أكد وزير الصحة الإسباني، سلفادور إيلا، ووزير العلوم والابتكار، بيدرو دوكي، أن هناك دراسة تؤكد أن نحو 5% من الشعب الإسباني طوروا أجساما مضادة لفيروس الكوفيد 19.

وأشاروا إلى أن هذه الدراسة تعد واحدة من أكثر الدراسات المتخصصة طموحًا في العالم، والتي ستوفر بيانات محورية لاتخاذ القرار في السياسات الصحية العامة.

ولفتوا إلى أن الدراسة أفادت بأن هناك تباينا جغرافيا ملحوظا مع انتشار أعلى في محافظات وسط شبه الجزيرة الإيبيرية، وتم استخلاص النتائج المؤقتة لهذه الدراسة بعد تحليل مؤشرات عينة تمثيلية بلغ تعدادها 60 ألفا و983 شخصا من جميع أنحاء البلاد، وقد بدأ العمل على هذه الدراسة في الـ27 من أبريل الماضي، ومن المقرر الاستمرار بها خلال الأسابيع المقبلة تحسباً لموجات أخرى محتملة من انتشار الجائحة.

يشار إلى أنه في الثالث عشر من مايو قدم وزير الصحة، سلفادور إيلا، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير العلوم والابتكار، بيدرو دوكي، النتائج المؤقتة الرئيسية للدراسة الوطنية حول الحالة الوبائية (ENECovid19)، وتشمل الموجة الأولى من ثلاث تشملها هذه الدراسة.

وأكد الوزيران إيلا ودوكي، أنه نظرًا لضخامة العينة، فإنها تعد واحدة من أكثر الدراسات من نوعها طموحًا في جميع أنحاء العالم. وقد أعدها كل من وزارة الصحة ومعهد كارلوس الثالث الصحي (ISCIII) بالتعاون مع المعهد الوطني للإحصاء (INE) وأقاليم الحكم الذاتي، وتتيح معرفة عدد الأشخاص الذين على اتصال بالفيروس أو كانوا على اتصال به، ومعرفة ما إذا كان يتم الحفاظ على الحصانة بمرور الوقت.

وأكد وزير الصحة الإسباني، أنه كان من الضروري الحصول على هذه المعلومات الأولية لتقييم القرارات المتخذة. وفي هذا السياق، أكد أن الحكومة تعمل في الاتجاه الصحيح وأن العزل التام قد نجح.

من جانبه، أكد وزير العلوم والابتكار، أن "العلم يتغذى من البيانات والتي بدورها ستكون مهمة للغاية". لهذا السبب، أعرب عن قناعته بأن الدراسة ستحدد "مراحل ما قبل وما بعد في العلوم الإسبانية ودورها في مكافحة الوباء".

وفقا للاستنتاجات الأولى، يقدر أن 5% من السكان طوروا أجساما مضادة (IgG) للفيروس التاجي المستجد والمضادة للسارس - Cov2، بمعدل متماثل إلى حد كبير عند الرجال والنساء، وتقل النسبة عند الرضع والأطفال والشباب، ولا تزال النسبة مستقرة إلى حد ما في الفئات العمرية الأكبر سناً.

وأظهر أن 83٪ من المشاركين الذين جاءت إيجابية لديهم عينة تحليل الـ(PCR) تكوين أجسام مضادة للفيروس IgG. أما في الحالات التي يشتبه في احتمال إصابتها، فيزداد الانتشار كلما تزايدت معدلات الأعراض. كما ترتفع بشكل خاص، لتصل النسبة إلى 43٪، في الأشخاص الذين تظهر عليهم مشاكل الجهاز التنفسي مثل (فقدان تام لحاسم الشم أو الأنوسميا). وأخيرًا ، تنخفض نسبة تكوين الأجسام المضادة لتصل إلى 2.5٪ لدى المشاركين الذين لم يبلغوا عن أية أعراض.

تظهر خريطة توزيع أقاليم الحكم الذاتي تباينا جغرافيا ملحوظا، ومن ثم فإن معدل الانتشار في كل من سبتة ومورسيا ومليلة وأستورياس وجزر الكناري يعد الأكثر انخفاضا بنسبة أقل من 2٪ ، بينما تتجاوز النسبة في أقاليم كاستييا لا مانشا ومدريد 10٪. كما تبرز الخرائط الإقليمية، لمجموعة مناطق وسط البلاد انتشارا يساوي أو يقترب من الـ10٪ في محيط منطقة مدريد.

من ناحية أخرى، تظهر خريطة الحالات التي يشتبه في احتمال إصابتها بفيروس COVID19 (الأشخاص الذين لديهم 3 أعراض أو أكثر أو يعانون من فقدان مفاجئ للقدرة على الشم) في هذا التجمع المركزي، معدلات انتشار قريبة من الـ20 ٪، على الرغم من وجود معدلات مرتفعة مماثلة في بعض المقاطعات الأخرى.

وتعد هذه النتائج مؤقتة، وتعتبر تمثيلا للاختبارات السريعة التي أجريت منذ 27 أبريل على 60 ألفا و 983 شخصًا شملتهم هذه الدراسة الوطنية. ولا تشمل العينات الأخرى البالغ عددها 3234 عينة المأخوذة في الدراسة الخاصة التي شملت الجزر، وأجريت على جزر فويرتيفنتورا، ولانثاروتي، ولا جوميرا، والهييرو، ولا بالما، وفورمينتيرا، ومينوركا، والعينات الإضافية من جزيرة إيبيزا.

وبلغت نسبة المشاركة بين الأشخاص الذين تم الاتصال بهم 74.7٪. من المتوقع أن يصل الرقم إلى ما بين 60،000 و90،000 مشارك عند انتهاء الدراسة، خلال حوالي ستة أسابيع.

في هذه المرحلة الأولى، تم إجراء مكالمات هاتفية مع 35000 أسرة تم اختيارها عشوائيًا في جميع أنحاء إسبانيا. وبالتوازي، تم أخذ عينات من المشاركين سواء في المراكز الصحية والمنازل.

من ناحية، أجري لهم اختبار سريع لتحديد الأجسام المضادة في الدم، عن طريق وخز الإصبع. لضمان موثوقية النتائج وتطبيق أقصى قدر من الدقة المنهجية، تم الحصول على عينات الدم، بالإضافة إلى بزل الوريد (ثقب في الذراع)، لدى أولئك المشاركين الذين تمت الحصول على موافقتهم.

لا تتضمن النتائج المقدمة في الثالث عشر من الشهر الجاري، المعلومات من هذا النوع الثاني من الاختبارات، التي تقيس الأجسام المضادة بواسطة اختبار المناعة، نظرا لأن النتائج غير متاحة لجميع أقاليم الحكم الذاتي.

في الموجات التالية، سيكون من الممكن معرفة تطور الانتشار والتغيرات الملحوظة التي ستطرأ بمرور الوقت على المشاركين.

وأعرب وزير الصحة الإسباني، عن تقديره لأجل "التعاون القيم" الذي قدمته أقاليم الحكم الذاتي الـ 17 ومدينتي سبتة ومليلية المتمتعة بالحكم الذاتي، من خلال فرق الاسعافات الأولية والرعاية.

وأشار إلى "الجهد الهائل" الذي يبذله آلاف المهنيين الذين يجرون الدراسة من أكثر من 1400 مركز صحي أو هؤلاء الذين ينتقلون إلى منازل المواطنين من أجل التواصل وأخذ العينات.