سلط المحلل السياسي سعيد رشوان الضوء على الآثار السلبية الناجمة عن أحداث 17 فبراير داعيا إلى إطلاق خطاب تصالحي وإيقاف خطاب الكراهيه

وقال رشوان في تدوينة له بموقع "فيسبوك" بعنوان "بدون اصطفاف سياسي" "هناك إصرار  على الاستمرار في التمسك بخطاب الكراهيه والاستفزاز الذي  لا يولد إلا  العنف ويبعد المصالحة الوطنيه التي تشكل الأساس في الاستقرار والتعايش السلمي الذي يخلق  البيئة   الصالحه والارضية المهمه للحياة والتنميه".

وأضاف رشوان "دوامة استمرار إطلاق الخطاب الاستفزازي   بمناسبة فبراير  لن يجني إلا مزيد  من الاستمرار في  العنف والقتال بدل التهدئة والتصالح" مردفا "يجب أن نعترف أن العشر سنوات الماضيه أكثر سوءًا من العشريه السوداء التي مرت بها الجزائر في تسعينات القرن الماضي ".

وأردف رشون "خلال العقد الماضي...اندلعت الحروب المدمره وتضررت البنيه وانقسمت مؤسسات الدولة وتراجعت  كل الأرقام   في النمو واستفحلت معدلات التضخم وعدم الاستقرار النقدي وهبطت قيمة الدينار الليبي إلى مستويات غير مسبوقه " و"توقفت المشروعات وتراجع  الدخل القومي إلى ثلاث أضعاف تقريباً" و "تشوه جيل بالكامل وتعرض للموت والأعاقه".

وتابع رشوان "استفحل الفساد وزادت شراسته، وانتهكت السيادة الوطنيه وأصبح المواطن بين نازح ومهجر ومرفوض يمارس ضده الاستفزاز والإهانه حتى في دول الجوار وانهارت الطبقة المتوسطه وتحولت إلى قائمة الفقر بالاضافه إلى الفقد  في الأرواح وتحول عدد كبير  من الشباب إلى فاقدي الأطراف التي أنعم الله عليهم بها محتاجين إلى الرعاية المجتمعيه بدل   قيادتهم التنمية والرفاهيه في بلادهم".

وأضاف "خسرت ليبيا طبقاً للتقارير الامم المتحده لاكثر 580 مليار دولار  خلال العشر سنوات الماضيه من قدراتها التي منحها الله لنا" وزادت البطالة وتراجع دور القطاع الخاص، وظهر الغنى المفاجئ  بين حملة السلاح وشركاءهم" و"تراجع دور الدولة وأهمل تحصيل   الضرائب والايرادات المحليه" وتدنى دخل الفرد وانخفض مستوى المعيشه عند غالبية الشعب الليبي" .

وأردف بدون اصطفاف سياسي "ليس أمامنا إلا إطلاق خطاب تصالحي  وإيقاف خطاب الكراهيه ونعتبر ما حصل هو درساً وطنيًا قاسياً يدفعنا إلى المصالحة والخروج من دائرة  الخلاف والاستفزاز والمكابرة واتخاذ الصور التذكارية أمام  حطام وركام المباني المهدمه  وإطلاق الخطاب الذي تخلف كثيراً تحركه أحقاد وتصفية حسابات في حقيقتها شخصيه" وزاد "نعم هو مجرد حالة نفسية وشعور بالإحباط والفشل نقدره لكن من منظور وطني لا يستقيم".

وختم رشوان بالقول "في الاخير المنطق يقول دائماً المشاريع مهما كانت حالمه وتحمل حسن النوايا لا تقيم إلا بنتائجها ومن المؤكد نحن اليوم نعيش النتيجة السئيه عملاً  وليس قولاً" .