أكد المحلل السياسي سعيد رشوان أن المسار السياسي لحل الأزمة الليبية برعاية أممية لم يحقق أي نتائج وكذلك المسار الاقتصادي مضيفا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أنه تم قطع خطوات عملية في المسار العسكري وهناك رغبة لدى الطرفين بلجنة 5+5 في توحيد المؤسسة العسكرية.
إلى نص الحوار:
خلال العام المنقضي رعت البعثة الأممية ثلاث مسارات للتسوية في ليبيا (سياسي واقتصادي وأمني) كيف تابعتها؟
الأمم المتحدة بعد لقاء برلين اعتمدت ثلاث مسارات لحل الأزمة الليبية السياسي والأمني والاقتصادي وفي واقع الأمر فإنه يجري العمل بهذه المسارات لكنها لم تحقق أي نتائج فإذا قمنا بتقييم المسار السياسي فنجد أنه اقتراح خارجي ليس فيه أي رأي محلي وهذا ما تجلى في اختيار الأعضاء الـ 75 الممثلين للحوار السياسي لذلك نجد تضارب المصالح بينهم فكل شخص يمثل أحد الموجودين في السلطة لذلك يبحث عن مصالحه وإلى الآن لم يحقق هذا الحوار أي نتائج وآخر شئ عمدوا إلى تكوين لجنة لعمل توافقات بين أعضاء الحوار ما يعني أن أعضاء الحوار السياسي بينهم خلافات كبيرة لدرجة أنهم بحاجة للجنة حوار لتوفق بينهم
ولا شك أن ليبيا بحاجة لتكوين سلطة موحدة توحد البلاد ومؤسساتها لكن أعتقد أن هذه ليست الطريقة المثلى وأعتقد أنها لن تؤدي لنتائج جيدة.
وماذا بشأن المسار العسكري؟
هذا المسار هو المهم وأعتقد أنه تم قطع خطوات عمليه فيه حيث أن مسار 5+5 يفضي إلى طرد الأجانب والمرتزقة من البلاد وتوحيد المؤسسة الأمنية ونزع السلاح من المليشيات وهذا طموح وطني أعتقد أنه يجب أن يكون أولوية فإذا نجح هذا المسار ستنجح المسارات الأخرى والبرامج السياسية بما فيها مشروع الانتخابات
وأرى أن الطرفين في العسكريين لديهم جدية ورغية في توحيد المؤسسة العسكرية وقد تمكنوا من تشكيل لجان فرعيه وتبادلوا الأسرى ويحاولون فتح الطريق الساحلي لكنهم لم ينجحوا بعد بسبب سيطرة المليشيات وأعتقد أن هناك دول تدفع في هذا الاتجاه لكن تصريح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن التفكير في إرسال قوات حفظ سلام لليبيا مؤشر إلى أن هناك إفشال متعمد للجنة5+5 أو عدم جدية في مسندتها.
البعض يربط نجاح المسار السياسي بالعسكري هل تتوافق مع هذا الرأي؟
بالطبع فإن عدم نجاح المسار العسكري يعني فشل المسارات الأخرى.
كيف تنظر إلى تطورات المسار الاقتصادي؟
أعتقد أنه مسار نظري فالبلاد لم تستقر بعد ولم تتشكل هيئاتها التشريعية بعد لذلك أعتقد أن المسار الاقتصادي القائم هو عبارة عن لقاء مجموعة أشخاص فقط لكن أستبعد أن يحددوا المستقبل الاقتصادي للبلاد فتوجد في ليبيا الآن مشكلات جمه تواجه الاقتصاد الليبي والحياة المعيشية للمواطن ناتجة عن عدم الاستقرار الأمني والاستقرار النقدي ومشكلة مصرف ليبيا المركزي وانقسام المؤسسة المصرفية فهذه الأمور تحتاج لمعالجات وأعتقد أن الموضوعات التي يناقشها المشاركون في الحوار الاقتصادي لازالت لم يحن موعدها بعد فيجب مناقشتها مع حكومة مستقرة وهيئات منتخبة وترسم شكل الحياة الاقتصادية في البلاد وتعالج مشكلة الدخل والمشكلات القائمة.
ربما يكون تحديد موعد الانتخاب أبرز نتائج الحوارات المقامة برعاية أممية...لكن البعض يقول إنه جرى في السابق تحديد مواعيد للانتخابات لكن الظروف لم تسمح بإجراءها فهل تتوقع أن يختلف الوضع هذه المرة؟
أتمنى أن تكون هناك انتخابات شفافة يشارك فيها جميع الليبيين دون إقصاء لكن أعتقد أنه يجب أولا توحيد المؤسسة الأمنية وتحقيق وحدة وطنية لأن إجراء الانتخابات في هذا الوضع ربما يؤدي لنتائج مفادها عدم الاعتراف بالانتخابات وهذا ما حدث في انتخابات مجلس النواب حيث أن المجموعة الموجودة في طرابلس استعملت السلاح واستولت على طرابلس بالقوة لذلك فإن الانتخابات تحتاج لتوفر الأمن والاستقرار وقوة تجبر الجميع على الاعتراف بنتائج الانتخلبات والالتزام بها لذلك فأنا أرى أن تحديد 24 ديسمبر موعدا للانتخابات أمر استفزازي ومضحك فصحيح أن هذا اليوم هو الذي تم فيه إعلان استقلال ليبيا لكن لا يهم اليوم بقدر ما يهمنا أن تكون الانتخابات نزيهة وشفافة ويشارك فيها كل الليبيين ويعترف بهل الجميع لذلك فإن هذا العمل مفروض فرض وهو عمل غير ناضج ويحتاج أن تتأسس الدولة أولا مدعومة بالأمن والاستقرار والقانون والقضاء والمصالحة التي تستكمل بعد بناء الدولة وذلك لإتاحة الفرصة أمام الجميع للترشح
دول الجوار قامت خلال العام 2020 برعاية العديد من الحوارات ما مدى فاعليتها برأيك؟
كان هناك بعض المبادرات الإقليمية العربية الجيدة منها المبادرات المصرية حيث أن القاهرة أكثر الدول المهتمة بالشأن الليبي بجدية وإرادة تهدف لفرض الاستقرار في ليبيا وحماية وصون كرامة الليبيين وأعتقد أن مصر موجودة بقوة في المشهد السياسي الليبي وليس لديها أي قوات عسكرية رغم استعدادها لدخول المعركة دفاعا عن سيادة ليبيا ووحدتها إذا حاول الطرف الآخر السيطرة على ليبيا كما أن زيارة وفد من القاهرة لطرابلس خلال الفترة الماضية يؤكد جدية مصر واستعدادها للتعامل مع كل الأطراف لتحقيق مصلحة ليبيا.
إلى الآن لم يتولى مبعوث أممي خلفا لغسان سلامة كيف أثر هذا على دور البعثة؟
البعثة الأممية تعمل بشكل اعتيادي سواء كان هناك مبعوث أممي أو لا فإن هناك تعليمات تصلها من الدول الكبرى والدول الضالعة في المشهد الليبي كما أن المبعوثة المكلفة ستيفاني وليامز أمريكية الجنسية وتعمل مباشرة مع خارجية بلادها كما تقدم تقارير للأمم المتحدة لذلك فإن تعيين مبعوث أممي أو لا أمر غير مهم المهم الآن هو إيجاد حل للأزمة الليبية حيث أن البعثة لازالت لا تتعامل مع الأطراف الحقيقية والمؤثرة القادرة على إيجاد حل وهذا لا يعني أن المشاركين في ملتقى الحوار غير جيدين لكن 80% منهم غير قادرين ولا يمثلون أحد لذلك فإنه حتى لو تم تعيين مبعوث أممي فلن يقدم أكثر مما قدمته وليامز لكن إذا كان هناك نية لتعيين مبعوث أممي يجب أن يكون من الدول البعيدة التي ليس لها مطامع في ليبيا مثلا دول أمريكا اللاتينية وشرق آسيا