فى حوار خاص مع "بوابة افريقيا الأخبارية" مع العجيلي عبدالسلام ابريني رئيس مجلس القبائل الليبية تحدث فيه عن وضع المجلس وقرارته وكيفية عمله والصعوبات والمعوقات ومستقبل عمل المجلس بالاضافة الي قرار قبائل ورفلة الإنسحاب من مجلس القبائل الليبية.
ليبيا والنفق المظلم.
و بين في بداية حديثه ان ليبيا تمر من 2011 والي غاية الان بمؤامرات ومختنقات ساهمت فى تدمير البلاد سواء كانت البنية العسكرية او المدنية التحتيتة وهجرت الكثير من الليبين فى الداخل والخارج وهذه هي سمت المؤامرة الخارجية وادواتها من االداخل هذه ساعدت فى دخول البلاد فى نفق مظلم اربع سنوات والليبين لازالوا يتشردون يوم بعد الأخر.
أنني لست ضد اي تغير سلمي فى ليبيا لكن التغير من الأول كان واضحا انه عسكري ممنهج واضح للجميع مدعوم من الخارج وتأكد بان من بداية 17 فبراير ان ليبيا تعرضت لمؤامرة دموية من الخارج حيث كانت أكثر من أربعين دولة تابعة لحلف الأطلسي تدخلت بحرا وجوا وبرا من خلال تواجد قوات على الارض من البداية عبر المنطقة الشرقية حيث كان واضح حديث السفير الانجليزي فى ذلك مع مصطفي عبدالجيل واضحا حول نزول عناصر انجليزية لإستقبالها على الارض, مما أتاح دخول تيار الإسلام السياسي منذ بدايتها والذي انبثق عنه الكثير من المصطلحات واخرها ما يسمي بداعش وبداء الاعلان عنهم فى درنة وبنغازي وطرابلس, واصبحنا نري صراع بين أصدقاء الامس الزنتان ومصراتة والليبيون كل منهم يتبع فريق فى ظل هذا التناحر مما ادي الي ضياع البلاد واصبحت الصورة شبه حرب أهلية, وأصبحنا نقيم فى الوضع الي اين سيصل ؟ .. انني بحكم تخصصي اشتغلت طيلة حياتي فى المصارف ولم أتوقع يوما يسميني أحد بشيخ سوي لعمري فقط ولكن عندما عقد المؤتمر فى ورشفانة وحضره الألف من مختلف القبائل الليبية وصدرت عدة قرارات عن هذا المؤتمر وكلفت برئاسة المجلس الذي يتكون من ثلاثين عضوا وجائتني ووفود فى مصر وانا لم أكن لأقبل هذه المسؤولية لأنها ليست بالسهلة وما يهمني ليبيا ونحن لا نسعي لوظيفة مستقبلية وشرفنا تحرير بلادنا وخروجها من المأزق الذي تمر به الان.
الحقيقة الكثير من القبائل تورطت فى هذه الحرب اما مع هذا الجانب او مع هذا الجانب ولكن يمكن القول ان من يقود المعارك هم مجموعة من المليشيات الممنهجة التى تغذيها دول من الخارج للفريقين مدعومين من مؤسسات عسكرية واستخبارتية ويتم تزويدها بالسلاح حيث ان ليبيا شاطئ يمتد بمساقة تقارب ألفين كيلو متر على شاطئ المتوسط مهما تحاول اي حكومة السيطرة عليها حتي وان وجدت فإنها لن تسطيع السيطرة عليها وحمايتها ..
وبالتالي بدات دخول السلاح من السودان وقطر وتركيا وحتي من الجهات التى لها علاقة بالجنوب الليبي.
وظيفتي شرفية
وبين بأنه كلف بهذه الوظيفة حيث اعتبرها شرفية ولا نتحصل بمقابلها علي مال او شى اخر وقد تحملتها تحت ضغوط القبائل وتحملت هذه المسؤولية, وقلت لهم انني مقيم فى خارج ليبيا وأنتم فى الداخل هذا الأمر لا يتأتي بالمطلق فهذا الوليد مثلما قال أخوتنا في قبائل ورفلة عبر بيان الإنسحاب من المجلس بأن هذا المجلس ليس أصيل وولد ميت انني اتفق معهم واتحدث به دائما, لانه من الصعب العمل خارج ليبيا و حتي داخل ليبيا تحت تهديد المليشيات من خطف وتعذيب وتهديد.
انني ارتحت للمؤتمر الذي عقد بمنطقة العزيزية فى ورشفانة ومانتج عنها من قرارات اعتبرها مفصلية اولها فيما يتعلق بالمعتقلين بسجون سرية والإفراج الفوري عنهم و الغاء القوانين الظالمة التى صدرت من المجلس الانتقالي وحتي من أتي من بعده من مجالس وحكومات و وعودة المهجرين فى الخارج وضرورة عودتهم هذه القرارات كل الليبين يتفقون عليها وهي منطقية وقابلة للتنفيذ.
نحن لم نري من ما يسمي بمؤتمر طرابلس العام ولا البرلمان الموجود فى طبرق اصدر قوانين تستقطب الناس وتشعرهم بأن البلاد تسير على الطريق الصحيح الي جاء موضوع جنيف وبداء الصراع الداخلي بين هذه الأطراف.
حوار جنيف
لم توجه لنا دعوة من الامم المتحدة ولا من المبعوث الدولي لحضور مؤتمر جنيف, وبرغم معرفتي الشخصية بالمبعوث الدولي وكنت معه على تواصل وأرسلت له خارطة طريق قمت بإعدادها بناءا على ما يجري فى الداخل وارسلتها ايضا الي رئيس البرلمان بالاضافة الي رئيس الوزراء كمخرج باسم القبائل.
لقد تواصلت بقدر الاستطاعة حيث كان لي اتصال مع وزراء الخارجية لدول جوار ليبيا شخصت فيه الوضع الحالي فى البلاد وذكرت فيه رؤية ما يجب عليه ان تكون ليبيا فى حالة تبني دول الجوار لحوار سواء كان فى مصر او الجزائر او تونس او حتي دول الساحل الإفريقي.
وقمت بمخاطبة الرئيس الفرنسي والرئيس الإمريكي عبر مذكرة شارحة وكان لي اتصال مع روماني برودي الرئيس الإيطالي السابق وقام بإرسال مندوب للقاهرة للقاء وألتقيت مع بعض أعضاء مجلس النواب فى اسبانيا وتقابلت رئيس الحزب الشعبي فى مدريد, ويوغزسلافيا سابقا تقابلت مع وزير الدفاع, وقبل احداث الصحفية الفرنسية اتصل بي الفرنسيين وأكدوا ان المذكرة التى قدمت لهم من مجلس القبائل الليبية تحت الإطلاع وطلب منة الحضور لباريس وامكانية حضور وفد للقاء الرئيس الفرنسي هذه كل جهود فى فترة أربع اشهر.
لقد قبلت هذه المسؤولية بشكل مؤقت بسبب ما تمر به من البلاد من وضع صعب.
انني الان لا يمكن ان اقول بأن مجلس القبائل قد نجح حيث انه وامام ما جري فى ورشفانة وماجري فى بني وليد ( القرار رقم 7 ) وماجري فى المشاشية وكثير من المناطق والقبائل من تدمير, القبائل تعهدت ووقعت ميثاق شرف واقسموا على القراءن انه عند حصول مشكلة فى قبيلة معينة باقي القبائل الاخري ستكون جنبها وتقاتل لجنبها, للأسف ورشفانة كانت تعاني من ثلاث حروب طيلة العام الماضي من قبل أخرين من جهات ومحاور مختلفة وللأسف لم تحضر اي قبيلة جاءت للمشاركة على الرغم من تعهداتهم ومن شارك هم أفراد من بعض القبائل حضور كان طواعية من أنفسهم بدافع الغيرة والاستشهاد من واجب وطني وقبل ان يوجه اللوم الي المجلس عليه توجه اللوم لأنفسهم مالذي استطاعوا تقديمه لمشاكل التى حصلت لهذه القبائل هذا لا يعني انني سأقول ان المجلس قد نجح فهو لازال في بداية الطريق وهو يحاول ان يشرح القضية للخارج ونحن لا نستطيع العمل فى الداخل ونحن نبذل فى جهد عبر اجتماعات فى القاهرة وتونس واخري على مستوي أوروبا وقمنا بإرسال لمذكرات حتي لأمم المتحدة.
قرار قبائل ورفلة
ماجري عبر المجلس المجلس الإجتماعي لقبائل ورفلة بمدينة بني وليد وقرار الذي صدر بالانسحاب انني لست ضد هذا القرار وهم أحرار وأتهامهم بأن المجلس ضعيف لست ضده لكن التوقيت الذي صدر فيه القرار كان حساس جدا نظرا لما تمر به البلاد واستمرار الحرب وكنت اتمني من ورفلة والتى لديها أكبر مجموعة مهجرة فى القاهرة وان يكون حضور مجموعة من ورفلة في الداخل للقاء اخوتهم هنا في القاهرة ونلتقي مع بعض ولنري اين أوجه القصور لمعالجتها, وانني وفي هذا الإطار بني وليد تملك قرارها وكما قلت لست ضدهم وما أتمني الا يكون هناك شرخ فى القبائل وكنت اتمني من أخوتنا فى بني وليد حضورهم الأجتماع المقرر فى مدينة طبرق نحن نحتاج لم الشمل ومجلس القبائل نريده لليبيا ككل وهذا لا يستثني حتي قبائل مصراتة من الحضور والتى لديها الرغبة في الحضور ونحن لسنا ضد أحد.
المؤتمر القادم سيعقد فى طبرق وسيتم توزعة المجلس ويمكن ان اعضاءه قرابة المائة وستكون هناك إدارة جديدة ومجلس جديد واعضاء جدد وورفلة نتمني ان تكون فيه والرئاسة نريدها دورية والا تكون محصورة فى ورشفانة او ترهونة او ورفلة والزنتان والمنطقة الشرقية نريدها كل ستة اشهر تتولها قبيلة لعل هذا يعطي زخم للقبائل يشعرها بأنها جزء أساسي فى هذا النظام وربما تكون نتائج العمل بهذه الطريقة لها ايجابية وفاعلية أكثر.
انني لست ضد قرار ورفلة وحين التواصل معهم سيكون هناك وصول للنتيجة التى نتمني الوصول اليها جميعا, وبشكل تاريخي قبائلنا ملتحمة خاصة قبائل ورشفانة وورفلة واساسهم واحد والدليل ان الكثير من اهالي بني وليد ومن بعد القرار رقم 7 ذهبوا لورشفانة وايضا حدث العكس من بعد الحرب على ورشفانة.
نحن نسعي لإعادة اللحمة بين القبائل الليبية وهو يهمنا فى مجلس القبائل الليبية واعتقد ان قبائلنا فى بني وليد لديها نفس الهدف.
مؤتمر طبرق
لقد شكلنا لجنة عبر اجتماع عقد فى القاهرة كتحضرية للمؤتمر القادم فى مدينة طبرق وألتقينا رئيس البرلمان فى القاهرة ووعدنا بتجميع مشائخ المنطقة الشرقية وستكون زيارة النائب عبدالحميد الكزة لطبرق والقبائل الشرقية للتجهيز والاعداد للمؤتمر الذي سيعقد قريبا فى طبرق ونحاول من خلال اجتماعنا فى طبرق الذي سيكون له جدول أعمال من أهم بنوده هي القرارت التى أتخذت فى مؤتمر القبائل الذي عقد بورشفانة ومن ثم نقوم بإحالة محضرنا لمن يملك القرار سواء كان برلمان او الحكومة للمطالبة بتنفيذ هذه القرارت ونحن مع السلطة التشريعية والتنفيذية وليس لدينا توجهات اخري سوي الوطن ولا نبحث عن مناصب و لا أموال.
أتوقع ان يكون هناك أنطلاقة جديدة لمؤتمر القبائل الليبية حيث ان تمكنا من عقده فى طبرق وألتقت القبائل وبعدد أكبر من العدد الذي عقد فى المؤتمر السابق وتفهم الجميع مشكلة الوطن فبتاكيد الانطلاقة ستكون أفضل ومن سيتولي المجلس فى المرحلة القادمة سيكون له دور أجابي اكثر من المرحلة الحالية.
لقد قال لي رئيس وزراء ايطاليا السابق بأن حل ليبيا يمكن فى القبائل الليبية ولن يكون حلها خارجي والمشكلة تحل بين حكماء ليبيا بتنسيق مع المبعثويين الدوليين كإشراف فقط والمشكلة لن تحل لا في جنيف ولا فى جنوب افريقيا ولا الولايات المتحدة الإمريكية ولابد من تنازلات من كل الاطراف وتصدر مجموعة من القرارات مثل العفو العام واخراج المعتقلين الذين لم تجري لهم محاكمات هذه تعطي دفعة بشكل أفضل.
اتمني على أخوتنا فى قبائل ورفلة ان تقدر الظرف وانهم جزء من باقي القبائل وان المسؤولية جماعية وانا متأكد ان هذا الإحساس لديهم فقرارهم جاء معبرا عن مايجري ونتمني منهم اعادة النظر فى قرارهم بالانسحاب وهذا القرار يحفزنا على العمل بشكل أفضل والهدف الاساس هو الوطن.