أكد رئيس حركة النهضة الإسلامية بالبرلمان نورالدين البحيري أن تونس مطالبة بعدم السقوط في المستنقع الليبي و بالبقاء على الحياد من الأزمة الليبية و عدم الانحياز لأي طرف من أطراف الصراع هناك، مضيفا أنه يساند موقف رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الذي اعتبر حكومة طرابلس حكومة أمر واقع لا بد من التعامل معه.

و أوضح رئيس كتلة النهضة في حديث لـ "بوابة افريقيا الاخبارية" اليوم الإثنين أن انحياز بلاده لأي طرف من الأطراف المتناحرة في الجارة الليبية يهدد أمنها القومي مشددا على أن الوضع في هذا البلد صعب و معقد و أن الحل لإنهاء أزمته يتمثل في ما دعا اليه قائد السبسي و كذلك حركة النهضة في ضرورة جلوس الفرقاء في ليبيا على طاولة الحوار و الدخول في حوار وطني شامل، إضافة الى تفعيل حكم ليبي تشاركي يحقق انخراط جميع القوى الليبية في إدارة البناء العام للبلاد في إطار الديمقراطية التشاركية و بعيدا عن لغة العنف و السلاح.

و تابع البحيري بأن تونس مطالبة بالحفاظ على علاقات أخوية بكل الأطراف الليبية و العمل على دفعهم إلى طاولة الحوار مؤكدا أن الأمن الليبي من أمن تونس و العكس صحيح. و أعقب أن الانتصار العسكري  لأي طرف من الفرقاء الليبيين المتنازعين لن يحل الأزمة بل سيغرق هذا البلد في فوضى عارمة ستطال تداعياتها بلاده.

و أشار نور الدين البحيري إلى أن المشهد الليبي الراهن هو نتاج خلافات داخلية تغذيها بعض الأطراف الخارجية بهدف حسابات محددة مستطردا أن قرار تونس برفض كل أشكال التدخل العسكري في ليبيا هو قرار صائب مشددا على أن الحوار هو الحل الأمثل لإنهاء الحرب الليبية و الحفاظ على وحدة هذا البلد  و ذلك عبر تشكيل حكومة وطنية تشاركية حسب كلامه.

و بخصوص ملف الصحفيين التونسيين المختطفين بليبيا و مصيرهما المجهول حتى الساعة بعد رواج خبر مقتلهما من طرف الجماعات الارهابية هناك، دعا رئيس كتلة النهضة حكومة بلاده و كل القوى السياسية و المدنية التونسية إلى القيام بكل التدابير اللازمة لمعرفة مصيرهما مشددا على ضرورة بذل الجهد لكشف حقيقة مقتل الصحفيين من عدمه.

و عن الحرب  التي تخوضها بلاده على الارهاب، قال محدثنا إن هذه الآفة ليست حرب فرد أو حزب او حكومة بل هي حرب جميع التونسيين بلا استثناء. و لاحظ في سياق متصل أن الإرهاب ليس خاصا  بتونس فقط كما أنه  ليس نتاج تلك الحكومة او غيرها بل هو ظاهرة دولية مست تونس كغيرها من البلدان مشددا على أن مكافحة الظاهرة  هي مقاومة شاملة و واجبة على كل أبناء شعبه، مبينا أن الوحدة الوطنية كما دعا لها السبسي هي الحل للقضاء على الإرهاب في تونس.

و شدد البحيري على أن الإرهاب في تونس لن يعمر صويلا لأنه يفتقد الحاضنة الاجتماعية نظرا لأن هذه الجماعات منبوذة  و مرفوضة من التونسيين و لذلك لجأت الى الجبال مؤكدا أن اتجاه العناصر الارهابية للتحصن في الجبال مؤشر على اندثارها قريبا و عجزها عن الإفلات من قبضة الأمن و الجيش التونسيين على حد قوله.