قال محللون إن دعوة إخوان ليبيا القوى السياسية الليبية إلى الحوار المُعطل منذ أشهر، هي “مناورة سياسية” لاستباق تداعيات المُتغيرات في المنطقة، ولتفادي رياح عاصفة عملية “كرامة ليبيا” التي يقودها اللواء خليفة حفتر.

واعتبر المحللون أن هذه الدعوة التي جاءت على لسان القيادي الإخواني الليبي علي محمد الصلابي، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه يوسف القرضاوي، تعكس الأزمة التي تعصف بجماعة الإخوان وتحالفاتهم القبلية والعسكرية التي ضعفت كثيرا منذ بدء عملية “كرامة ليبيا” في منتصف الشهر الماضي.

وقال الصلابي في بيان وزعه أمس، إنه يدعو الأطراف السياسية إلى “تلبية دعوة الحوار بالاستجابة الفورية لإجرائه في أقرب وقت ممكن”، وذلك “انطلاقا من إيماني بالحوار”.

غير أن الإعلامية الليبية انتصار محمد بشير الناشطة بالحراك المدني”لا للتمديد”، اعتبرت أن هذه الدعوة “ملغومة”، وتحمل في طياتها بوادر”مناورة سياسية” للالتفاف على تطور الأوضاع السياسية في البلاد، ولكسب المزيد من الوقت.

وقالت لـ”العرب” إن هذه الدعوة “تهدف إلى امتصاص غضب الليبيين من ممارسات الجماعات المتطرفة”، وأن من يدعون الآن إلى الحوار “يريدون استباق المتغيرات السياسية في المنطقة التي ساهمت في تقليص دورهم وخياراتهم داخل ليبيا وخارجها”.

وتكاد دوائر التحليل السياسي الإقليمية والدولية تُجمع على أن النجاحات التي حققتها العملية العسكرية التي يقودها اللواء خليفة حفتر لتطهير ليبيا من الإخوان والجماعات المُتطرفة الدائرة في فلكها، أربكت حسابات الجماعة.

كما ساهمت هذه المتغيرات، وخاصة منها وصول المشير عبدالفتاح السيسي إلى سدة الحكم في مصر، الذي ترافق مع تراجع دور حكام قطر في المنطقة، بالإضافة إلى انكفاء تركيا وتوجهها لمعالجة مشاكلها الداخلية، في تقليص خيارات جماعة الإخوان، والحد من قدرتها على المناورة والحركة ولعب الدور الذي كانت تطمح إلى القيام به كحاكم للمنطقة.

ويقول المحلل السياسي الليبي سامي عاشور، إن دعوة الصلابي، “تعكس حالة التخبط في المشهد السياسي داخل ليبيا بسبب ارتفاع حدة التوتر بين أطراف النزاع، وخاصة منها المحسوبة على التيارات الإسلامية بمختلف تشكيلاتها”.

واعتبر في اتصال هاتفي مع “العرب”، أن الحديث عن الاستجابة للحوار المُعطل أصلا في هذا التوقيت بالذات يثير تساؤلات عديدة بغض النظر عن النوايا الحسنة، وبالتالي فإن دعوة الصلابي تبقى خارج السياق العام، ولن تُجدي نفعا”.

ويرى مراقبون أن تأكيد الصلابي في بيانه على ضرورة “القبول بالوسيط الدولي في الحوار”، تُعد مُحاولة لكسب التأييد الدولي على حساب الليبيين، خاصة وأن غالبية الأوساط السياسية الليبية كانت قد أعربت في وقت سابق عن رفضها للدور الذي يقوم به الوسيط الدولي طارق متري، المتهم بقربه من الإخوان المسلمين.

 

*نقلا عن العرب اللندنية