منذ أشهر كان ألبرتو فيرنانديز سياسي غير معروف يعلم القانون في إحدى جامعات الأرجنتين، الآن هو المرشح المحتمل ليكون الرئيس المقبل للبلاد بعد فوزه المفاجئ، في 11 أغسطس، على الرئيس الحالي ماوريسيو مارسي في الانتخابات التمهيدية للرئاسة على مستوى البلاد، متجاوزاً التوقعات بفارق كبير بلغ 15 نقطة، وهي الانتخابات التي تشكل إيذاناً بنتائج انتخابات أكتوبر.
فرنانديز، البالغ من العمر 60 عاماً، عمل على مدى العقود الثلاثة الماضية مع القادة البيرونيين من مختلف الطيف السياسي، بمن في ذلك قادة طبقوا إصلاحات شاملة للسوق الحرة، ويساريون قاموا بتأميم الشركات الحكومية.
قالت رئيسة الأرجنتين السابقة كريستنا كيرشنر إنها طلبت منه أن يكون المرشح الرئيسي، لأنه أفضل في توحيد فصائل البيرونيين ضد الرئيس الحالي مارسي، على أن تتولى المنصب الثاني. وكان فوزه بمثابة تبرير لقرار كرشنر الاستراتيجي، التي تلاحقها فضائح فساد.
أعداؤه نعتوه بدمية كريستينا، لكنه قال في إحدى المقابلات إنه لن يكرر أخطاء «كريستينا» التي انتقد سياستها الشعبوية بعد مغادرته حكومتها في 2008، لا سيما قرارها المثير للجدل بزيادة الرسوم الجمركية على الصادرات الزراعية، وإصلاح القضاء، وموضوع الاتفاق مع إيران بشأن التفجير عام 1994 في بونيس آيرس.
ولد ألبرتو فيرنانديز في بونيس آيريس، وهو خريج قانون، ومحاضر في الجامعة وعازف غيتار. دخل السياسة أولاً بعد عودة الأرجنتين إلى الديمقراطية في منتصف 1980، وعمل في وزارة الاقتصاد تحت حكومة الرئيس راؤول الفونسين، وأصبح عضواً في الحزب البيروني «حزب العدالة الاجتماعية».
لكنه تمكن من أن يتجنب وسمه بالأيديولوجي. يتوقع كثيرون أنه سيكون رئيساً وسطياً وبراغماتياً للغاية.
عمله مع حكومات من مختلف الطيف السياسي أظهره كسياسي قادر، وقد تمكن من الفوز ضد مارسي أخيراً، وقيادة تحالف جديد من يسار الوسط يشمل كيرشنر، لكن بإضافة طيف واسع من الناخبين من أحزاب أخرى من يسار الوسط.
وصفه المطلعون بأنه بعيد بما فيه الكفاية لتجنب المشاعر المناهضة لكيرشنر في البلاد، لكنه قريب بما فيه الكفاية لمشاركة دعم كيرشنر وقاعدتها.
قال فرنانديز منذ أشهر: «مع كريستينا لا يكفي ولكن بدونها غير ممكن»، فهو ينقصه الدعم السياسي الذي لدى كيرشنر، وهناك من يعتقد أنه سوف يبطل الملاحقات القضائية ضدها، وهو على رغم براغماتيته، هدد بإبطال صفقة تجارية تاريخية مع الاتحاد الأوروبي، وإعادة التفاوض على شروط خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي التي وقعها مارسي العام الماضي لمواجهة أزمة العملة.
يبقى أن يفوز بنسبة 40 إلى 45% من الأصوات في انتخابات أكتوبر العامة لكي تنطلق جولة ثانية، وعلى الرغم من إمكانية عكس النتائج التمهيدية الأخيرة، تبدو أوضاع الرئيس الحالي صعبة، فإذا فاز فسيقلب التوجه الذي كانت تسير فيه أمريكا اللاتينية.