تخطط الولايات المتحدة لوضع استراتيجية بديلة لإنهاء الحرب في جنوب السودان في حال فشل طرفي النزاع في توقيع اتفاق شامل في المفاوضات المرتقبة في السابع من الشهر الجاري في أثيوبيا، وفق ما يراه مراقبون.

يأتي ذلك بينما حذر المبعوث الأميركي الخاص دونالد بوث الأطراف المتحاربة من تعثر المباحثات التي تهدف إلى إنهاء أكثر من ثمانية عشر شهرا من القتال. وقال بوث "لا يمكن أن تستمر المباحثات إلى مالا نهاية.

أود أن أكون واضحا معكم جميعا، إن صبر بلدي والمنطقة وشركاء دوليون آخرون قد نفد". ويرى مراقبون أن واشنطن لا يمكنها التفريط في بلد غني بالنفط بسبب الاقتتال خصوصا وأنها كانت الطرف الفاعل لانفصاله عن السودان، لذلك فإن الخطط البديلة التي يمكن أن تعتمدها هي إجبار الطرفين على الالتزام بشروطها لرفع العقوبات أولا ومن ثم الاستفادة الاقتصادية الممكنة من الاستقرار الذي قد يحل في هذا البلد بعد ذلك.

وتتمثل شروط واشنطن على الأرجح في تقديم مساعدات للحكومة الجديدة. أما في حال الفشل في نزع فتيل الحرب، سيكون المتنازعون عرضة للمزيد من العقوبات التي يمكن أن تشمل الحظر على الأسلحة والمنع من السفر وتجميد الأموال في الخارج. وأعد وسطاء دوليون خطة سلام جديدة تشرف عليها الهيئة الحكومية لدول شرق أفريقيا "إيغاد" على أمل أن يوقعها الرئيس سلفاكير وزعيم المتمردين رياك مشار في الـ17 من هذا الشهر على الأرجح، لكن لم يكشف عن بنودها إلى حد الآن. وعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما محادثات مع قادة إقليميين خلال زيارته إلى مقر الاتحاد الأفريقي في وقت سابق من الأسبوع الحالي بهدف حشد دعم أفريقي لاتخاذ قرار حاسم بشأن حل للأزمة في جنوب السودان.

 ويواجه سلفاكير ومشار اللذان لم يتم استدعائهما لزيارة العاصمة أديس أبابا خلال زيارة أوباما لمناقشة أزمة بلادهما، إنذارا نهائيا وصفه مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية بأنه "أفضل عرض نهائي". وتحول الصراع على السلطة إلى نزاع قبلي حيث أظهرت الأطراف المتحاربة أنها غير مكترثة البتة ببلدها وشعبها وتسببوا في دمار كبير وتحتاج إلى سنوات طويلة لإعادة إعمارها.