رحلت أمس الفنانة نورة الجزائرية عن عمر ناهز 72 عاما بفرنسا بعد رحلة علاج طويلة، وأكد رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب عبد القادر بن دعماش أن جثمان الفقيدة سيوارى الثرى بمقبرة سيدي يحيى بالعاصمة فور وصوله إلى الجزائر والانتهاء من إجراءات تنظيم مراسيم التشييع.

ودَّعت الساحة الفنية الجزائرية الفنانة القديرة نورة بعد مسيرة طويلة من العطاء الفني، قدمت خلالها أزيد من 500 أغنية باللغتين العربية والقبائلية وحتى الفرنسية، وهي أغانٍ تعكس عشق الراحلة للتراث والموسيقى الأصلية، وقد كتب لها الشاعر الشهير محبوب باتي سنة 1959 عدة أغان منها “يما قولي لي”، “يا اختي”، “حليلي يا حليلي”، كما كتب لها زوجها الملحن كمال حمادي العديد من الأغاني بعد أن قاده إعجابه بها إلى الزواج منها سنة 1960.

ولدت نورة واسمها الحقيقي فاطمة الزهرة باجي عام 1942 بشرشال في عائلة محافظة، وكانت منذ صغرها تحب الاستماع للموسيقى عبر الراديو الذي أهداه لها والده، لتقرر سنة 1958 الالتحاق بالمعهد الموسيقي البلدي بالعاصمة من أجل تعميق معارفها الموسيقية والدرامية، حيث تحصلت على جائزتين إحداهما في الإلقاء والأخرى في الموسيقى الكلاسيكية، حسبما نشرت صحيفة الخبر.

كما حازت نورة على الوسام الثقافي من رئيس الجمهورية التونسية عام 1974، واختيرت نجمة المهرجان للأغنية العربية بليبيا عام 1975، كما كرمت عام 2003 من قبل وزارة الثقافة الجزائرية. ومن الأغاني التي اشتهرت بها “يا ربي سيدي”، “يا بنات الحومة”، “يا طيارة”، “عميروش”، “يما قوليلي”، وتحمل أغانيها العبق المميز ذاته الذي قدمه أمجاد الأغنية الجزائرية على غرار درياسة وبلاوي هواري وخليفي أحمد وأحمد وهبي.