أكدت مصادر في المخابرات الأميركية أن الانشقاقات في صفوف حركة الشباب بلغت مرحلة متقدمة أكثر من أي وقت سابق.

وقال الخبير، الذي رفض الكشف عن هويته في تصريحات لـ"سي إن إن"، الجمعة، إن عبدالقادر مؤمن، وهو أحد المفتين الشرعيين البارزين للحركة، أعلن عن ولائه لداعش وشاركه العديد من الجهاديين الآخرين الذين ينتمون إلى الجماعة في وسط الصومال.

وتبدو الأوضاع داخل أوساط الجماعة "متوترة" للغاية، إذ وصف مصدر من الجماعة الجهادية من داخل الصومال للشبكة الأميركية بأنها مثل "حالة الطوارئ"، وهو ما ينذر بتفاقم العنف في القرن الأفريقي.

ولم تعلق الحكومة الصومالية على هذا التغيير في الحركة، كما أن الإدارة الأميركية لم تبد أي موقف على الفور رغم تأكيد المصادر الاستخباراتية الأميركية ذلك.

وظهر عبدالقادر مؤمن في تسجيل صوتي تداوله أنصار تنظيم الدولة يقول فيه إنه “طاعة لله ولرسوله، وللزوم توحيد صف الجماعة، نعلن نحن مجموعة من مجاهدي الصومال بيعتنا للخليفة إبراهيم بن عواد الحسيني القريشي على السمع والطاعة.

وجاءت مبايعة هذا القيادي ومجموعته بعد قرابة ثلاثة أسابيع من إصدار تنظيم داعش عدة فيديوهات مصورة دعت فيها حركة الشباب المجاهدين إلى نزع بيعتهم لتنظيم القاعدة، ومبايعة أبو بكر البغدادي.

ويرجح العديد من الخبراء في الجماعات الجهادية أن يحدث عبدالقادر مؤمن، الإمام السابق في أحد مساجد العاصمة البريطانية لندن، شقا كبيرا في صفوف الحركة، خاصة أنه يعد من قيادات الصف الأول في مناطق سيطرة التنظيم شمال شرقي الصومال. وتكمن أهمية بيعة مؤمن في مكان تواجده، بحسب الخبراء، حيث يتمركز ومجموعته في سلسلة جبال “بولس″ قرب مدينة بوصاصو الساحلية، التي تعد الميناء الرئيسي للصومال المطل على خليج عدن، بالإضافة إلى تطورها اقتصاديا مقارنة ببقية المدن الصومالية.

ووفقا لمراقبين، فإنه من المرجح أن يقوم داعش بتكثيف دعمه لمجموعة مؤمن لبسط سيطرتهم على الميناء الرئيسي في الصومال على غرار دعمهم لفرع التنظيم الليبي للسيطرة على سرت ودرنة الساحليتين. وستكون الأراضي التي تسطير عليها هذه المجموعة نقطة عبور للعتاد والسلاح والمال لجماعة بوكو حرام النيجيرية المنتمية لداعش، ما سيزيد من الضغوط على الاتحاد الأفريقي من أن أجل وضع استراتيجية مغايرة لما عليه اليوم لمقاومة المتطرفين.

وتعتبر حركة الشباب من أكثر فروع القاعدة إثارة للجدل، حيث بقيت طيلة الفترة الماضية محتفظة بكوادرها، ولم تظهر خلافاتها على العلن، بالرغم من أنها تعد “أكثر فروع القاعدة غلوا وقربا من منهج داعش”، وفقا لناشطين جهاديين. ويرى كين مينكهاوس، الخبير في شؤون الصومال والأستاذ في معهد ديفيدسون في كارولاينا الشمالية، أن بروز كل من داعش وبوكو حرام أثر على حركة الشباب في تجنيد جهاديين أجانب جدد.

وجمعت الروايات المنقولة عن الحالة الداخلية التي تعيشها الحركة منذ فترة، الكثير من المتناقضات، وهو ما لم يكن واضحا عليها، بل إن البعض إلى وقت قريب كان يعتقد أن الجماعة في أوج تماسكها. وبينما يقول قسم منهم إن الحركة تقوم بإعدام الشيوخ الصالحين، وتسجنهم غلوا وكرها، يرى شق آخر أنها أصدرت تعليمات داخلية بتعزيز كل من يبدي تعاطفا مع داعش أو يشاهد إصداراته. واتهم جهاديون، بينهم المنظر المغربي عمر الحدوشي المكنى بأبي الفضل، قيادة الحركة، بإعدام العديد من المشايخ البارزين وعلى رأسهم أبو بكر الزيلعي وأبو منصور الأميركي. وقال إن "ذلك تم في عهد أمير الحركة السابق مختار المكنى بأبي الزبير"، مطالبا القيادة الحالية بالكشف عن مصير "المشايخ" المعتقلين. ولا تزال الحكومة الصومالية المدعومة من قوة عسكرية أفريقية مشتركة تضم أكثر من 22 ألف جندي، تكابد للقضاء على مقاتلي حركة الشباب منذ ما يقارب الست سنوات دون جدوى.