أكد الديبلوماسي التونسي السابق أحمد ونيس أن الحوار الليبي الليبي أصبح واقعا و لم يعد في حاجة إلى وسيط، و أن المرحلة المقبلة هي مرحلة تشكيل الحكومة الليبية الموحدة، معتبرا أن الأطراف الليبية المتنازعة بلغت طور الإقتناع بضرورة تفعيل حوار داخلي في ما بينها، و أنه لهذا السبب قام ممثلو البرلمان و المؤتمر العام الليبيين بعقد اتفاق مصالحة في تونس، ليرتقى الحوار بينهم إلى مرحلة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

و أضاف أحمد ونيس في تصريح ل"بوابة إفريقيا الإخبارية" اليوم الثلاثاء 8 ديسمبر 2015، أن الفرقاء الليبيين اختاروا تونس لتوقيع اتفاق المصالحة نظرا لأنهم يثقون أن هذا الاتفاق بإمكانه النجاح إذا تم في الجارة التونسية، و ذلك على خلفية عراقة مبادئ الديبلوماسية التونسية التي تقوم بالأساس على التجرد و عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، إضافة إلى توفر عمق الدولة التونسية الممتدة طيلة عقود من الزمن.  و أعقب بأنه سبق للقيادة الجزائرية في حرب التحرير، و كذلك القيادة الفلسطينية الإستقرار في تونس نظرا للأسباب المذكورة آنفا.

و أكد أحمد ونيس أن الشعب الليبي رافض لكل تدخل أجنبي في شؤونه الداخلية، و أن قبوله بإشراف الأمم المتحدة على حواره الداخلي يعود إلى أن هذا الهيكل هو منتظم دولي و لا يتبع أية دولة في حد ذاتها، مضيفا أن بعض العواصم التي احتضنت الحوار الليبي حاولت التأثير على مخرجات هذا الحوار، و أنه لذلك كانت هذه المخرجات ترفض عند عرضها لاحقا على البرلمان و المؤتمر العام الليبيين.

و لاحظ الديبلوماسي التونسي السابق أنه من الجيد أن تساهم كل الأطراف في إنهاء الأزمة الليبية، ملاحظا أن الأمم المتحدة قامت بسد الشغور الحاصل في الساحة الليبية لما كان طرفا الصراع هناك على نقيض، و ذلك بدعوتهم إلى الجلوس إلى طاولة الحوار.

و استطرد أن إستنصاح الليبيين بالتونسيين سواء كانوا جهات رسمية أو حزبية أو غيرها ينطلق من إيمانهم بأن تونس وطن ثان لهم، كما أنها لا تتدخل في شأنهم الداخلي. و استشهد ونيس بأن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قابل طرفي النزاع الليبي بعد تنصيبه، و كذلك مؤخرا، مشيرا إلى أن الفرقاء الليبيين هم من طلبوا لقاء رئيس الدولة. و أضاف ونيس أن وزارة الخارجية التونسية هي من تدير الملف الليبي، إلا أن الليبيين هم من يصرون على الاتصال بجهات حزبية و سياسية و اجتماعية و غيرها في تونس من أجل المساعدة في إيجاد مخرج لأزمة بلادهم، بحكم أن يعتبرون أنهم يتشاركون في هذه الأزمة مع التونسيين.

في المقابل، تحفظ ونيس على تنامي ظاهرة الإقتصاد الموازي في تونس على خلفية الأزمة الليبية، موضحا أن السبب في ذلك هو غياب الدولة الليبية و إنتشار الفوضى في هذا البلد، مؤكدا أن تونس تدعم تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا للتفاوض معها في الملفات التي تهم مصلحة البلدين.