أكدت انها لن تتخلى عن مناهضة التعذيب ان اصبحت سيدة تونس الاولى بعد فوز زوجها حمة الهمامي في الرئاسية  وانها مستعدة للدفاع عن بن علي ان تمت محاكمته ورأت ان نضال كلثوم كنو لاصلاح القضاء افضل بكثير من ترشحها للرئاسة.  

 

"البوابة" تحدثت الى الحقوقية راضية النصراوي رئيسة الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب حول بعض المسائل منهاالمتعلقة بملف التعذيب وحقوق الانسان وترشح زوجها حمة الهمامي للرئاسة  وفيما يلي نص الحوار:

 

س: صرحت بان تعذيب الموقوفين والمساجين متواصل في تونس فهل من توضيح ؟

 

تزايد حجم سوء معاملة المساجين والتعذيب مع كل الحكومات التي تعاقبت على تونس بعد الثورة ومنها     

السجينين علي اللواتي ومحمد علي السويسي الذان توفيا منذ فترة وجيزة وتمت متابعة حالتهما من قبل الاعلام وفيما يتعلق بعلي اللواتي لم اره لاني كنت مسافرة اما محمد السنوسي فاني رايته بعد الوفاة حيث طلبت من أمه الكشف عن جسده قبل الدفن ولاحظت حينها خياطة في مستوى الخصيتين وهي مسالة غريبة كما كانت توجد اثار ضربة في مستوى الرأس خلافا للخياطة التي يمكن إرجاعها للتشريح 

 

س: لكن تقرير الطب الشرعي نفى امكانية تعرضه للتعذيب؟

 

تقرير الطب الشرعي ليس قرآنا منزلا فهم بشر بإمكانهم الوقوع في الخطأ ويقع سوء تقدير لذلك وبناء عليه طلبت اعادة التشريح بالاستعانة بثلاثة أطباء في الطب الشرعي كما حرموا العائلة حتى من حقها الشرعي في الدفاع عن الضحية واستندوا في ذلك على الفصل 31 من مجلة الاجراءات الجزائية ولكن طلبات الورثاء ليست مادية وبالتالي  ما حدث يعتبر مسا من حقوق الدفاع 

 

س: ماذا جرى بينك وبين الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي عندما طلب مقابلتك في قصر قرطاج؟

 

قال لي انه يريد ان يستمع الى الرواية فحدثته عن التفاصيل التي اعرفها حيث اكد كل الجيران انه تم إخراجه  بالعنف والركل من المنزل وهم في أتم النخوة والاعتزاز وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على إحساسهم بالحماية والقضاء الى جانبهم لان نسبة ضئيلة من التشكيات جدا أدت الى عقاب الجناة من الأمنيين 

 

س: تواصل التعذيب بعد الثورة بأكثر حدة  فماهي الآليات الناجعة لمكافحته حسب رايك؟

 

بعد الثورة التعذيب لم يضمحل مع الحكومات الثلاث وانا التي لم تصمت زمن بن علي فكيف اصمت اليوم 

 وما لاحظته هو احتقار أبناء الفقراء والمعدمين واحتقار كبير لأبناء الأحياء الشعبية

لقد تعرضت للنشل والسرقة من قبل صبي عمره 16 سنة وسرعان ما تم الإمساك به فأنهالوا عليه بالضرب ولكني تدخلت وسامحت الصبي ونصحته الا يعيد صنيعه لاني خشيت ان يدخل السجن ويغادره وهو مجرم خطير وناقم على الجميع ونفس القلادة التي كنت أحملها سرقت مني بأحد الأحياء الشعبية مؤخراً بينما أبدى المارة لا مبالاة مطلقة وكان صاحب محل يتابع ما حدث لكنه لم يمسك بالسارق حيث كانت الإمكانية متوفرة لديه فلامني انا لاني أرتدي قلادة ذهبية في الشارع 

وانا ارى ان علاج الظاهرة لا يكون بالضرب بل بالسجن فقط أوليس السجن في حد ذاته عقابا ؟

 

س: وزارة الداخلية اصدرت بلاغا يتهم الحقوقيين بتشويه الوزارة فماهو ردك؟

 

انا لا اكره "البوليس" لانهم هم حماتنا من الإجرام لكن اكره الممارسات الوحشية التي يقومون بها كالتعليق في وضع الدجاج المصلي والحرق بالسجائر ورأيت صورا تدل على الحرق بالسجائر فلماذا يريدونني ان اسكت عن ذلك واحدهم قدم شكوى للجمعية  تتضمن ان ابن اخته فقد عينه في مركز الامن 

ومن جهتي سوف أدافع عن المساجين  الى اخر يوم في حياتي وحتى وان اصبح حمة زوجي في السلطة وتكون هناك  ممارسات تعذيب ولا يتخذ موقفا إيجابيا فلن اسكت واعرف ان الظاهرة لن تضمحل بسهولة لذلك نطالب بتحسين أوضاع الشرطة والحرس للقضاء على التعذيب وأول خطوة للإصلاح هو الاعتراف بوجود التعذيب وليس الإنكار "تنهدت" والله لقد مرضت من الأشياء التي أراها  

 

س: لماذا تشعرين بكل هذا الألم؟

 

امس انتقلت الى تالة والقصرين فتألمت كثيرا لاني التقيت مجموعة من المجرمين الاكثر خطورة في المنطقة أعلنوا توبتهم بعد مغادرة السجن وقرروا العيش في سلام مع عائلاتهم وبالمال الحلال ولكن لم يتحقق ذلك فأقدموا على إخاطة أفواههم والاعتصام امام المعتمدية وأثناء حديثي اليهم قالوا ان النهضة خدمت أبناءها ومنحتهم التعويضات

 وهددوا بحرق أنفسهم او الانتحار لانه للاسف عوض ان نساعد السجين على مواصلة الاستقامة نجعله يشعر بالنقمة والرغبة في الانتحار

 

س: شاركت في انتخابات 2011 عن حزب العمال الشيوعي وهذه المرة لانجدك في اية قائمة لماذا؟

 

في الانتخابات التشريعية الماضية لم ارغب في الترشح ولم أقم بأية حملة ولكن تم اختياري في سياق عام للمشاركة وهذه المرة لست معنية بالحملة لاني باختصار شديد اريد الاهتمام بحقوق الانسان والوقوف الى جانب المظلومين اما السياسة لا تستهويني ويكفيني ان احد المظلومين حكم عليه ب20 سنة سجنا من اجل ترويج المخدرات ورئيس الجلسة استمع للشهيد والعمدة من جديد وتبين انه بريء من التهم المنسوبة اليه وغادر السجن بعد 3 سنوات من الإيقاف 

 

س: كيف ستكون مساهمتك في الحملة الانتخابية التي سيخوضها قريبا زوجك حمة الهمامي مترشح لرئاسة تونس؟  

     

مساهمتي معنوية بالأساس لاني ساقف الى جانبه في الحملة وانتقل معه حسب ما يتوفر لدي من وقت كمحامية وكحقوقية لانه هناك أشخاصا لا يعرفون ان حمة الهمامي ليست لديه اية ذرة أنانية ولا يهتم للمال وهو الوحيد الذي رفض التعويضات وقال انا ناضلت زمن بن علي لاجل بلادي وهو لا يقول خطبا بل يقول ما يفعل ويؤمن بالمساواة بين المراة والرجل وليس لديه اي اشكال مع عملي او نشاطي الحقوقي وتجمعنا ثقة متبادلة طيلة سنوات  

زواجنا و كان يشجعني على العمل الحقوقي فيما كرهني الكثيرون لما كنت أدافع عن الإسلاميين لكن هو شجعني على ذلك احتراما لمبادئي وقلت لم لا عندما طلبوا مني الدفاع عن سفر ابنة بن علي كما دافعت عن رؤية  ابناء الوزراء السابقين لآبائهم في السجن وبن علي لو يقف امام القضاء سأكون الاولى التي تدافع عنه رغم ما فعله معي لان الدفاع عن الناس مسالة مبدئية بالنسبة لي 

  

س: كيف تقيمين ترشح امراة وحيدة للرئاسة وهي القاضية كلثوم كنو ؟

 

  كنت افضل ان تواصل كلثوم كنو نضالها من اجل استقلال القضاء وإصلاح المنظومة ككل لانها القضية الاساسية في مجتمعنا الذي يفتقر الى قضاء نظيف كما يؤدي الى تقسيم الأصوات والأضرار بالحركة الديمقراطية رغم اني مع ترشح النساء لهذا المنصب واعتبر أنهن قادرات على تحمل مسؤوليات عليا في البلاد وبالنسبة لي هناك من شجعني على الترشح لكن قلت لهم اني لست سياسية بامتياز ولا افهم في الاقتصاد وهمي الوحيد هو العمل الحقوقي 

 

س:  ماذا لو اصبحت سيدة تونس الاولى ؟ 

 

(ابتسمت ) في الحقيقة فاجأني هذا السؤال ولكن ان صرت سيدة تونس الاولى سأواصل نضالي من اجل احترام الحريات ومن اجل المساواة بين المراة والرجل والتأكيد على احترام حقوق الانسان وان يتمتع المواطن بحقوقه كاملة وأستطيع ان أنبه زوجي لوجود انتهاكات ويمكن ان اقترح عليه حلولا واواصل تلقي الشكايات من اجل الانتهاكات