قال القيادي في حماس أسامة حمدان الذي يتخذ من العاصمة اللبنانية مقرا له، إن السلطات المصرية منعت وفدا من حركته من دخول مصر والذهاب إلى تونس للمشاركة في مؤتمر دولي حول فلسطين.

وأوضح حمدان، في تصريحات بُثت أمس في تونس، أن مصر “لم تقدم أي توضيحات عن أسباب المنع”.

وأعرب عن أسفه لهذا القرار المصري المتعلق بمنع فلسطينيين من العبور إلى دولة عربية، “منهم موسى أبو مرزوق ومحمود الزهار اللذين كان يُفترض أن يزورا تونس بمناسبة ذكرى العدوان الإسرائيلي على مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط يوم 01 أكتوبر 1985”، على حد تعبيره.

ورأى مراقبون أن تصريحات مسؤول العلاقات الدولية في المكتب السياسي لحماس، ليست بريئة، وإنما هي مُحاولة لدق إسفين جديد في العلاقات بين تونس ومصر التي مازالت تُعاني من مُخلفات مواقف وتصريحات الرئيس المؤقت منصف المرزوقي، وحركة النهضة برئاسة راشد الغنوشي التي عكرت صفو تلك العلاقات في وقت سابق.

واعتبروا أن توقيت هذه الاتهامات الذي تزامن مع بروز مؤشرات حول انفراج العلاقات التونسية المصرية، يُثير جملة من التساؤلات حول الجهة التي لها مصلحة في استمرار توتر العلاقات بين تونس والقاهرة. 

وشهدت العلاقات التونسية-المصرية خلال الفترة الماضية توترا لافتا بسبب التصريحات والمواقف المتكررة لرئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي، والرئيس المؤقت منصف المرزوقي التي تضمنت تدخلا سافرا في الشأن الداخلي المصري.

غير أن ما شد انتباه المراقبين هو ما ورد على لسان القيادي في حركة حماس محمود الزهار الذي زعم أسامة حمدان أن السلطات المصرية منعته من المرور، من كلام يتناقض مع ما ذهب إليه حمدان، حيث بدا أكثر واقعية عندما تحدث عن تغير إيجابي في العلاقات بين القاهرة وحماس، حسب صحيفة العرب.

وقال الزهار الذي يُعد واحدا من صقور حماس في تصريحات صحافية، إن “هناك اختراقا وتغيرا إيجابيا واضحا في علاقات حماس مع مصر”.

ولم يتردد في التأكيد على أن حركة حماس “تُقدر وتحترم الدور المصري بغض النظر عمن يحكم مصر”، لافتا في هذا السياق إلى أن حركته “راجعت علاقتها مع مصر، حيث التقى وفدها لمفاوضات تثبيت التهدئة مع إسرائيل، يوم الجمعة الماضي، مع الجانب المصري في جلسة استمرت ساعتين ونصف الساعة تمت خلالها مناقشة كافة القضايا العالقة وإحداث اختراق في العلاقات وتحديد جلسة لمناقشة بقية المواضيع بعد شهر”.

وبحسب المُحللين، فإن التناقض بين موقفي القياديين في حماس، يعكس حالة التخبط التي تعيشها الحركة التي تباينت مواقف قادتها واختلفت بشكل لافت بشأن جملة من المسائل الجوهرية، منها العلاقات مع مصر، ومسألة التفاوض مع إسرائيل.