ناشدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، جميع الأطراف الليبية صوْن المؤسسات الوطنية العامة من خلال الامتناع عن اتخاذ أي خطوات يمكن أن تمس بحياد هذه المؤسسات ذات الأهمية الحيوية للصمود الاقتصادي لليبيا.

وطالبت البعثة في بيان لها اليوم السبت، الأطراف الليبية بالتوقف عن القيام بأي أعمال عسكرية أو اتخاذ أي قرارات استفزازية في الوقت الذي تم فيه إحراز تقدم ملحوظ في عملية الحوار السياسي الليبي الذي تيسره الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى حل شامل للأزمة السياسية والنزاع العسكري في ليبيا.

وأدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ما وصفته بـ"التصعيد الخطير في الأعمال العدائية"غرب ليبيا ، وخاصة في منطقة ورشفانة التي قالت أن بلداتها شهدت دماراً كبيراً جراء المعارك المتقطعة التي وقعت هناك.

وأعربت البعثة عن قلقها البالغ تجاه معاناة سكان ورشفانة، و تعرضهم للتهجير والاختطاف والتعذيب، وهم في أمس الحاجة إلى الإغاثة الإنسانية، وحثت جميع الأطراف على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حق العودة لجميع النازحين من المنطقة، وألا يتم اعتقال أو مقاضاة أي أحد خارج نطاق القانون.

ودعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري للأعمال العدائية في ورشفانة والاتفاق على ترتيبات تسمح بفض الاشتباك بين القوات في المنطقة كخطوة أولى نحو تحقيق ترتيبات أمنية مناسبة لتمكين السكان من استئناف حياتهم الطبيعية. وأشاد البيان، بالجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المنطقة، كما تعرض مساعيها الحميدة والخبرات الفنية المتاحة لمساعدة الأطراف على إنهاء القتال، مجددة تحذيرها للأطراف المتحاربة أن استهداف المدنيين يمكن أن يرقى إلى مستوى الجرائم التي يعاقب عليها القانون الإنساني الدولي.

يذكر أن الأزمة السياسية الليبية شهدت في اليومين الماضيين تصعيد غير مسبوق ، حيث أعلنت الحكومة المؤقتة المعترف بها دوليا الأسبوع الماضي استئناف ضخ النفط من موانئ الهلال النفطي شرق البلاد وفتح حساب للمؤسسة النفط الليبية في دولة الإمارات وهو ما رفضته الحكومة الموازية في طرابلس وهددت في حال تنفيذه بالعودة للقتال.

كما قرر مجلس ادارة مصرف ليبيا المركزي بالبيضاء ، اقالة المحافظ الصديق الكبير ، وسحب منه كافة الصلاحيات والتوقيعات وحذر جميع المصارف والمؤسسات المالية العاملة في ليبيا أو خارجها من التعامل مع المحافظ السابق. وعلى الصعيد العسكري شهدت محاور القتال في الغرب الليبي تقدما كبيرا للجيش الليبي والقوات المساندة له وأصبح على بعد كيلومترات قليلة عن العاصمة طرابلس بعد سيطرته على معظم مناطق ورشفانة.

وفي بنغازي اقتربت قوات الجيش الليبي من السيطرة التامة على جميع مناطق حيث أعلن القائد العام للقوات المسلحة الليبية، الفريق أول خليفة حفتر أمس الجمعة، عن استكمال استعدادات الجيش الليبي عسكرياً وميدانياً لتحرير المدينة .