حذر محمد عبدالله المعلول رئيس البعثة الدبلوماسية الليبية لسفارة ليبيا بتونس، في حديث مع “العرب”من خطر تنظيم “داعش” على ليبيا ودول الجوار، ودعا إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدحر المتطرفين والإرهابيين الذين يسعون إلى تخريب بلاده، وجرها إلى حرب أهلية مُدمرة.

وقال محمد عبدالله المعلول لـ”العرب”، إن تنظيم “داعش” في ليبيا مازال محدود العدد، وقد تم تسجيل حضوره في مدينة “درنة” ولكن خطره كبير ولا يقتصر تهديده على الأراضي الليبية، وإنما يشمل أيضا دول الجوار، وكذلك الضفة الجنوبية للمتوسط.

وتنظر الأوساط السياسية والعسكرية والأمنية الليبية والعربية والغربية إلى مدينة “درنة” على أنها أحد معاقل التنظيمات الإرهابية والميليشيات المتطرفة، حيث تحولت إلى مركز لتجنيد المقاتلين الذين شاركوا في حروب في العراق وأفغانستان وسوريا.

وتؤكد التقارير الأمنية وجود عناصر تابعة لتنظيم “داعش” في هذه المدينة، حتى أن الجنرال الأميركي، ديفيد رودريغيز، قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا، سبق له أن أكد أن تنظيم الدولة الإسلامية أصبح لديه معسكرات تدريب في “درنة” بشمال شرق ليبيا.

وشدد الدبلوماسي في حديثه لـ”العرب” على أن هناك حاجة ماسة لمُشاركة مختلف الأطراف الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب في ليبيا، ذلك أن الإرهاب لا وطن له.

وأضاف قوله “إن الحكومة الليبية الشرعية المنبثقة عن البرلمان المنتخب مصممة على حسم معركة الإرهاب ودحر الميليشيات المسلحة، والقضاء على أمراء الحرب، لافتا إلى أن الجماعات المتطرفة لا تقبل الحوار، وهي أصلا تُكفّر الحكومة الشرعية، وبالتالي يتعيّن دحر هذه الميليشيات بالوسائل المطلوبة”.

وأشار في هذا السياق إلى أن الجيش الوطني الليبي “يقوم بواجبه ولا يدخر جهدا في حربه على الإرهاب حيث وجه ومازال يوجه ضربات قاصمة للإرهابيين من خلال إستهداف مواقعهم ومخازن أسلحتهم”.

مدينة درنة تحولت إلى مركز لتجنيد المقاتلين الذين شاركوا في حروب في العراق وأفغانستان وسوريا

ويشن سلاح الجو الليبي منذ مدة هجمات ناجحة على معاقل الإرهابيين في شرق وشمال شرق ووسط وغرب البلاد، حيث أكد العميد صقر الجروشي قائد سلاح الجو الليبي في وقت سابق لـ”العرب” استهداف مواقع الإرهابيين الذين وصفهم بـ”السفاحين” في منطقتي”النوفلية” و”درنة”، حيث تم تدمير 4 مراكز تدريب لعناصر إرهابية من جنسيات متعددة، بالإضافة إلى قصف ميناء مدينة “زوارة” غرب العاصمة طرابلس.

ومن جهة أخرى، أعرب محمد عبدالله المعلول، عن أمله في نجاح الحوار الوطني الليبي الذي ترعاه الأمم المتحدة، مضيفا “الحكومة الشرعية ومعها كل الليبيين بانتظار الحوار الليبي برعاية الأمم المتحدة “غدامس 2” ، ولكن الصورة لم تتضح بعد بشأن من سيُشارك في هذا الحوار”.

وأوضح أن الطرف الأول في هذا الحوار معروف، وهو الحكومة الليبية الشرعية المنبثقة عن البرلمان المنتخب، ولكن الطرف الآخر غير معروف ولم يتم الكشف عنه بعد، مشدّدا على رفض الحكومة مشاركة أعضاء من المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته أو أمراء الحرب والميليشيات في هذا الحوار.

واعتبر أنه من السابق لأوانه الحديث الآن عن الطرف الثاني في الحوار بانتظار المشاورات والمفاوضات الجارية حاليا بين مجلس النواب في ليبيا والأمم المتحدة حول تحديد الطرف الليبي الذي سيُشارك في حوار”غدامس 2”. وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، قد أصدرت أول أمس بيانا دعت فيه جميع الأطراف المعنية بحوار”غدامس 2”، التعامل بروح الموضوعية والمصالحة وأن تتمسك بمصلحة البلاد كضمان أكيد للحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها وتجنب المزيد من سفك الدماء.

واعتبرت البعثة في بيانها أنه لا بديل أمام الفرقاء الليبيين سوى الحوار، لأنه الوسيلة الأكثر جدوى وفعالية لمعالجة الوضع بهدف إنهاء الاستقطاب السياسي وأعمال العنف العسكرية المتصاعدة.

إلى ذلك، شدد الدبلوماسي الليبي على ضرورة العمل من أجل تسوية الأزمات من خلال الحوار، وبعيدا عن السلاح لتفادي انزلاق البلاد نحو حرب أهلية شاملة “نحسب أن الجميع لا يريدها”.

ولم يتردد في هذا السياق في تثمين موقف دول الجوار الليبي، واهتمامها بتطور الأوضاع في بلاده، وخاصة منها “تونس الشقيقة التي تربطها بليبيا علاقات تاريخية وجغرافية واجتماعية واقتصادية وطيدة.

يُشار إلى أن المراقبين ينظرون إلى مُهمة محمد عبدالله المعلول رئيس البعثة الدبلوماسية الليبية بتونس، على أنها في غاية الأهمية بحكم أبعادها المتنوعة، منها تواجد جالية ليبية كبيرة العدد في تونس، وبحكم تحوله إلى حلقة الارتباط الضرورية لغالبية الدول الغربية التي ليست لهـا سفارات في طرابلـس، حيث أصـبح الإطـلاع عـلى تـطور الأوضـاع في ليـبيا يتم من خـلاله.

*نقلا عن العرب اللندنية