات سلبية لحفر القناة الجديدة على قناة السويس، خاصة وأن قناة السويس حلقة وصل لربط الشرق الأوسط بالغرب، بينما قناة نيكاراجوا تخدم مناطق بعيدة عن تلك التي تخدمها قناة السويس.

وأضاف أن قناة السويس لها امتيازات كثيرة ومتعددة، من بينها طريقها المستقيم الذي يسهل سير السفن فيها، ما يجعل منافستها أمرا صعبا بخلاف قناة بنما التي ستكون قناة نيكاراغوا منافسا قويا لها.

من جانبه، قال رئيس هيئة قناة السويس، الفريق مهاب مميش إن الهيئة بدأت في تقييم آثار شق قناة جديدة في "نيكاراجوا" للربط بين المحيطين الهادئ والبحر الكاريبي.

وأكد أن قناة السويس ستظل القناة الأم للربط بين الشرق والغرب، موضحا أن هناك نموا متزايدا في حركة التجارة، وهو ما يحتاج لتطوير العمل في القناة لاستيعاب هذه الزيادة.

في نفس السياق، أكد عضو المعهد العربي الأوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية، دكتور عادل عامر، أن ممر قناة السويس موقع لا يتكرر في أي مكان، ويعد أكبر منطقة خدمات لوجستية في العالم، ولن ينافسه في ذلك أحد.