كشف تقرير المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية أن معظم الجرائم والانتهاكات المروعة في ليبيا ارتكبها تنظيم الدولة المتشدد، الذي يسيطر على مناطق عدة من البلاد الغارقة في دوامة من العنف منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011.

ونقلت قناة “سكاي نيوز” عن المدعية العامة قولها في جلسة لمجلس الأمن اليوم الخميس: “إن التنظيم المتشدد شن 27 من بين 37 هجوما انتحاريا في ليبيا عام 2015 ، وعمد عناصره إلى قتل ليبيين اتهموا “بالتجسس والمثلية أو القيام بأنشطة اجتماعية”.وأضافت المدعية أن الإعدامات والجرائم الأخرى المنسوبة إلى تنظيم “داعش” ومنظمات أخرى متحالفة معه تتجاوز بكثير تلك التي ارتكبتها مجموعات أخرى ، مشيرة إلى أن هجمات المتشددين استهدفت خصوصا مدينة سرت في جنوب البلاد.

كما أظهر التقرير أن المجموعات المسلحة تحت مسمى ميليشيات “فجر ليبيا” التي تسيطر على العاصمة طرابلس وتتحالف مع المؤتمر الوطني المنتهية ولايته ارتكبت كذلك أعمال عنف في هذا البلد ، الذي شهد عام 2015 فرار 450 ألفا من سكانه.

يشار إلى أن داعش نجح في التمدد في ليبيا مستغلا الفوضى الناجمة عن النزاع المسلح بين الميليشيات المتحالفة مع “سلطة الأمر الواقع” في طرابلس، والقوات الشرعية المرتبطة ببرلمان شرعي وحكومة معترف بها دوليا.ويقتل على الأقل 60 شخصا شهريا في المتوسط في ليبيا، الغارقة في الفوضى التي لم تنجح الأمم المتحدة في وضع حد لها، لاسيما أن الحوار الذي رعته طيلة الأشهر الماضية أفضى إلى مقترح اعتبره البرلمان خروجا عن مسودة الاتفاق.

المناطق التي يسيطر عليها التنظيم

تتواجد داعش في ليبيا بشكل واسع في مدنتي درنة وسرت بشكل خاص، وكان دائمًا ما تعرف مناطق شرق ليبيا خاصة درنه بمعقل العناصر الإرهابية المتطرفة على خلفية ظهورها في تسعينات القرن الماضي، إلا أن حكومة القذافي كانت تتصدى لهم في ذلك الوقت، أما فيما يخص انتشارها في سرت  فقد جاء بعد فراغ كبير شهدته المدينة عقب الثورة الليبية، وهروب العديد من أنصار القذافي التي كانت الحصن الأخير له ولعائلته، حيث سيطر تنظيم (داعش) على مدينة سرت الليبية بشكل كامل في نوفمبر العام الماضي، وأوقف الدراسة في جامعتها بعد سيطرته على كافة المقار الحكومية في المدينة.

أبرز العمليات الإرهابية

نفذ تنظيم داعش في ليبيا العديد من العمليات الإرهابية، كان أبرزها ذبح 21 عاملا مصريا في مدينة سرت شهر فبراير الماضي، حيث نشر التنظيم فيديو صادم لذبح العمال المصريين وذلك بعد اختطافهم في وقت سابق.وبخلاف هذه العملية الإرهابية، ارتكب تنظيم داعش في المناطق الغربية القريبة من مدينة سرت والتي يسيطر عليها مجازر، ففي عام 2014  شهدت بوابات القوات العسكرية في مدينة “ترهونة” هجوما قتل فيه قرابة 12 جنديا، وبعد تصاعد العمليات الإرهابية نهاية عام 2014 الماضي ومطلع العام الجاري، شن عناصر التنظيم هجوما آخر على بوابة عسكرية في مدينة “سوكنة” الواقعة إلي جنوب سرت  قتل فيها 11 جنديا ذبحا، بعدها هاجمت داعش حقل المبروك النفطي الواقع في وسط ليبيا قتل فيه 11 جنديا من حرس المنشآت النفطية وأعلن التنظيم في مجلة دابق التابعة له مسؤوليته عن هذه التفجيرات.