سلطت صحيفة "هفنجتون بوست" الأمريكية الضوء على خطورة الوضع في ليبيا على الأمن القومي المصري، مشيرة إلى أنه بعد عدة أسابيع من القتال، شهدت ليبيا تحالفا إسلاميا جهاديا بقيادة أنصار الشريعة مع "داعش"، وسيطرت على بنغازي وأعلنت "إمارة إسلامية"، وهو الأمر الذي يمثل "صدمة" للحكومة المصرية.

وقالت الصحيفة الأمريكية أن عدم الاستقرار في ليبيا يُثير تساؤلات حول الطريقة التي سوف تتبعها مصر في التعامل مع التهديدات التي تشهدها على الحدود الغربية لها، وبالاضافة إلى التهديد الإسلامي لمصر، إلا أن الحدود المصرية مع ليبيا، من الممكن أن تكون منفذًا لتدفق الأسلحة والاتجار بالبشر.

ومع استمرار الاضطرابات، حاولت مصر زيادة تأمين حدودها الطويلة، التي يسهل اختراقها مع ليبيا -على حد تعبير الصحيفة- وبناءً على ذلك بدأت مصر في اتخاذ تدابير وقائية منذ أواخر عام 2011، بعد الإطاحة بالرئيس الليبي معمر القذافي، لكن التطورات الأخيرة في شرق ليبيا أثارت قلق مصر، وتزايدت الدعوات بشأن الحاجة لإجراءات عاجلة لتأمين الحدود المصرية مع ليبيا.

وبالإضافة إلى ذلك، شبهت الصحيفة تنامي قوة الجماعات الإسلامية في ليبيا بالأمر الـ"مقلق" بالنسبة لمصر، وخاصة بعد إعلان الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية في ديسمبر 2013، وأعربت مصر عن شكوكها في حزب العدالة والبناء، التابع لجماعة الإخوان في ليبيا.

وخشى بعض المسئولين المصريين من اختيار الإخوان المسلمين ليبيا كقاعدة لتخطيط إعادة نشاطها في مصر، ونتيجة لذلك، سعت مصر لتشكيل تحالف إقليمي لاحتواء الإخوان في ليبيا.

وأدت هذه الأحداث إلى دعوة اللواء خليفة حفتر، صاحب عملية "كرامة ليبيا"، مصر، باتخاذ جميع الإجراءات العسكرية اللازمة داخل ليبيا من أجل تأمين حدودها، ولكن تعرضت قواته للهزيمة علي يد أنصار الشريعة.

وفي ظل تراجع قوات "حفتر" بالقرب من الحدود المصرية، رأت الصحيفة أنه يجب على مصر أن تُنشئ منطقة عازلة على طول الحدود لمنع كل الجهود لتهريب الأسلحة ودخول الإرهابيين.