كان الطفل البالغ من العمر 12 سنة في الدور الثاني من المبني، عندما سقط فجأة فوق سيارة من سوء حظة مكسورة الزجاج بسبب توقفها الطويل هناك. التقاء هذه الوقائع والصدف والاحداث نتجت عنه إصابة الطفل إصابة بليغة ميئوس من علاجها ثمثلت في رجل ملتهبه الأعصاب والأنسجة وشبه مبتورة فلم يكن يشدها لجسد الفتى الا الجلد ومازاد حالة اليأس التي وصلت لها حالة الفتى ان وصوله للعيادة كان رابع يوم على ووقوع الحادثة وهو يوم موسم العيد فقد تخوف كل من مر على الحالة من المغامرة بالجراحة، ما فاقم الحالة وزاد في بعد احتمال علاجها لكن بالخبرات الليبيية ومشيئة الله الذي اختار للفتى طريقا آخر غير البتر الذي بدا كأنه الحل الوحيد للحالة.
وفي محادثة خاصة لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية" مع متخصصة جراحات التجميل كريمة قجام التي أشرفت على العملية قالت "ما جعل من أمر إعادة الرجل لوضعها الطبيعي عسيرا جراحيا أن الحالة وصلتنا بعد أربعة أيام من وقوع الحادثة، وكان الأمر أيسر بكثير لو وصلتنا في اليوم الاول لكن تخوف كل المستشفيات والمصحات التي مر عليها الفتى من الإقدام على الجراحة زادت في عمق الازمة". وأضافت قجام "يوجد في ليبيا عدد من الجراحين صار سهلا عليهم إعادة الاطراف المبتورة إن اتبعت في طريقة نقل المريض والطرف المبتور الاجراءات الصحيحة مع الحرص الشديد على الوقت والاسراع في نقل الحالة".
وقالت إن وصول الحالة بعد أربعة ايام لرجل شبه مبتورة جعلت الاعصاب ملتهبة بالكامل والانسجة أيضا لم تنج من الالتهاب والعضلات هي الاخرى كانت في حالة ضمور شديد، وهذا ماجعل من الجراحة عملية معقدة جدا لكن مع اسراعنا في العمل الجراحي مباشرة بعد تشخيص الحالة، ولان الله أراد للفتى أن يستمر بحياته بجسم غير معوق ومع بعض الحظ نجحنا في اعادة الرجل لمكانها الطبيعي وكل النتائج والصور التي التقطنها بعد العملية اكدت على نجاح العملية بنسبة مئة بالمئة وان حالة الفتى مستقرة تماما وان العضوالمبتور شرع مباشرة بعد الجراحة بحالة الالتحام واكبر دليل على ذلك اننا الان نتابع حالة الفتي بتردده علينا في العيادة فهو موجود ببيته الان.
وانهت قجام حديثها معنا بقولها "لست الوحيدة التي قامت بالعمل فكل فريق المصحة دعمنا واخص بالذكر اختصاصي التخدير عبد الرحمان النعم اذي كان له أيضا دور كبير في نجاح التحدّي.