تمكنت العديد من الكفاءات الشبابية الجزائرية، من إثبات قدراتها وكفاءتها داخل الجزائر وخارجها، وقدمت مهارات ومستوى عال من الجهد البناء المسخر لخدمة البشرية، ومن بينها الدكتور الشاب محمد بهلول، الذي شغل عدة مناصب واضطلع بعدة مهام في عدة مجالات، فبعد حصوله على شهادة الدكتوراه في السياسة والعلاقات الأممية، كان له نشاط وعمل كبير إقليميا ودوليا، سمح له بتبوأ عديد المناصب والمسؤوليات.

وبمناسبة اعتماده في العشرين سبتمبر/أيلول الماضي، كمدير إقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا للصليب الأزرق والهلال الأزرق الأممي بالأمم المتحدة، أجرينا هذا الحوار لنتعرف أكثر على مهامه وأدواره الكبيرة على المستوى المحلي والإقليمي، والأهداف التي يأمل أن يحققها في منطقتنا العربية والمغاربية بالخصوص.


البوابة الإفريقية: الدكتور محمد، كيف تعرف بنفسك لرواد وقراء بوابة إفريقيا الإخبارية؟

أولا وقبل كل شيء شكرا لكم على اتاحة هذه الفرصة للحديث والنقاش، وكذا التعريف بهذه المنظمة التي قد يجهلها الكثير من إخواننا في الجزائر ومنطقتنا المغاربية والعربية، وهي الصليب الأزرق والهلال الأزرق الدولي، ونتناول أهم الأهداف التي يمكن أن نساعد بها بلداننا ومجتمعاتنا للنهوض بالقيم الانسانية والانسان على حد سواء.

المستشار محمد بهلول كما تفضلتم، خريج المدرسة الجزائرية وأتممتها بحصولي على شهادة الدكتوراه في السياسة والعلاقات الأممية، رئيس سابق لممثلية الجزائر للمحكمة الدولية لفض وتسوية النزاعات بنلدن، بعدها بعثت سفيرا للسلام الدولي لدى صندوق الأمم المتحدة للتنمية في مجال العلاقات الدبلوماسية، من طرف المجلس التنفيذي العربي الإفريقي للاستثمار والتنمية المستدامة والمؤسسة الدولية الدبلوماسية لبرنامج الزمالة المهنية (م. د. د. ب-فيينا) بألمانيا، بالمركز الاستشاري و المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، و سفيرا لمؤسسة الصليب الأزرق والهلال الأزرق الدولي بالمركز الاستشاري والمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة، وتمت تعيني بعد تزكيتي في مؤتمر رقمي خاص بالمدراء المحليين في 20 سبتمبر/أيلول 2021، مديرا إقليميا للهلال الأزرق الدولي بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك بعدما كنت مديرا للهلال الأزرق الجزائري منذ سنة 2020.


البوابة الأفريقية: متى تأسس الصليب الأزرق والهلال الأزرق الدولي، وماهي أنشطته، وأهدافه الدولية، والإقليمية؟

تم تأسيس منظمة الصليب الأزرق والهلال الأزرق الدولي في السابع من شهر أوت/ أغسطس عام 2015 بالعاصمة نيودلهي بجمهورية الهند حسب قانون تسجيل المنظمات الدولية XXI 1860 تحت رقم التسجيل: S-E /682/2015.

وتحوز المنظمة على الصفة الاستشارية بالمجلس الاستشاري لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة DESA، ومسجلة لدى الاتحاد الأوروبي في لجنة البحث والتطوير بالاتحاد، كما انها مرتبطة بحركة السلام العالمي ولجنة السلام العالمي التي تضم 202 دولة والتي مقرها دولة إندونيسيا.

أسس المنظمة العديد من الشخصيات المعروفة والشهيرة، والتي لها تجارب مهمة في مختلف المجالات العلمية والثقافية، الصحية، الاجتماعية، التجارية، القانونية، السياسية، عمليات السلام الدولي وحقوق الإنسان.

بالنسبة للأهداف أولا، ان سمحت. تبحث المنظمة عن المساهمة في رفاهية وتنمية المجتمعات، وذلك من خلال تنمية شباب متفتح يكون حامل للقيم الإنسانية، ويفيد في تضميد جراح الأفراد والمجتمعات المغدورة والمظلومة في جميع دول العالم، ويساعد على تلبية حاجاتهم التعليمية والسكنية، الصحية، الاجتماعية، الثقافية والاقتصادية. وكذا التعاون والمساهمة مع المؤسسات والمنظمات الإنسانية الدولية والمحلية لتحقيق أهداف منظمة الأمم المتحدة.

وباختصار يمكن القول إننا نعمل على مساعدة الكادر الشبابي، في الوصول إلى الاهداف الإنسانية النبيلة، باستخدام مواهبهم في خدمة الإنسانية والوصول إلى فضيلة الخدمة البشرية.

ومن هنا تظهر رؤية المنظمة، التي بنيت على أساس الاستمرار في تقديم المساعدة والعدم والحماية، لإخوتنا المظلومين والفقراء والمضطهدين في جميع أنحاء العالم، وإغاثة شعوب العالم المنكوبة ومؤازرتها في المحن والشدائد.

أما بخصوص أنشطة منظمتنا فهي عديدة ومتعددة وتتكيف على حسب الحالة والمنطقة على نتواجد بها، فهي تنطلق من الأنشطة التعريفية بالحقوق والمساواة وعدم التمييز بين البشر، والاهتمام بالقيم المجتمعية، وتنمية ثقافة التعاون والاصلاح، الى الاهتمام بأعمال البحث والتطور والمجالات العلمية، الأنشطة التثقيفية والتوعوية العامة.

كما أننا نقوم بالعديد من الحملات والدورات والتكوينات والمشاريع، لتحقيق برامج متعددة، أغلبها برامج تعكس سياسة الأمم المتحدة عبر دوائرها ومنظماتها الانسانية، لهذا يمكن القول إن دورنا الميداني هو دور مكمل لمجهودات الأمم المتحدة في تحقيق قيمها الانسانية عامة، وبالإضافة الى ذلك نقدم الاستشارة اللازمة لتحقيق برامجها، ونتابع تنفيذها في إطار عمل تقييمي رقابي لسير الأنشطة الأممية.


البوابة الإفريقية: دكتور محمد من خلال مسارك هذا وأهداف منظمتكم يظهر جليا، أن لك رؤية شخصية لنموذج شباني حامل لقيم إنسانية عالمية، تسعون لتكوينه ونسخه محليا وإقليميا.

نعم، طبعا لدينا طموح وأمل في إعداد وتكوين جيل واعد من الشباب الدبلوماسيين المبتكرين والمبادرين يساهمون في تحقيق أجندة الشباب لتحقيق رؤية مستقبلية سواء محليا أو إقليميا أو دوليا، وتهدف هذه الرؤية إلى العمل على تنمية وتطوير المهارات والقدرات والكفاءات الخاصة بالشباب على مستوى نطاق عملنا وبالخصوص شبابنا العربي والمغاربي، وإظهار دور وجهود دول المنطقة في تمكين الشباب واحتضان طموحاتهم وآمالهم، والارتقاء بالعمل الدبلوماسي القائم على المعرفة والابتكار لتحقيق التميز في السياسة الداخلية والخارجية لدولنا العربية والمغاربية.

كما نسعى على سبيل المثال لا الحصر، لتوفير منصات حوارية مختلفة تجمع بين القادة والشباب في الهيئات والوزارات وعلى رأسها وزارة الخارجية، لتكون هاته المنصة حلقة وصل تعمل على نقل المعرفة وبناء قدرات الشباب للارتقاء بالعمل الدبلوماسي محليا وإقليميا ودوليا.

 وهنا أود الاشارة الى فكرة، وهي أن المجتمع المدني لا يقتصر على التطوع الفردي أو الجماعي، بل يجب أن يسعى الى تحقيق فائدة اجتماعية، من خلال اتحاد هيئات ذات أهداف مشتركة، لتأسيس شراكة استراتيجية يمكن أن تطور محيطنا الذي نعيش فيه أولا، وندعم البلد الذي نتواجد به ثانيا، وقد لاحظنا العديد من الأمثلة في دول عربية وإفريقية، أين كان للمجتمع المدني دور جد ايجابي محليا وإقليميا وحتى على الصعيد الدولي.

ومن طموحنا أيضا، كسفير السلام الدولي ومدير الإقليمي للهلال الأزرق الدولي بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومدير الهلال الأزرق الجزائري في نفس الوقت، هو تنفيذ وإطلاق عدد من المشاريع الوطنية و الإقليمية مستقبلا، والتي تهدف إلى بناء قدرات الشباب في الجزائر بالتعاون مع أجهزة الدولة الجزائرية والمنظمات الفاعلة محليا، والتنسيق المباشر مع المركز الاستشاري والمجلس الاجتماعي والاقتصادي للأمم المتحدة، لاستضافة مكعّب المهارات المتقدمة بالتعاون مع برنامج للمهارات بمؤسسة الصليب الأزرق والهلال الأزرق الدولي بصفتها منظمة متخصصة تابعة للأمم المتحدة.


البوابة الإفريقية: هل كان الدكتور محمد بهلول ينتظر في الوصول الى هذا المنصب، وماهي الجهود التي بذلها لتحقيق هذا المكسب؟

حقيقة، إن افتكاك هذا التمثيل واللقب وجلبه للجزائر لم يكن بالأمر السهل، خاصة في حضور منافسة شديدة وشرسة بين دول شرق الأوسط وشمال إفريقيا، فأنا أعتبره لقب قاري وإقليمي قبل ما يكون تمثيل، لأن هذا التعيين تزامن مع افتتاحية الاجتماعين 21 و22 بتاريخ 01 سبتمبر 2021 تحت رقم NGO/922 بالمركز الاستشاري والمجلس الاجتماعي والاقتصادي بلأمم المتحدة، اللذين خصصا لتناول ومناقشة نشاط عدة منظمات دولية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، وكانت على رأس القائمة مؤسسة الصليب الأزرق والهلال الأزرق الدولي.

والحصول على لقب حافظ سلام، من طرف المؤسسة الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان والمجلس الدولي لحفظة السلام الدوليين، بالمركز الاستشاري والمجلس الاجتماعي والاقتصادي للأمم المتحدة، والذي كان مصادفا لليوم الدولي للسلام 21 سبتمبر 2021، وكان أيضا نتيجة ثمرات جهود ومساعي دولية للدفاع عن حقوق الإنسان في عدة مناطق من البلدان المستعمرة والتي أنهكتها الحروب في إفريقيا وآسيا، بتقديم توصيات لمحاربة الفقر والهجرة غير الشرعية والتجارة غير المشروعة للمخدرات والأسلحة.

وكذا الحث الدؤوب على نشر السلام في المناطق المتضررة وذلك بالمشاركة في عدت أنشطة ومؤتمرات على منصات رقمية بحضور منظمات دولية أممية، خاصة في خضم تفشي جائحة كورونا كوفيد-19.


البوابة الإفريقية: شكرا لك دكتور على سعة صدرك معنا، وماذا تقول ختاما لرواد الموقع وقراءه؟

في الاخير أتمنى أن يكون هذا التمثيل لبنة طيبة لتمثيل الجزائر في المحافل الدولية، وخدمة للإنسانية في السعي وراء إرساء أهداف مؤسسة الصليب الأزرق والهلال الأزرق الدولي، وأتمنى أن نوفق في تجسيد طموح منظمة الأمم المتحدة في محاربة كل الآفات الاجتماعية والظواهر المستفحلة، مثل تهريب البشر والهجرة غير الشرعية، والتجارة غير المشروعة للمخدرات والأسلحة، محاربة الفقر، الجهل والأمراض الفتاكة التي تضرب الدول العربية، ودولا نامية بإفريقيا وإرساء السلام بكل الدول التي لازالت تعاني من ويلات الحروب وبقايا الاستعمار  .