تثير حملة "كن رجلا ولا تترك نساءك يخرجن بلباس فاضح" جدلا وردود أفعال واسعة النطاق من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في المغرب. ولقد انتقد الكثير من المغاربة الحملة التي تدعو الرجال إلى منع نسائهم من الخروج في فصل الصيف بملابس " ضيقة فاضحة" على حد تعبير من أطلقوا النداء.
وبحسب صحيفة تيل كيل الإلكترونية فإن الحملة أطلقت على صفحة في فيس بوك عنوانها "الحملة الوطنية للمطالبة بالبنك الإسلامي الحقيقي في المغرب".
ونشرت الصفحة، في التاسع من تموز/يوليو هاشتاغ "#كن_رجلا"، معززا بمنشورات وصور تدعو الرجال إلى منع النساء من ارتداء ملابس البحر خلال فصل الصيف لأنها نموذج "العري والتبرج" الذي ينتقص من "رجولة" الأزواج والإخوة.
ويدعو أحد منشورات الصفحة الرجال إلى الوصاية على النساء في الشواطئ قائلا: "امنع نساءك وبناتك من التعري في الشواطئ والمسابح أمام الرجال"، فيما يزعم منشور آخر أن "جزءا كبيرا من رجولة الرجل يظهر في ملابس زوجته، فانظر إلى زوجتك وستعرف إلى أي مستوى وصلت رجولتك".
ولاقى المنشور الذي أعلن عن إطلاق الحملة إعجاب أكثر من ثلاثة آلاف شخص على فيس بوك وتشاركها أكثر من 13 ألفا فيما لم تحظ باقي المنشورات على الصفحة بنفس التفاعل.
الحملة انتشرت في باقي الصفحات المحسوبة على التيار المحافظ في المجتمع، وجاءت عليها ردود أفعال بين مؤيد ومعارض. فقد رأى فيها البعض تكريسا لدور الرجل داخل أسرته وحماية للنساء.
وتبدو الحملة تقليدا لحملة مشابهة في الجزائر حملت نفس الاسم عام 2015 وانتقدها الجزائريون بشدة.
انتقادات وسخرية
ورأى كثيرون في الحملة التي أطلقها سلفيون إهانة للمرأة المغربية. وتنوعت الآراء بين من يرى فيها تدخلا في الحياة الخاصة للنساء، ومحاولة "لفرض الوصاية عليها" وبين من يرى أنها "خطوة إلى الوراء" وتعبير عن الميزوجينية (احتقار النساء) وعن "وجهة نظر أصولية".
وفيما تناول كثيرون من مرتادي الشبكات الاجتماعية الموضوع بجدية، منتقدين النزعة المحافظة لمثل هذه الدعوات، لجأ كثيرون إلى السخرية منه.
واستعمل ناشطون عبر فيس بوك هاشتاغ "#كن_رجلا"، لدعوة المغاربة إلى "اقتسام الأعباء المنزلية" ومساعدة زوجاتهم في تربية الأطفال بدل التركيز على ملابسهن. فيما كتب آخرون "كن رجلا واهد زوجتك مايوه سباحة".
وكتب البعض أن مواضيع أخرى أكثر أهمية وأجدر بأن يتم الاعتراض عليها "برجولة" كالمشاكل في التعليم والصحة والعمل والسياسات العامة.
جدل سنوي
وتكرر الجدل حول ملابس النساء، مرارا خلال الأعوام الماضية في المغرب محدثا انقساما بين التيارين المحافظ والحداثي.
وكان عمر القزابري إمام مسجد الحسن الثاني في مدينة الدار البيضاء المغربية قد أطلق حملة مشابهة في صيف 2016، جلبت عليه الكثير من الانتقادات قبل أن يتراجع عنها.
أما الداعية عبد الله نهاري، المعروف بخطبه الحادة، فقد ربط في عام 2014 بين زلزال خفيف ضرب مدينة الحسيمة (شمال شرق المغرب) وبين "العري" في الشواطئ ملمحا إلى أنها "غضب إلهي".
وفي عام 2015، قامت مجموعة من البرلمانيات بالاحتجاج داخل مجلس النواب المغربي إثر اعتداء على شابات بسبب ملابسهن. وطالبت آنذاك البرلمانيات وزير العدل السابق مصطفى الرميد بفرض احترام القانون وحق النساء في ارتداء الزي الذي يرينه مناسبا لهن.
ولقد أقر البرلمان المغربي في شباط/فبراير 2018 قانونا يجرم العنف ضد النساء. ورغم تحقيق العديد من المكاسب الإيجابية على المستوى التشريعي، فإن المنظمات الحقوقية والنسائية ترى أنه ما زالت المرأة المغربية عرضة للممارسات العنيفة.