يقول خبراء الطاقة إن الصين بإنجازاتها المتطورة والمتلاحقة في مجالات الطاقة المتجددة يمكنها أن تساعد في تزويد البلدان الأفريقية بطاقة نظيفة ومستدامة ولاسيما أن هناك ما يربو على 600 مليون إنسان في القارة محرومون من الكهرباء والطاقة.

ويرى المدير العام للشؤون الاستراتيجية في شركة "لونجي" لتكنولوجيا الطاقة النظيفة، فرانك تشانج، أن الصين تعد أكبر مستثمر في مجال الطاقة المتجددة في الوقت الراهن، وقد أكسبها ذلك الكثير من المعرفة والخبرات التقنية في هذا المجال كما أنها ترغب في مشاركة ما توصلت إليه من تطور وتحديث مع القارة الأفريقية.

وتفيد إحصاءات نشرها المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، بأن الصين لديها أكبر تعهدات ومخصصات مالية في مجال الطاقة المتجددة خلال عام 2015، إذ استثمرت ما يزيد على 100 مليار دولار، بزيادة هائلة عما كانت عليه حين أنفقت قبل عشر سنوات 3 مليارات دولار.

وقد أنتجت القوة الآسيوية العظمي بمفردها ربع الطاقة المتجددة المنتجة عالميا والتي يتركز أغلبها في طاقة الرياح، وفي المقابل، تقف أفريقيا كواحدة من أكبر المناطق الواعدة في العالم على صعيد الطاقة المتجددة، لما تتمتع به من تنوع ضخم وتركيز لموارد الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الهيدروليكية، والطاقة البيولوجية البيئية، غير أن الخبراء يعلقون بأنه ما تم استغلاله على هذا المستوى يعد ضئيلاً للغاية إذا قورن بالإمكانات الهائلة التي تتمتع بها أفريقيا.

ويرى تشانج أن "أفريقيا بوسعها التعلم من خبرة الصين في استغلال قدرات الطاقة المتجددة، ويمكننا نقل التكنولوجيا ومنتجاتنا إلى أفريقيا لمساعدة بلدانها على تنمية وتطوير منتجات تستخدم محلياً"، مضيفاً أن أفريقيا مؤهلة لتكون سوقاً كبيرة للطاقة المتجددة مع توقعات بزيادة الإنتاج فيها إلى 25 ميجاوات بحلول عام 2020 مقابل 2 جيجاوات في الوقت الحالي.

وبين تشانج أن أحد أهم التحديات التي تواجه حكومات البلدان الأفريقية يتمثل في عدم توافر الاعتمادات المالية الكافية لتلبية احتياجات القارة من الطاقة المتجددة.

من جانبها، قالت رئيس مجلس إدارة شركة "فيرسولسولا هانجزو"، مينج يوجيا، إن شركتها تتطلع إلى تقديم تقنيات الصين المتطورة للإسهام في إنتاج الطاقة المتجددة، وأعربت عن أملها في إعادة تطبيق النموذج الاستثماري في أفريقيا، وهو النموذج الذي أثبت نجاحه في الصين.

وتقول يوجيا "إن أفريقيا هي القارة الجديدة من حيث التنمية، خصوصاً على صعيد الطاقة الشمسية، فأفريقيا لديها أيام مشمسة تصل إلى 3500 ساعة في السنة، وهو أمر جاذ للمستثمرين الصينيين".

ويؤكد مدير مركز الصين- البلدان العربية لنقل التكنولوجيا والثقافة، زينج جيجو، أن الشركات الصينية ترغب في الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة الأفريقي، لكن نقص المعلومات بشأن الوضع السياسي لا يشجع كثيراً".