قالت صحيفة ذا تليجراف البريطانية إن إن الفوضى تسود ليبيا، وتجعلها مرتعا سياسيا واقتصاديا للتطرف ، وقد أصبحت العاصمة طرابلس مهددة الآن من قبل رجل قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر -الذي وصفته الصحيفة بالرجل القوي-. وأضافت الصحيفة أن الوضع هو دراسة في فشل التدخل الغربي.
فمن ناحية كان الأوروبيون حريصين على المساعدة في الإطاحة بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي . لكن من من ناحية أخرى لم يرغبوا في الالتزام بنوع بناء الأمة الذي جُرب في العراق في ظل خسائره الهائلة في المال والأرواح. وكما صرح الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في مقابلة أجراها عام 2016 ، فإن ما فعله الغرب في ليبيا كان ثورة رخيصة: حملتها العسكرية تكلف حوالي مليار دولار ولم يكن بها سوى عدد قليل من الضحايا.
لكن المخابرات الغربية فشلت في استيعاب حجم انقسام القبائل، واتهم أوباما فرنسا وبريطانيا بالفشل في الاستثمار في إعادة إعمار ليبيا. ويوفر إنهيار الأمة الحادث في ليبيا في سياقه بعض الفهم لرد فعل الغرب المتردد على الحرب في سوريا.
قال الرئيس أوباما "لا توجد طريقة يجب أن نلتزم بها من أجل إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، وقد حافظ دونالد ترامب بشكل أساسي على نفس السياسة، وإن لم يكن الأمر بشأن إيران. وكانت واشنطن غير مهتمة بليبيا حتى هذه اللحظة، لكن هناك تقارير تشير إلى أنها بدأت تميل نحو المشير حفتر.
ولا يوجد أي جدوى للتدخل إن لم يرافقه التزام بعملية إعادة البناء، وعلى العكس من ذلك فإن عدم الاستقرار في ليبيا يزيد من مشاكل أوروبا بسبب أزمة اللاجئين.
وفي المستقبل يجب أن تكون هناك خطة طويلة الأجل ويجب على السياسيين أن يكونوا صادقين بشأن ما يحتمل أن ينطوي عليه التدخل. إن كون الغرب لم يتقن هذا التحدي منذ عام 2003 أمر محبط ، وتذكير بالحاجة إلى النضج والحنكة السياسية الحقيقية في الحياة الوطنية.
*"بوابة إفريقيا الإخبارية" غير مسؤولة عن محتوى المواد والتقارير المترجمة