انتقد نشطاء جزائريون على شبكات التواصل الاجتماعي، أوبرا غنائية أطلقها 60 فنانا لدعم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (77 عاما) لولاية رابعة.

الأوبرا الغنائية شارك فيها 60 فنانا جزائريا بقيادة المطرب العالمي "الشاب خالد" ومشاركة نجم كرة القدم السابق لخضر بلومي، بعنوان "تعاهدنا مع الجزائر" وهو شعار حملته بوتفليقة الانتخابية، وتم نشر "مقطع الفيديو" الرسمي لها على حساب بوتفليقة بموقع يوتيوب لتشارك الفيديوهات في 30 مارس/آذار الماضي.

ولم يمر هذا الحدث الفني الذي كان "بنكهة سياسية" دون أن يخلف جدلا كانت شبكات التواصل الاجتماعي مسرحا له؛ حيث شن نشطاء معارضون لاستمرار بوتفليقة في الحكم، حملة سخرية من "مقطع الفيديو" على مواقع التواصل الاجتماعي، حثوا من خلالها رواد الإنترنت على تسجيل رفضهم للأوبرا عبر الضغط على خيار "لم يعجبني" على يوتيوب.

وأدت هذه الحملة الرافضة لأوبرا الفنانين الجزائريين إلى تسجيل أكثر من 10 آلاف و500  علامة "لم يعجبني" حتى عصر اليوم في وقت سجل 1700 شخص فقط إعجابهم بالأغنية على صفحة بوتفليقة على الموقع.كما انتقد النشطاء الفنانين المشاركين في الأوبرا، داعين إياهم إلى الوقوف "موقف الحياد في السباق الانتخابي".

وبصفة عامة، حقق مقطع الفيديو، حتى اليوم الثلاثاء، أكثر من 350 ألف مشاهدة كما تم تداوله على نطاق واسع على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بين مؤيدين لبوتفليقة.وفي الوقت الذي أشاد فيه مساندو بوتفليقة بهذه "الهدية الفنية" للرئيس نظير ما قدمه للبلاد، أطلق معارضوه انتقادات للمشاركين في الأغنية في تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي تصفهم في مجملها "بالتملق".

و كان ملك الراي الجزائري الشاب خالد قد أعلن في وقت سابق عن  دعمه وتأييده للرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" للترشح لفترة رئاسية رابعة، ووجه انتقاده للرافضين لذلك.ومن جهته أكد أن إنجازات "بوتفليقة" خلال فترات حكمه الثلاث كانت إيجابية واستطاع أن يجلب السلام والتغيير لـ"الجزائر".

وقال "خالد" إن "بوتفليقة" جعل "الجزائر" بلدا سعيدا فما هو الضرر من أن نترك رجلا ساهم في إحلال السلام ببلدنا وأدخل عليها الكثير من التغييرات في أن يترشح لفترة رئاسة رابعة؟.وقد طالب "ملك الراي" المعارضين لترشح "بوتفليقة" مجدداً أن يتركوا للشعب حرية التصويت يوم 17 أبريل القادم ليقول كلمته.وأشار "خالد" إلى أن "بوتفليقة" هو الرئيس الجزائري الذي ساهم في إحداث تغيير في "الجزائر" وتمكن من شطب ديونها.

وتجرى الانتخابات الرئاسية الجزائرية في 17 أبريل/نيسان الجاري.ويشار إلى أن بوتفليقة، أوكل مهمة إدارة حملته الدعائية لانتخابات الرئاسة التي انطلقت يوم 23 مارس/آذار، إلى رئيس الوزراء السابق عبد المالك سلال بسبب عدم تعافيه التام من المرض.

وتعرض الرئيس الجزائري لوعكة صحية نهاية أبريل/ نيسان الماضي نقل على إثرها للعلاج بفرنسا، لكن بعد عودته للبلاد في يوليو/ تموز الماضي، واصل ممارسة مهامه في شكل قرارات ورسائل ولقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة وضيوف أجانب يبثها التلفزيون الرسمي دون الظهور في نشاط ميداني يتطلب جهدًا بدنيًا.وظهر بوتفليقة خلال إيداع ملف ترشحه لدى المجلس الدستوري يوم 3 مارس/ آذار الماضي، في صور بثها التلفزيون الرسمي وهو جالس كما أنه ظهر عاجزا عن الكلام بطلاقة رغم نطقه ببعض الكلمات حول قراره بالترشح في حديثه لرئيس المجلس مراد مدلسي.