توقع رئيس الجالية اليهودية بتونس بيريز الطرابلسي، زيادة عدد الزوار اليهود إلى "معبد الغريبة" بجزيرة جربة، جنوبي البلاد، للعام الحالي، إلى 2500 زائر، وذلك خلال ما يسمى بموسم "حج الغربية"، مشيرا إلى أنه لا يخشى التهديدات الأمنية.

 

وفي حديثه لوكالة الأناضول، قال الطرابلسي: "أتوقع أن يرتفع عدد الزوّار اليهود هذه السنة إلى حوالي 2500 زائر، بعد ما كان في حدود ألفين سائح العام الماضي".

 

ويزور اليهود من مختلف دول العالم، كل عام، معبد الغريبة بجزيرة جربة، الذي يعتبر الأقدم في إفريقيا.

 

ويقع معبد "الغريبة" في قرية صغيرة بجزيرة جربة، سكنها يهود في الماضي وتسمى "الحارة الصغيرة" حاليا، وهي تبعد عدة كيلومترات جنوب غرب "حومة السوق" المدينة الأكبر بجربة.

 

ويعيش في  جزيرة جربة قرابة ألفي تونسي من أصول يهودية.

 

ووفقا للطرابلسي، فإن الموسم الحالي ستبدأ الاستعدادات له مطلع مايو/ أيار القادم، فيما خصص يومي 6 و7 من الشهر، لأداء طقوس موسم الحج الكبرى.

 

ويتمثل "حج الغريبة" في جملة من الاحتفالات وإقامة صلوات وإشعال شموع داخل الكنيس والحصول على "بركة" حاخاماته وذبح قرابين (خراف) والغناء في أجواء من الفرح وتناول نبيذ "البوخة" المستخرج من ثمار التين والذي يشتهر بصناعته يهود تونس دون سواهم.

 

وتتوج مراسم الحج بدفع "المنارة" وهي مصباح كبير مصنوع من الفضة ومثبت فوق عربة ذات عجلات يتنافس الزوار على دفعها والتنقل بها بين معابد يهودية أخرى قريبة قبل العودة بها إلى كنيس الغريبة.

 

وبخصوص المخاوف الأمنية خلال الموسم، قال الطرابلسي "لن تؤثر التخوفات الأمنية (في إشارة إلى الوضع الأمني في تونس جراء العمليات الإرهابية) على سير الموسم الحالي، وتلقينا تطمينات جيدة من السلطات التونسية بتأمين موسم الحج لهذا العام".

 

وكان وزير الداخلية التونسية محمد ناجم الغرسلي، قال الأسبوع الماضي، إن وزارته "عززت الاستعدادات الأمنية لموسم حج اليهود بجزيرة جربة"، مشددا في تصريحات صحفية أن وزارته "وفرت التعزيزات الأمنية اللازمة لإنجاح هذه التظاهرة".

 

وكان معبد "الغريبة" قد تعرض عام 2002 لهجوم بشاحنة مفخخة يقودها انتحاري تونسي، أسفر عن مقتل 21 شخصاً (14 سائحاً ألمانياً و5 تونسيين وفرنسيين اثنين)، وتبنت الهجوم، آنذاك، خلية تابعة لتنظيم القاعدة، بحسب مصادر أمنية.

 

وفي سنة 2011 ألغي موسم حج اليهود نظرا للوضع الأمني غير المستقر الذي مرت به البلاد عقب ثورة 14 يناير/ كانون ثان 2011، واستأنف في العام التالي.

 

وتواجه تونس هجمات وأعمال عنف منذ مايو/ أيار 2011 ارتفعت وتيرتها عام 2013، وتركزت في المناطق الغربية المحاذية للحدود الجزائرية، وخاصة في جبل الشعانبي بمحافظة القصرين (غرب).