أكد المحلل السياسي التونسي بسام حمدي أن توتر العلاقات بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية بدأ منذ اتخاذ الرئيس قيس سعيد قرارات أنهت فترة الإسلام السياسي وأخرجت حركة النهضة الإسلامية من الحكم فيما تريد الولايات المتحدة الدفاع عن هذه الحركة وبين حمدي في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن الولايات المتحدة تدعم الإسلام السياسي في تونس لأنه دائما ما يخدم مصالحها.

إلى نص الحوار:

كيف تقرأ أسباب توتر العلاقات التونسية الأمريكية في الفترة الأخيرة؟

الواضح أن العلاقات بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية توترت خلال الأشهر الأخيرة خاصة منذ 25 يوليو 2021 حيث أقر الرئيس قيس سعيد إجراءات جديدة وبالتالي توترت العلاقات بين البلدين بسبب دعم السياسة الخارجية الأمريكية لما يسمى بالإسلام السياسي.

الولايات المتحدة لاحظت أن قرارات قيس سعيد أنهت فترة الإسلام السياسي وأخرجت حركة النهضة الإسلامية من الحكم لذلك تريد الدفاع بقوة سياسية عن حركة النهضة والفترة التي سبقت إجراءات 25 يوليو، ويمكن القول إن الدعم الأمريكي للإسلام السياسي سببه أن الإسلام السياسي دائما ما يخدم مصالح الخرجية الأمريكية في عدة جوانب حيث تقوم الأحزاب الإسلامية بالتواطؤ خارجيا مع كل ما تنفذه الولايات المتحدة على غرار ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط خاصة في القضية الفلسطينية كما أن أحزاب الإسلام السياسي لا تعلن معاداة ما يقوم به الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية لذلك فهي طيعة بخصوص سياستها الخارجية بالإضافة إلى تعامل حركة النهضة مع بعض المسؤولين الأمريكيين ومنحهم أموال لدعمهم في بعض الأزمات وخير دليل على ذلك أن حركة النهضة الإسلامية وحزب قلب تونس قبل الانتخابات التشريعية عام 2019 أبرموا عقود لوبي مع شخصيات أمريكية وبريطانية حتى تدعمها في الأزمة. 

الولايات المتحدة انتقدت الاستفتاء على الدستور في تونس وهو ما رفضته الأخيرة واعتبرته تدخلا في شؤونها.. هل تتوقع مزيدا من التصعيد بين الجانبين؟

أعتقد أن التصعيد الأمريكي تجاه الأزمة التونسية سيتضح خلال الأشهر القادمة على الصعيد الاقتصادي حيث ستحاول السياسة الخارجية الأمريكية الضغط على تونس اقتصاديا عبر ممارسة خطة تضييق الخناق الاقتصادي وعدم منح تونس قروض وهبات على غرار تعطل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي حيث أن المؤسسات الكبرى الدولية المانحة تتحكم فيها لوبيات نافذة تقودها شخصيات أمريكية.

معنى ذلك أنك تتوقع آثارا وخيمة لتوتر العلاقات على الاقتصاد التونسي.. أليس كذلك؟

الضغط الأمريكي على السلطة التونسية سيكون له تأثير كبير في تونس سيتجلى على المستوى الاقتصادي بحيث ستصبح مؤسسات التصنيف الدولية والمؤسسات المالية المانحة على غرار صندوق النقد الدولي وكذلك البنك الدولي تتعامل مع تونس بالكثير من الشروط التي تتمثل في الضغط على البلاد لاتباع إجراءات اجتماعية مجحفة حتى تظهر للشعب التونسي أن السلطة القائمة حاليا لا تراعي القدرة الشرائية للتونسيين ولا تتماشى مع مطالب التونسيين.

برأيك لماذا تصر الولايات المتحدة على التدخل في الشؤون التونسية؟ 

الهدف من هذا التدخل هو محاولة إعادة حركة النهضة ولوبيات المال السياسي إلى السلطة في تونس حيث تريد الولايات المتحدة دائما أن يكون لها شخصيات نافذة في منطقة شمال إفريقيا وتكون تحت إمرتها وتتقيد بتنفيذ المخطط الاستراتيجي الأمريكي في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

إلى أي مدى تخشون من تأليب مواقف الدول الغربية أيضا تجاه العملية السياسية في تونس؟

لقد حدث ذلك بالفعل حيث لاحظنا تواتر البيانات الصادرة عن دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منذ 25 يوليو حيث تصر هذه الدول على الإطاحة بنظام رئيس الجمهورية قيس سعيد لأنها تعتبره غير طيع بالنسبة لها كما أن مواقفه المعلنة ضد الكيان الصهيوني هي التي تجعل الدول الغربية تضغط عليه.

ما أبعاد هذا التوتر في العلاقات.. وهل من سبيل لاحتوائه في المستقبل القريب؟

يمكن القول إن توتر العلاقة بين تونس والولايات المتحدة سيكون له تبعات كبيرة بحيث سيتقلص الدعم العسكري وكذلك الدعم المخابراتي لتونس في مجال مكافحة الإرهاب كما يمكن أن تتخوف تونس من تحريك لوبيات كثيرة متورطة في الفساد المالي والإرهاب.